بسم الله الرحمن الرحيم

بما ان العام الدراسي الجديد على الابواب ، فاني ارى الوقت مناسب لاطرح موضوعا طالما احببت ان اشارك اخواني فيه الا وهو مسألة الترتيب العالمي للجامعات السعودية واثره الظاهر والباطن على مجريات الحياة الاجتماعية والعلمية بل والاقتصادية في البلد. في البداية فلا اظن كثيرا منكم نسى التقرير الذي نشر قبل 3 سنوات تقريبا ووضع الجامعات السعودية في ذيل الترتيب العالمي حينما حققت افضل جامعتنا - الملك سعود- المركز 3000 او 4000 لا اذكر بالتاكيد انما اتذكر انها كانت في مؤخرة الركب وسبقتها جامعات من دول نامية افريقية واسوية ناهيك عن جامعات العالم المتقدم. المهم انه وبسبب اننا نهتم كثيرا بالشكليات دأب مسؤلوا التعليم العالي ومدراء الجامعات على القيام بمحاولات مستميته للخروج من هذه الورطة ولكن بدلا من ان يبحثوا في مسبباتها وفي الحلول الممكنه لجؤوا للاعلام بغرض تحسين الصورة لدى ولاة الامر وحفظ كراسيهم من الضياع وما خطاب الملك عبدالله- حفظه الله- شاكرا ومهنئا مدير جامعة الملك سعود قبل اسابيع لحصولها على الترتيب 197 بعد ان كانت العام الماضي في الترتيب 300 حسب مقياس ( ويبمتركس) الا دليل على نجاح الخطة الاعلامية التي صفقت لها الصحف الورقية والصحف الالكترونية خاصة صحيفة سبق التي اجزم ان لو ازال معالي مدير جامعة الملك سعود قارورة ماء من احد شوارع الحرم الجامعي لراينا الخبر على صفحات تلك الجريدة لما فيها من تلميع مريب لكل ما يخص الجامعة. عموما كلنا نتمنى ان تحقق جامعاتنا المراكز الاولى ففي ذلك من المصالح لنا ولذراياتنا ما الله به عليم. لكن ان يتم استغفلنا والاستخفاف بعقولنا فهذا ما لا نرتضيه وعليه احببت ان ابين بعض الحقائق التي قد تكون غائبه عن الكثيرين منا.

ان الترتيب الوحيد الذي يدندن على اوتاره مدير جامعة الملك سعود-باعتبارها الوحيده التي تقدمت في الترتيب- هو ترتيب (ويب متركس) والرجل يخرج لنا كل عام ليبلغنا ان جامعته تقدمت بسرعة الصاروخ الى مراكز متقدمه في ذلك الترتيب الوحيد مع ان 12 شهرا ليست بالمدة التي تجعل جامعة تقفز من المرتبه 4000 الى 300 !! بل اننا نشاهد ونسمع ما يحصل على ارض الواقع ولم نرى ما يشفع للجامعة بان تتقدم بهذه السرعة ! اذا ماهو السر ياترى؟ السر الذي علمه من علمه وجهله من جهله هو ان ترتيب ( ويب متركس ) الاسباني يعتمد موقع الجامعة على شبكة الانترنت كمعيار اساسي في التقويم كما هو واضح من الصورة المرفقة:



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي










والتي تبين ان الموقع يعتمد على موقع الجامعة على شبكة الانترنت بل ويحذر الجامعات ذات المستوى الاكاديمي العالي والتي لا يعكس موقعها على الانترنت قوتها ان تغير من سياستها فيما يخص هذا الجانب... يعني بالعربي الجامعة التي تريد ان تتصدر الترتيب عليها ان تصرف مزيدا من الاموال وتدفعها لمصممي موقعها ولا علاقة لترتيب الجامعة بمستواها الاكاديمي وجودة مخرجاتها وهذا وضح من غياب كبرى الجامعات العالمية التي لا يختلف حلوها اثنان من ناحية جودة تعليمها عن صدارة الترتيب كما في الصورة:



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي










حيث تغيب كبريات الجامعات العالمية كجامعة كامبرج واكسفورد مثلا بينما تتصدر جامعات اغلبها في صبغة تقنية للترتيب وذلك لاهتمامها بموقعها الكتروني.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الاصرار على اعتماد هذا الترتيب والمقياس -ويب متركس- دون الالتفات الى غيره من المقاييس التي تقيس قوة الجامعة اكاديميا وعلميا!! الجواب بكل سهولة هو لسهولة التقدم على هذا المقياس وما يلعبه عنصر المادة في ذلك فبمجرد صرف مزيد من الملايين على الموقع الالكتروني تتقدم الجامعة خطوات للامام بينما الحقيقة المره انها جوفاء من داخلها ولم يتغير في نظامها التعليمي اي شئ!!!

والان اين تقف جامعاتنا اكاديميا وبعيدا عن ترتيب ( ويب متركس) الذي حتى اسمه يدل على محتواه؟

الجواب :

هذا الرابط فيه ترتيب الجامعات اكاديميا للعام 2008 وقد بحثت في اول 500 جامعة فلم اجد اي جامعة سعودية :




قلت بلاش نظلم مدراء الجامعات وبحثت في ترتيب QS ووجدت اقرب جامعة هي جامعة البترول والمعادن في المركز 338 كما في الصورة وهذا لعام 2008:


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي












اما جامعة الملك سعود فغير موجودة في التصنيف من الاساس!!!


اتمنى من مدراء الجامعات وخصوصا مدير جامعة الملك سعود بدلا من مطاردة موقع جامعته الالكتروني ان يحسنوا من وضع جامعاتنا بدلا من كونها مقابر لا حياة فيها لا انشطة ولا رياضة ولا مسرح بل مجرد فصول دراسية لا تختلف ابدا عن فصول مدرستي الابتدائية بل بالعكس مدرستي الابتدائية كانت مجهزة بملاعب و مختبرات لم اجدها في الجامعة التي درست فيها!!!
من بريدي