ومازالت الحياة أمامنا سبورة بيضاء تكتب لنا كل يوم درس جديد
المشهد الأول
المكان : مجمع تجاري .
الزمان : في مساء الساعه التاسعه
أول يوم من أيام فرحة العيد
زحام شديد , وزوار كُثر يرتادون المركز بلبس جديد . .
أصوات تتعالى
لم أميز من الضجيج إلا صوت خشن أمتلأ بالقسوة والوحشية
أقبل وقد أحمرت عيناه , وكأنها تكاد أن تنفجر
يصرخ على طفله بعنف
ليش سويت كذا ؟ ياحيوان
والأنظار كلها موجهه إليه , تلى صراخه صفعه تردد صداها في الأرجاء
قد طبعها على خده . . ليبرد لهيبه
ياتُرى
ماهي الكارثه العظيمه التي فعلها هذا الطفل حتى يستحق هذه الصفعه؟
بكى الطفل بحرقه وأمام الملأ , وبكيت أنا , وبكى قلبي معه في ليلة العيد
والكل حولنا سعيد .
تباً لقلب قد مزجهُ الله بالقسوه .
المشهد الثاني
المكان : إشارة مرور
الزمان: في تمام الساعه الواحده بعد مُنتصف الليل
زحام أشد عند إشارة المرور , هنا سياره قد أهتزت بأغنيه عربيه
وهناك سيارة أخرى ترقص على ألحان غربيه ,
وبالقرب منا عود ومزمار ودفوف
والكل في طرب وصخب
وكأنهم ينتظرون شهر رمضان يرحل بفارغ الصبر
حتى يتحرروا من قيودهم
ونحن في إنتظار هذه الإشاره أن تسمح لنا بالعبور
إذا بصوتٍ قادم . . عذب شجي
إنه صوت الشيخ العفاسي وهو يقرأ القرآن
دفعني فضولي أن أنظر لسائق السياره وأنا في توقعاتي أنه
رجل في الأربعين من عمره . . يظهر عليه آثار الإلتزام والتدين
ولكنني صُدمت بأنه . . سائق فلبيني في مقتبل العمر
ربما لايتحدث العربيه أو يجد صعوبه في فهمها
ومع ذلك يستمع للقرآن . . سبحان الله . .
سأترك لكم التعليق . . وللحديث بقيه .