هذا يقول بحزن:
جابك الله من غياب ٍ ضيّق صدور المباني ,
قبل لا الوحشه تزعزع بيتك الصلب وتبيده .
بيتك اللي من رحلت وكل جدرانه تعاني ,
ماتحمل ينتظر شهرين وعيونك بعيده .
وهذا يبكي على الأطلال:
أمر على الديار ديار ليلي , أُقبل ذا الجدار وذا الجدار.
وما حب الديار شغفنّ قلبي , ولكن حب من سكن الديار.
وهناك من فاضت عيناه خلف الشاشات
وهو يغني
الأماكن اللي مريت أنت فيها , عايشه بروحي وأبيها
بس لكن !
مالقيتك .
لطالما بكينا على الأطلال , وتغنينا في الأماكن وهذا ليس بغريب
ولكن الغريب
أن تبكينا الأطلال ووتتغنى فينّا الأماكن . .
حكت لي قصتها بغرابه ,
قالت لي: قبل زواجي بيوم , وأنا أرتب حقائبي
شعرت بأن غرفتي مظلمه وكأنها حزينه على وداعي
جئت لأسترخي على سريري فإذا هو يمد ذراعيه ليحتضنني بحنان
أتأمل مكتبي , أدراجي , تسريحتي , أريكتي
وكأنهم يبكون علي بحرقه
وفي يوم زواجي ,
ولأن ليس في ذهني سوى أحداث ليلة عمري
خرجت من غرفتي على عجل ولم أودعها . .
وبعد ماكنت أنا من يرتبها بنفسي فقد تركت الخادمه هي من تقوم بترتيبها
لكم أن تتخيلوا مالذي حدث
أكملت حديثها . .
بعد إنتهاء الحفل عادت أسرتي إلى المنزل ليتفقدوا غرفتي
فوجدوا إضاءة الغرفه قد أحترقت وأبت أن تضيء
فقد أظلمت الغرفه بعد رحيلي .
أنهت حديثها . .
عجباً . .
إنها أماكن ونتعلق بها ,
فكيف بأرواح أحيوا بذكرهم تلك الأماكن .