هنا نلتقي ..

هل يمكن القبول بأسناد مهمة قيادة معظم مباريات بطولة كأس الشيخ جاسم الى حكام " مستجدين " واغفال الأستعانة بحكام دوليين تحت ذريعة ان مباريات البطولة تجريبية وتدخل في نطاق اعداد الحكام ..؟

وعندما نطرح هذا التساؤل , فهذا لايعني ابدا اننا ضد أبنائنا الحكام لأن تطور مستواهم ووجودهم جنبا الى جنب مع الحكام الأجانب في ادارة مباريات الموسم أمر يسعدنا , لكننا ضد مبدأ الزج بهم في قيادة المباريات الكبيرة بهذه السرعة ونرى ان هذا يتحقق بالتدرج والتأني والصبر عليهم وليس من خلال تحميلهم مسؤولية أكبر من قدراتهم ..

ولهذا كان الجميع ينتظر ان تمضي مباريات البطولة وبخاصة مباراتي الدور نصف النهائي الى بر الأمان حتى لايفسد التحكيم أجواء المتعة الحقيقية التي كان الجميع ينتظرها في هذه الأمسيات الرمضانية من خلال استخدام الحكام للبطاقات الحمراء بسبب أو بدونه , وهو ما حصل في مباراتي الغرافة وأم صلال من جهة والسد والخور من أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل . فحتى لو افترضنا ان الأسباب التي ساقها هؤلاء الحكام لتبرير حالات الطرد التي شهدتها مباراتا أمس الأول الا ان اللاعبين المطرودين شعروا بان هاتين المباراتين قد خرجتا من نطاق السيطرة وان حكمي المباراتين أصبحا خصمين وليس الفريق الآخر مما ساعد على نفاذ صبرهم ..!

ونحن بدورنا نرى ان استمرار الأخطاء التحكيمية أمر يسيء الى الكرة القطرية ولايساعد في رقي وتطور أنديتنا لاسيما وان قائمة الطرد في المباراتين قد طالت أسماء بارزة أمثال المدرب كوزمين الذي قيل ان سبب طرده هو قيامه بتوجيه لاعبه مسعد الحمد بشدة وهو ما أعتبره الحكم " خروجاً على النص " وطلال البلوشي وطاهر زكريا ومن الغرافة بلال محمد وجونينهو المعروف بأنضباطه ودماثة خلقه ..

والسؤال الذي يطرح نفسه : هل ستكون هناك وقفة مراجعة من قبل الأتحاد وفتح تحقيق لأستجلاء الحقيقة وكشف ملابسات كل ما جرى ليس في هاتين المباراتين فحسب , وانما في عموم البطولة التي بلغ فيها عدد المطرودين ثلاثة عشر لاعبا وهذا رقم كبير في بطولة شاهدنا فيها الروح الرياضية تحلق في أجوائها وتسود بين لاعبيها وفرقها لكننا لم نشاهدها بين حكامها فهل نتوقع ان تقوم لجنة الحكام بالأعتذار عن الأخطاء التي ارتكبت في هذه المباريات..؟

وما أطرحه من مطلب ليس بغريب , فقبل أيام قامت لجنة الحكام في الأتحاد الأنكليزي بتوجيه رسالة اعتذار الى المدرب الفرنسي أرسين فينغر بعد ان قام الحكم الرابع بطرده من مباراة فريقه الأرسنال مع مانشستر يونايتد مع ان فينغر أرتكب خطأ فنيا عندما قام بركل زجاجة الماء الا ان الحكم الرابع استدعى الحكم وقام بطرده .. فيالها من شجاعة تلك التي جعلت لجنة الحكام تبدي اعتذارها للمدرب المذكور ولرئيس رابطة مدربي الدوري الأنكليزي رغم ان حكم هذه المباراة تعرض الى عاصفة من الأنتقادات الواسعة من قبل الأعلام الأنكليزي الذي وصف ما قام به الحكم بأنه " اذلال " للمدرب فينغر ..

وبدوري , لن أتطرق الى التصريحات التي أدلى بها الجويني بعد مباراة الغرافة وأم صلال والتي امتدح فيها الحكم واثنى على شجاعة قراراته مع انها تضمنت اعترافا منه بعدم رؤية الحكم لراية الحكم المساعد في الكرة التي احتسبها ركلة جزاء ، حيث كانت الكرة قد خرجت الى ركلة ركنية قبل أن تلعب وكان الحكم المساعد قد رفع رايته التي لم ينتبه لها الحكم في لحظتها , وانني بذلك أريد ان أترك خط رجعة للجنة الحكام بتصحيح المسار وأطالب – وكلي أمل – بتدخل رئيس الأتحاد القطري بتصحيح الوضع التحكيمي وتصويبه , كما أتمنى ان لاتخسر الأندية القطرية مجهودات لاعبيها في بطولة دوري المحترفين بثوبها الجديد .


تـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـاتـ ـ ـ ـي
الـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ـلـ ـ ـ ـوي