الحديث السادس:

من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

" مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "

رواه البخاري 37 ومسلم 759 .

الحديث دليل على فضل قيام رمضان ، وأنه من أسباب مغفرة الذنوب ، ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان ..

والمغفرة مشروطة بقوله :

" إيماناً واحتساباً "

ومعنى " إيمانا " :

أي أنه حال قيامه مؤمناً بالله تعالى ، ومصدقاً بوعده وبفضل القيام ، وعظيم أجره عند الله تعالى .

" واحتساباً " :

أي محتسباً الثواب عند الله تعالى لا بقصد آخر من رياء ونحوه .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ، ثم يقول : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ".

فعلى المسلم أن يحرص على صلاة التراويح ، ويصبر على إتمامها مع إمامه ، ولا يفرط في شيء منها ، ولا ينصرف قبل إمامه ، حتى ولو زاد إمامه على إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

" من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " .

وما هي إلا ليالٍ معدودة يغتنمها العاقل قبل فواتها .

وقال أبو داود :

" قيل لأحمد وأنا أسمع : يؤخر القيام – يعني التراويح – إلى آخر الليل ؟

قال : لا سنة المسلمين أحب إليّ . "

وإذا رغب الإنسان أن يصلي ما كتب له وقت السحر ، فإنه لا يوتر في آخر صلاته مرة أخرى ، بل يكتفي بوتره مع إمامه في صلاة التراويح لما ورد في حديث طلق بن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لا وتران في ليلة " .

وأما حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا "

فهو محمول على من صلى في آخر الليل ولم يوتر في أوله ..
والأمر فيه محمول على الندب وليس على الإيجاب ، فلا يلزم ختم صلاة آخر الليل بالوتر ، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بعد وتره في آخر الليل .

قال أبو داوود :

قلت لأحمد : ينقض الوتر ؟ قال : لا .

قال أبوداوود :

سمعت أحمد يقول فيمن أوتر أول الليل ثم قام يصلي ؟
قال : يصلي ركعتين ..
قيل : وليس عليه وتر ؟
قال : لا .
قال : وسمعته سئل عمن أوتر يصلي بعدها مثنى مثنى ؟
قال : نعم ، ولكن يكون بعد الوتر ضجعة . أ.هـ

وينبغي للإمام في صلاة التراويح أن يراعي صلاته ، فيصلي صلاة الخاشعين يرتل القراءة ، ويطمئن في الركوع والسجود ، ويحذر من العجلة لئلا يخل بالطمأنينة ن ويتعب من خلفه من الضعفاء وكبار السن والمرضى ..

يقول السائب بن يزيد :

" أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة ، قال : وقد كان القارئ يقرأ بالمئين ، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام ، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر " .

وإذا سلم المصلي من الوتر قال :

" سبحان الملك القدوس "

ثلاثاً

يمد بها صوته ويرفع في الثالثة ، لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ولا بأس بحضور النساء صلاة التراويح إذا أمنت الفتنة ، وخرجن محتشمات غير متبرجات بثياب زينة ولا طيب ، وصلين بخضوع وخشوع ، منزهات بيوت الله تعالى عن اللغو ورديء الكلام ، من غيبة أو نميمة أو ما يتعلق بشئون بيوتهن لعلهن أن يسلمن من الإثم ، ويحظين بثواب الله تعالى . والله أعلم

المرجع ( أحاديث الصيام .. للفوزان ص 59)

اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .