كيف تكون القمر .. ؟ و من أين جاء ليدور حول الأرض ؟ ..

ربما كانت هذه الأسئلة قديما تحير الناس و تداعب خيالهم لمعرفة المزيد عن جار الأرض المنير الذي تسابق شعراؤها و أدباؤها في وصف جماله و التغزل في بهائه و روعته .. أما الآن فقد أطل علينا العلم الحديث بعدة نظريات للإجابة عن هذه التساؤلات .. و فيما يلي سرد لهذه النظريات ..




نظرية الانشطار Fission Hypothesis

--------------------------------------------------------------------------------

تفترض هذه النظرية أنه أثناء تكون كوكب الأرض كان يدور حول نفسه أسرع بكثير مما هو عليه الآن .. و نتيجة لقوى الطرد المركزي انفصل جزء من قشرة الأرض يرجح عند منطقة المحيط الهادي و اتخذ هذا الجزء مدارا حول الأرض ليكون القمر الذي نعرفه ..

و لكن في المقابل نجد أنه لتكون هذه النظرية صحيحة فيجب أن يكون مدار القمر في نفس مستوى مدار الأرض و هذا غير موجود ..





نظرية التكون المتزامن Co-formation Hypothesis

--------------------------------------------------------------------------------

طبقا لهذه النظرية فأن القمر و الأرض قد تكونا سويا في نفس الوقت و في نفس المكان و أن القمر قد تكون من أجزاء متناثرة تجمعت مع بعضها البعض بسبب الجاذبية شأن القمر في ذلك شأن كوكب الأرض و غيره من الكواكب ..

و لكن المشكلة هاهنا هي اختلاف كثافة كلا من الأرض و القمر و النقص الشديد في عنصر الحديد في تكوين القمر عنه في تكوين الأرض مما يتعارض مع فكرة المنشأ الواحد ..





نظرية الأسر Capture Hypothesis

--------------------------------------------------------------------------------

تقوم هذه النظرية على أساس أن القمر تكون في مكان ما في النظام الشمسي و أنه كان متحركا في الفضاء ثم اقترب من الأرض فوقع في مجال جاذبيتها و اتخذ مدارا حولها ..

و لكن من العلماء من يقول أنه لكي يحدث شيئا كهذا يجب أن يكون كوكب الأرض أكبر حجما و الغلاف الجوى أكثر سمكا و كثافة للتغلب على طاقة حركة القمر و إخضاعه لجاذبية الأرض ..





نظرية الاصطدام الهائل Giant Impact Hypothesis

--------------------------------------------------------------------------------

وهذه هي احدث النظريات وأكثرها قبولا في الأوساط العلمية حتى الآن و هي تفترض أن جسما فضائيا بحجم كوكب المريخ اصطدم بكوكب الأرض فتطايرت أجزاء عديدة من كليهما إلى الفضاء القريب حول كوكب الأرض و اتخذت لنفسها مدارا ثم تجمعت مع بعضها البعض لتكون القمر ..

و كما ذكرنا فحتى الآن تعتبر نظرية الاصطدام الهائل هي أكثر النظريات قبولا لتفسير نشأة القمر لأنها بعيدة عن التعارض و النقص الذي يشوب النظريات السابقة ..