المشهد الثالث
المكان : مطار الملك خالد في الرياض
الزمان : الساعه الرابعه بعد الظهر أول أسبوع من الإجازه الصيفيه
بعد إنتهاء إجراءات السفر إتجهنا إلى صالة الإنتظار للمغادره
أصوات مكبرات الصوت تُنادي ,
تذاكر , حقائب , تفتيش , ومسافرين
والكل في حركه مُستمره
مرت أمامي سيده وكما يبدو عليها أنها في الثلاثين من عمرها تُمسك بيدها
طفل في الرابعه من عمره
تارة تطعمه وتمسح ماعلق في فمه من طعام
وتارة تحمله خوفاً عليه من تعب المشي
وتارة تُرتب شعره وملبسه ,
ولكم أن تتخيلوا إهتمامها به وبكل سعاده بلا تأفف أو ملل
إنهُ بلا شك حنان الأم
ذهبت السيده في طريقها , مُحتضنه فلذة كبدها و زينة حياتها

وماهي إلا دقائق معدوده وبنفس الطريق وعلى خُطى تلك السيده

مر أمامي شاب يبدو عليه أنه في العشرين من عمره
وفي يده إمرأه عجوز في الخمسين من عمرها
حاملاً حقائبها وأكياسها
تارة يسندها ويربت على كتفها
وتارة يحدثها عن قرب ثم يبتسم في وجهها
وتارة يجلب لها مشروب لتروي عطش إنتظارها
ولكم أن تتخيلوا بر هذا الشاب بأمه بكل سعاده وأيضاً
بلا تأفف أو ملل
ذهب الشاب في طريقه مُحتضن نور عينه وروح قلبه
إنهُ وبلا شك حنان الولد

صوتٌ يُنادي
على جميع المسافرين التوجه إلى البوابه إستعداداً للمغادره
شكراً ورافقتكم السلامه .