4-10-1430
ذكري اليوم الوطني







تأسست المملكة العربية السعودية
على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آلسعود - رحمة الله



في ذكرى اليومالوطني للمملكة العربية السعودية، هذة تهنئة صادقة إلى أبناء الشعب السعودي.
وأريد أن نجعل من هذه الذكرى مناسبة نقف فيها أمام أنفسنا لنسألها بصدق وتجرد؛ ماالذي فعلناه بالأمس؟ وما الذي ينبغي علينا أن نفعله اليوم لهذا الوطن الذي ما بخلعلينا بشيء مما يرفعنا ويعزنا بين العالمين.
لقد قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بنعبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله، ملحمة توحيد هذا الكيان الذي كان ممزقاً في كياناتقبلية متناحرة. ولو تأملنا بعمق دلالات هذه الملحمة لوقفنا على عبقرية رائدالتوحيد، وكيف أنه استطاع أن يؤسس نظام حكم على مبادئ القرآن الكريم والسنة النبويةالمطهرة، فهما الأساس الذي تقوم عليه حياة كل مسلم أياً كان المذهب الفقهي الذيينتمي إليه أو يتبعه، وهما لحمة تماسك المجتمع المسلم أياً كان الوطن أو القوميةالتي ينتمي إليها.



لقد وضع الأجداد أيديهم بيد الملك عبدالعزيز،وتمكنوا من تجاوز الأطر القبلية الضيقة وأسهموا في ملحمة التوحيد، فأصبح لنا كيانكبير يضم مساحة 80% من جزيرة العرب بأكملها، ورسخوا نظام حكم شرعي احتل العدل قائمةأولوياته. وهذا باب واسع لا يمكن أن تستوعبه هذه المساحة.
ثم جاء الآباء،آباؤنا، فعملوا على ترسيخ ما أسهم الأجداد في غرسه من القيم، ثم أرسوا دعائم نهضةحقيقية عبر مشاريع التنمية والتحديث، مما منحنا بطاقة الدخول في قلب العصر،والتواجد الفاعل في الأحداث العالمية، فصرنا لاعباً أساسياً على المسرح الدولي،ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في السلم والحرب، وفي حركة الاقتصاد العالمية. وهذاأيضاً باب واسع لا نستطيع تفصيله هنا. إلا أن الآباء باختصار أدوا دورهم كاملاً،وفي سبيل تحقيق ما تحقق بذلوا كل ما يمكن أن يبذله البشر من طاقة وجهد ونكران ذات،بما يمكن وصفه بالمعجزة




فما الذييجب أن نفعله الآن؟
أولاً: يجب أن نضع نصب أعيننا دائماً، مهما تشعبت الطرقواختلفت الدروب وادلهمت الآفاق، نقطة انطلاق الملك عبدالعزيز الأولى، لحظة التوحيدالتاريخية، توحيد هذا الكيان الكبير الذي ننتمي إليه، لأن هذه النقطة ستظل دائماًتمثل البوصلة التي نستدل بها في متاهات الأحداث الداخلية والخارجية.
يجب أن لاننسى تضحيات الملك عبدالعزيز ورجاله وكل رجال هذا الكيان الكبير وأمهاتهم وزوجاتهمعندما كانوا يعملون من أجل هدف واحد يعز أحفادهم وهو ما تحقق حيث نتمتع نحن الآنبثماره.
وعلينا أن ندرك أن التفريط في تماسك وتلاحم هذا الكيان الكبير إنما هوخيانة ليس لقيم الأجداد والآباء ودوافعهم فحسب، بل وخيانة لتلك التضحيات التي قدمتبسخاء من أجل توحيد هذا الكيان الكبير الذي نفخر به ونفاخر به الناس.
ثانياً: لقد شابت طفرتنا التنموية والتحديثية بعض الأخطاء، وكان لابد وأن تحدث لأن حجمالطفرة كان كبيراً، والمدى الزمني الذي تمت فيه كان قصيراً. فالطموح كان كبيراًوالهمة كانت عالية، وكنا في سباق مع الزمن لضغطه واختصاره.
إذن فليبدأ العمل منهنا، لمعالجة الأخطاء وأوجه القصور التي لازمت تلك الطفرة التنموية والتحديثية،وتلك التي تمخضت ونتجت عنها.
ولا شك أن معالجة هذه الأخطاء تحتاج منا إلى شجاعةأخلاقية وجرأة فكرية وفق المناهج العلمية لملامستها بوضوح والاعتراف بها، ومن ثموضع المعالجات الملائمة لها.
فبدون الاعتراف بهذه الأخطاء والعمل على معالجتهاستستمر الأخطاء تشوب مسيرتنا التنموية والتحديثية التي يجب، حسب المعطيات المتوفرة،أن تستمر بسرعة أكبر وتحقق إنجازات أعظم.
وفيما أعلم، وقد أوضحت هذا أكثر منمرة، وخاصة في كتابي "مغامرة التنمية والتحديث"، فإن الأخطاء التي لازمت الطفرة منناحية، ونتجت عن الطفرة من ناحية أخرى، أفرزت العديد من الظواهر السلبية، ورسختالكثير من القيم والمفاهيم والسلوكيات الخاطئة التي يجب علينا رصدها والعمل علىتصحيحها، وإحلال بدائلها، حتى يستقيم مسارنا ويصلح حاضرنا ويزدهرمستقبلنا.
ثالثاً: إننا نحتاج إلى نقلة، ولا أقول طفرة ثانية، نقوم فيها بتحديثمؤسساتنا ونظمها وترسيخ القيم المؤسسية، وتفعيل ما هو مواكب من نظمنا، وإصلاحوتطوير ما يحتاج إلى ذلك.
يجب أن نعي أننا كدولة وكمجتمع مقبلون، مع العالم كله،نحو مرحلة جديدة في تاريخ ال************ البشري، وأن هناك العديد من الاهتزازاتوالزلازل العالمية التي تحدث الآن بسبب التطور النوعي الهائل في تقنية المعلوماتوثورة الاتصالات، والاكتشافات العلمية المذهلة بعد فك الشفرة الوراثية، وارتيادالفضاء، وطوفان العولمة الاقتصادية والثقافية والسياسية الذي لن تنجو دولة ولن ينجومجتمع أو ثقافة من تأثيراته التي انتهكت الخصوصيات الثقافية والقومية.
ولن تثبتفي وجه هذا الإعصار الهادر إلا الدول والمجتمعات والثقافات القوية، ولا سبيل لتحقيققوة الدولة إلا بتحديث المؤسسات والأنظمة وترسيخ القيم المؤسسية وإشاعة الثقافةالمؤسسية، وتفعيل النظم لتعمل بطاقتها القصوى.
وثمة الكثير هنا مما يمكن أن يقالعن كل أوجه الدولة ومؤسساتها، وقطاعها الأهلي، وقطاعاتها الاقتصادية والثقافيةوالتعليمية والاجتماعية، مما لا مجال إلى التفصيل فيه الآن.
رابعاً: علينا أننواجه أنفسنا بالسؤال الأهم إلى أي مدى نحن نحب هذا الوطن الحب الحقيقي الذي يستحقهويجب أن نهبه إياه؟ أخشى أننا لا نعطي الوطن حقه الذي يستحقه من الحب، وإذا كنا نظنأن التغني بهذا الحب والتفاخر اللفظي به يكفيان للتعبير عن حب هذا الوطن، فإننابذلك نرتكب خطأً فادحاً.
إن حب الوطن هو انتماء حقيقي يتجلى في العمل على رفعتهوتقدمه بإخلاص وتفان دون انتظار مقابل أو مكافأة على هذا العمل أو هذا الشعور. وأكاد أزعم أن هناك نقصاً فادحاً في تربيتنا الوطنية يمكن، بهذا المعيار، أن نلمسهفي الكثير من سلوكياتنا وأفكارنا وميولنا العاطفية. ولنكن أكثر صراحة ووضوحاً.. ألانجد بيننا من يطغى انتماؤه القبلي أو الجهوي على انتمائه للوطن الكبير؟
ألا نجدبيننا الواسطة والمحسوبية في العمل والخدمات؟ ألا يوجد من يرتشي؟ ألا يوجد من يفضلالبطالة على العمل بسبب نظرته الاستعلائية والسلبية لبعض الوظائف والمهن؟ ألا يوجدمن يمارسون البطالة المقنعة فيقبضون رواتب وظائف لا يؤدونها حقها،ويتسيبون؟
وماذا تُسمَّى مثل هذه الممارسات السلبية وغيرها إذا لم نسمها عقوقاًفي حق الوطن؟ إن من يقدم مصلحته الشخصية الخاصة، مهما تعارضت مع مصلحة وطنه أومصالح مجتمعه، لم يتلق تربية وطنية تعصمه من هذا العقوق في حق الوطن. وكلنا يعرف أنالتربية الوطنية إنما تبدأ في البيت منذ الطفولة، وقبل أن يدخل الطفل المدرسة،وإنها يجب أن تستمر في كل المراحل التعليمية بما يتناسب والمرحلة العمرية للطالب. لأجل حب هذا الوطن.. علينا أن نقف وقفة صادقة مع النفس في ذكرى اليوم الوطنيلنسأل.. ماذا قدمنا لهذا الوطن الغالي على قلوبنــــــا جميعاً؟
هذي مشاركه بسيطه مني بمناسبة قرب اليوم الوطني أعبر فيها عن فرحتي بسعوديتي الغاليه
أتمنىمن قلبي في ذلك اليوم المنتظر ان تكون شوارع المملكة خضـــــــــــــــراء ومزينهبصور ][][§¤°^°¤§][][خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آلسعود][][§¤°