في الحقيقة في هذا الزمان بات الوضع صعب و متأزم جداً
فلا الصديق يبقى صديقا و العدو المنابذ تحسب يقى كذلك
الكل له حساباته الخاصة التي يحرص عليها و يتطلع لإنجازها
حتى و هادن العدو وداهنه أو ضحى بمن كان صديقاً و داخنه
و كما نقول في المثل :كل يعوم و يحرص على ثيابه
وطننا هذا - يا إخوتي - قبلة و نبله
فهو قبلة تهفو إليها الأفئدة المؤمنة و تهوي إليها الأيدي المؤملة
فهي مهبط الوحي و أرض الحرمين و أيادي أهلها ممتدة للقريب و البعيد
أما كونها نبلةً فلأن الله بالخيرات حباها وأبار النفط بين كثبانها هباها
فلن تعدم حاقداً يترصد أو طامعاً يتردد تارة يزين و تارة يتهدد
و مع ذا و ذاك فأملنا واسع و فجرنا ساطع عدتنا هم الشباب تهون بسواعدهم اصعاب
يقودون سفينة الوطن إلى الرفعة بين العباب ليوصلوه إلى قمم السحاب
ألم ترهم مبتعثون يطرقون للعلم كل باب و سبل البحث أو سعوها انتهاب
و وراأهم ملك تدثر باللباب فرأيه سديد إلا فيصيب و له في ذاك لإصرار عجيب
إذا رام أمراً تبادره بالعزوم و رقى له عالي الحزوم فهو موقنٌ أنه لا يخلَّد فيها الخروم
إنما يَمْجُدُ من كان للدين و للأوطان خدوم دربه درب قيل و قد كان أباه
نسأل المولى في علاه أن يسدد على الحق خطاه
تحياتي