اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشفق مشاهدة المشاركة
اليوم السادس ( رمضان والصبر )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحياكم الله معنا من جديد وفي موضوع جديد
في هذه الليلة سنتناول الحديث عن أثر الصيام في تغيير سلوك الإنسان وتعويده على الصبر
من حكم مشروعية الصيام تعويد النفس على الصبر بالبعد عن معصية الله وحثها على الطاعة
وكذلك الصبر في التعامل مع الآخرين .
ولكن تستغرب عندما تشاهد بعض الصائمين في النهار وهو مقطب ما بين عينيه ويتطاير
من عيونه شرار الغضب وكأن كل الشياطين قد ركبت راسه ، فلا يقبل من احد الحديث
ولو قدر الله واخطأ عليه احد فبدلا من الصبر والمبادرة بكلمة ( اللهم إني صائم )
تجده يبادره بالكلام الغليظ والجاف الذي قد يصل لحد السب والشتم بل قد يتطور الأمر
عند البعض لحد الضرب والاعتداء على الآخرين .
أذكر هذا الكلام لموقف غريب عجيب حدث من أحد الشباب هداه الله عندما قام بالاعتذاء بالضرب
على احد العمال المساكين بالضرب ، حيث يخبرني احد العمال الذين يقومون بغسيل المكيفات
إنه وقبل ثلاث ليال كان يقف بجانب الشارع فجاء احد الشباب بعد صلاة المغرب وتلفظ عليه
بالفاظ بذيئة بحجة إن ذلك العامل يقف بسيارته في وسط الشارع وتطور الأمر من ذلك الشاب
فقام بضرب ذلك العامل بعصا كسرت يده وهي الآن مجبسة ويحتاج مدة ستة اشهر للشفاء .
سبحان الله ذلك الشاب لم يستطع الصبر لمدة دقائق بينما العامل يحتاج للصبر شهور من اجل الشفاء


لاحول ولاقوّة إلا بالله

روي أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال " لا تغضب "
فردّد مرارا قال: " لا تغضب " رواه البخاري .

لما للغضب من عواقب وخيمة ـ ظهرت جليّة في قصة أخي الشّفق ـ
لايدركها الغاضب ، فيُهدِر الأجر، ويندم حين لاينفع النّدم !!

وشهر رمضان يسمى شهر الصَّبر لأنّ فيه
الصّبر على الطاعة ،
والصّبر على ترك المعاصي ،
والصّبر على الأقدار.

ثمّ ما هو الصبر ؟

الصبر: اسم لغالب فعل الإنسان الممدوح ويختلف باختلاف مواقعه.

- فإن كان حبس النفس لمصيبة سُمي صبرًا.

- وإن كان في محاربة سُمي شجاعةً.

- وإن كان إمساك الكلام سُمي كتمانًا.

- وإن كان عن فضول العيش سُمي زهدًا.

- وإن كان عن شهوة الفرج سُمي عفةً.

- وإن كان عن شهوة طعام سُمي شرف النفس.

- وإن كان عن إجابة داعي النفس عند الغضب سُمي حلمًا.

فكل هؤلاء صبروا..
وعليه يتبين أن غالب أحوال الإنسان الشريفة ما هي إلا صبر.

مكانة الصبر في الدين:

ذكر الله الصبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعًا.

- وقرنه بالصلاة،
قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [ البقرة: 45].

- وجعلت الإمامة في الدين موروثة بسبب الصبر واليقين،
قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [ السجدة: 24].

وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر.

فـ/ لنوطّن أنفسنا على الصبر فإن فيه خير كثير ،
وإن لم يكن رمضان هو المعلّم الأوّل لأن نصبر
فمن إذن ؟؟

أخي الشّفق
حضورك له رونق خاص
أنت تمطرنا بمواضيع من ذهب
وفي يديك تحوّل الكلام ماسًا
وهذا إنما يدلّ على جمال روحك
وصفاء قلبك .

تقديري ،،