لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رسائل خاصة لعاشق مميز ..

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ديوانك وطني
    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    9,432

    رسائل خاصة لعاشق مميز ..

    هذه بعض من رسائل الرائع غسان كنفاني .. لغادة السمان

    وكلاهما أشهر من نار على علم .. في عالم الأدب والصحافة ..

    وقد قامت الأديبة غادة السمان بنشر رسائله اليها بعد وفاته ..




    مقدمة الرسالة الثالثة


    نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني ..وكان له وجه طفل وجسد عجوز.. عينان من عسل وغمازة جذلة لطفل مشاكس هارب من مدرسة الببغاوات , وجسد نحيل هش كالمركب المنخور عليه أن يعالجه بإبر الأنسولين كي لا يتهاوى فجأة تحت ضربات مرض السكر.. هدية الطفولة لصبي حرم من وطنه دونما ذنب.. لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية .. قامة فارعة.. صوت جهوري زجاجي لا مبالاة بالنساء (إلى آخر عدة النضال ) وأنه كان ببساطة بطلا حقيقيا.. والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنا لا نجوم السينما الهوليوودية الملحمة.. غير العادي في غسان كان تلك الروح المتحدية.. النار الداخلية المشتعلة المصرة على مقاومة كل شيء , وانتزاع الحياة من بين منقار القدر... نار من شجاعة تتحدى كل شيء حتى الموت...



    الرسالة الثالثة....
    غادة...كل هذه العناوين المسجلة فوق * , على ضخامتها , ليست إلا أربع طاولات على شاطئ البحر الحزين , وأنا , وأنت , في هذه القارورة الباردة من العزلة والضجر . انه الصباح , وليلة أمس لم انم فقد كان الصداع يتسلق الوسادة كجيوش مهزومة من النمل , وعلى مائدة الفطور تساءلت..هل صحيح انهم كلهم تافهون أم أن غيابك فقط هو الذي يجعلهم يبدون هكذا ؟ ثم جئنا جميعا إلى هنا .. أسماء كبيرة وصغيرة , ولكني تركت مقعدي بينهم وجئت اكتب في ناحية , ومن مكاني أستطيع أن أرى مقعدي الفارغ في مكانه المناسب , موجودا بينهم اكثر مما كنت أنا.
    أنني معروف هنا , وأكاد أقول (محبوب) اكثر مما كنت أتوقع , اكثر بكثير , وهذا شيء , في العادة يذلني , لأنني اعرف بأنه لن يتاح لي الوقت لاكون عند حسن ظن الناس , وأنني في كل الحالات سأعجز في أن أكون مثلما يتوقعون مني , طوال النهار والليل استقبل الناس , وفي الدكاكين يكاد الباعة يعطونني ما أريد مجانا وفي كل مكان اذهب إليه استقبل بحرارة تزيد شعوري ببرودة أطرافي ورأسي وقصر رحلتي إلى هؤلاء الناس والى نفسي , اشعر أنني اكثر من أي وقت مضى أن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح وأنها تنحدر ألان أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء احترمه , وذلك كله يشعرني بغربة تشبه الموت وبسعادة المحتضر بعد طول إيمان وعذاب , ولكن أيضا بذل من طراز صاعق..

    ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل , هو قيمتك عندي.. أنا لم افقد صوابي بك بعد , ولذلك فأنا الذي اعرف كم أنت أذكى وأنبل واجمل , لقد كنت في بدني طوال الوقت , في شفتي , في عيني وفي رأسي , كنت عذابي وشوقي والشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش ويعود..أن لي قدرة لم اعرف مثلها في حياتي على تصورك ورؤيتك.. وحين أرى منظرا أو اسمع كلمة واعلق عليها بيني وبين نفسي اسمع جوابك في أذني , كأنك واقفة إلى جواري ويدك في يدي , أحيانا أسمعك تضحكين , وأحيانا أسمعك ترفضين رائيي وأحيانا تسبقينني إلى التعليق , وانظر إلى عيون الواقفين أمامي لأرى أن كانوا قد لمحوك معي , ولست اذكر في حياتي سعادة توازي تلك التي غسلتني من غبار وصدا ثلاثين سنة ليلة تركت بيروت إلى هنا.


    أرجوك.. دعيني معك , دعيني أراك . انك تعنين بالنسبة لي اكثر بكثير مما اعني لك وأنا اعرف ولكن ما العمل ؟ أنني اعرف أن العالم ضدنا معا ولكنني اعرف انه ضدنا بصورة متساوية , فلماذا لا نقف معا في وجه ؟ كفي عن تعذيبي فلا أنا ولا أنت نستحق أن نسحق على هذه الصورة , أما أنا فقد أذلني الهروب بما فيه الكفاية ولست أريد ولا اقبل الهروب بعد, سأظل , ولو وضع أطلس الكون على كتفي , وراءك ومعك ,ولن يستطيع شيء في العالم أن يجعلني أفقدك فقد فقدت قبلك , وسأفقد بعدك , كل شيء..
    أنني لا أستطيع أن أكرهك ولذلك فأنا اطلب حبك*..أعطيك العالم أن أعطيتني منه قبولك بي..فأنا , أيتها الشقية , اعرف أنني احبك واعرف أنني إذا فقدتك فقدت اثمن ما لدي والى الأبد..
    سأكتب لك وأنا اعرف أنني قد اصل قبل رسالتي القادمة , فسأغادر القاهرة يوم 5 كانون وتأكدي : لا شيء يشوقني غيرك...........

    غسان كنفاني

    ============


    و في رسالة أخرى لغسان

    غادة...
    أعرف أن الكثيرين كتبوا لك، وأعرف أن الكلمات المكتوبه تخفي عاده حقيقه الأشياء خصوصا إذا كانت تعاش وتحس وتنزف على الصورة الكثيفه النادره التي عشناها في الاسبوعيين الماضيين...ورغم ذلك ،فحين أمسكت هذه الورقه لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا واثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل ، كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك.

    الآن أحسها عميقه أكثر من أي وقت مضى ، وقبل لحظه واحده فقط مررت بأقسى مايمكن لرجل مثلي أن يمر فيه، وبدت لي تعاساتي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسه التي ذقتها في لحظه كبريق النصل في اللحم الكفيف.. الآن أحسها ، هذه الكلمه التي وسخوها ، كما قلتِ لي والتي شعرت بأن علي أن أبذل كل مافي طاقة الرجل أن يبذل كي لا أوسخها بدوري .
    إنني أحبكِ: أحسها الآن والألم الذي تكرهينه –
    ليس أقل ولا أكثر مما أمقته أنا-ينخر كل عظامي ويزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت ..أحسها الآن والشمس تشرق وراء التله الجرداء مقابل الستاره التي تقطع أفق شرفتك إلى شرائح متطاوله .. أحسها وأنا أتذكرأنني أيضا لم أنم ليلة أمس ، وأنني فوجئت وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي أنني – أنا الذي قاومت الدموع ذات يوم وزجرتها حين كنت أجلد-وأبكي بحرقه بمراره لم أعرفها حتى أيام الجوع الحقيقي ، بملوحة البحار كلها وبغربة كل الموتى الذين لايستطيعون فعل أيما شيء ..وتساءلت :أكان نشيجا هذا الذي لم أسمعه أم سلخ السياط وهي تهوي من الداخل ؟

    لا..أنت تعرفين أنني رجل لا أنسى وأنا أعرَف منكِ بالجحيم الذي يطوق حياتي من كل جانب ، وبالجنه التي لا أستطيع أن أكرهها ، وبالحريق الذي يشتعل في عروقي ،وبالصخرة التي كتب على أن أجرهاوتجرني إلى حيث لا يدري أحد...وأنا أعرف منك أيضا بأنها حياتي أنا ، وأنها تنسرب م بين أصابعي أنا ، وبأن حبك يستحق أن يعيش الانسان له، وهو جزيرة لا يستطيع المنفى في موج المحيط الشاسع أن يمر بها دون أن ..ورغم ذلك فأنا أعرف منك أيضا بأنني أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه ، بالصورة التي تشائين ، إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعاده ، وبأنه سيغير شيئا من حقيقة الأشياء.
    أهذا ما أردت أن أقوله لك حين أمسكت الورقه؟ لست أدري ..ولكن صدقيني يا غادة أنني تعذبت خلال الأيام الماضيه عذابا أشك في أن أحدا يستطيع احتماله ، كنت أجلد من الخارج ومن الداخل دونما رحمه وبدت لي حياتي كلها تافهه ، واستعجالا لا مبرر،

    إن قصتنا لا تكتب ، وسأحتقر نفسي لو حاولت ذات يوم أن أفعل ، لقد كان شهراً كالإعصار الذي لا يفهم ، كالمطر ، كالنار ، كالأرض المحروثه التي أعبدها إلى حد الجنون ، وكنت فخوراً بك إلى حد لمت نفسي ذات ليلة حين قلت بيني وبين ذاتي أنك درعي في وجه الناس والأشياء وضعفي ، وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبات عيني ولكن لن أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد.

    وكان هذا فقط ما يعذبني ..إنني أعرفك إنسانه رائعه ، وذات عقل لا يصدق وبوسعك أن تعرفي ما أقصد : لا يا غادة لم تكن الغيرة من الآخرين ..كنت أحسك أكبر منهم بما لا يقاس ، ولم أكن أخشى منهم أن يأخذوا منك قلامة ظفرك ..لا يا غادة ، لم يكن الادعاءوالتمثيل والزيف فذلك الشيء الوحيد الذي لا أستطيع أبدا إتقانه ولو أتقنته لما كنت الآن في قاع ا لعالم..لا يا غاده..لم يكن إلا ذلك الشعور الكئيب الذي لم يكن ليغادرني ، مثل ذبابه أطبق عليها صدري ، بأنك لا محالة ستقولين ذات يوم ماقلته هذه الليله.



    إن الشروق يذهلني، رغم الستاره التي تحوله إلى شرائح وتذكرني بألوف الحواجز التي تجعل من المستقبل –أمامي مجرد شرائح... وأشعر بصفاء لا مثيل له مثل صفاء النهاية ورغم ذلك فأنا أريد أن أظل معكِ، لا أريد أن تغيب عني عيناكِ اللتان أعطتاني ماعجز كل شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي ..ببساطه لأني أحبكِ. وأحبكِ كثيرا يا غاده ، ويدمر الكثير مني إن أفقدك ، وأنا أعرف أن غبار الأيام سيترسب على الجرح ولكنني أعرف بنفس المقدار أنه سيكون مثل جروح جسدي : تلتهب كلما هبت عليها الريح.
    أنا لا أريد منكِ شيئاً، ولا أريد بنفس المقدار أبدا أبدا أن أفقدك.
    إن المسافه التي ستسافرينها لن تحجبك عني ، لقد بنينا أشياء كثيرة معا لا يمكن بعد أن تغّيبها المسافات ولا أن تهدمها القطيعه لأنها بنيت على أساس من الصدق لا يتطرق إليه التزعزع.
    ولا أريد أن أفقد الناس الذين لا يستحقون أن يكونوا وقود هذا الصدام المروع مع الحقائق التي نعيشها.
    ولكن إذا كان هذا ما تريدينه فقولي لي أن أغيب أنا ..ظلي هنا أنت فأنا تعودت أن أحمل حقيبتي الصغيرة وأمضي...
    ولكنني هذه المره سأمضي وأنا أعرف أني أحبك ، وسأظل أنزف كلما هبت الريح على الأشياء العزيزة التي بنيناها معاً....

    غسان

    =======================================

    لمن أراد معرفة المزيد عن شخصية غسان كنفاني مراجعة الرابط التالي :

    http://www.kefaya.org/enough/040814kanafani.htm

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ابوالافكار
    تاريخ التسجيل
    04 2004
    المشاركات
    291

    جميل جدا


    حلووووووووووووو الحلوووو والله كنت محتاج ان اقراء لة

    مشكور لك انت دائما رائع

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : رسائل خاصة لعاشق مميز ..

    بصراحة


    حاولت ربط ما قرأت بما عشته ..لم استطع


    سوى البكاء



    نعم البكاء ..





    مع حبي
    القبس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •