وليدة اللحظة
على ذلك الطريق وبذلك المفترق تجمع القوم وشحذوا أسلحتهم وغلفوها بسموم أحقادهم
حملوها وأجهزوا على كل سالك للدرب
وبدأوا يبحثون عنه
تسلل أحد محبيه لواذاً وسارع إلى إخباره بما يحيكونه له في دجى الحقد وظلام البغض
تلفت وبحث عن من ينجيه منهم
وحاول أن يسترق خلسة بعض نظراته لهم
وجدهم كلهم من يكتنفون تحت ظلال حبه الوارف
أخذت الذكرى تجول بخاطره
كيف هو اجتباهم من قعر البئر الغائر
ورفعهم إلى أعلا القمم
كيف هم اليوم يحيكون له في الظلمات
ويبتسمون في وجهه ويتهللون
يأتون بوجه فيه اللين والحب
وإن غفل عنهم إجتثوه بأقنعتهم الحقيقية وبدت انيابهم تقطر دما
خرج في ناحية من الطريق يترقب
وعلى شرفات مدينته يجر أحزانه وألامه
وصاح باعلى صوته
رب نجني من القوم الظالمين
ورد نبع مياه كان يستقي منها
وجد عليه قوماً كان يعرفهم
كم منحهم من الحب ومنحوه من الوفاء والإخلاص
ولكن ...
فرقت بينهم الحياة .. وباعدت بينهم هموم الدنيا ومشاغلها
كانوا كأشباح في ظلام
لا وجود لهم اصلا
ولكن هي الذكريات
وعلى شاطئ النبع من يذود الذئاب المتربصات أن ترتع في مجرى الوادي الخصيب
هم قلة تكالبت عليهم الذئاب وكشرت عن انيابها
استضل تحت ظل شجرة عفى عليها الزمن
ولم يبقى منها سوى أغصان يابسة
وأخذ يرمق تلك الذئاب وهي تتربص الدوائر بأولئك القوم المخلصين لذلك النبع
فهل تراه سينجوا ويأتي من يربت على كتفيه قائلاً له
لا تخف نجوت من القوم الظالمين ؟؟؟؟؟
أم ستستمر مأساته وينتهي به المطاف إلى الوقوع في شراكهم ليقتلوه ويخلوا لهم المكان ؟؟!!
((( أبو فهد )))