بسم الله الرحمن الرحيم

في أحد البلدان التي يجتمع فيها النساء والرجال على مقاعد الدراسة وفي المسارح والمصانع والمتاجر

اوالمتنزهات تقدم عدد من النساء بشكوى بكثرة تحرش الشباب بهن ..

والأذى المتكرر الذي يلاقينه صباح مساء .

وفي إحدى تلك الوقائع قدم شاب للمحاكمة وبعد محاكمةٍ وتحقيق وادعاء واعتراف حكم على ذلك الشاب

بالسجن لمدة أربعة أيام فقط جزاء له وردعا لامثاله .

وفي واقعة اغرب من هذه رجعت الفتاة عن ادعاءها وأنكرت ادعائها عن الرجل الذي ضايقها مع نساء

اخريات لتكشف المحكمة معاقبتها ..ولا تزال الشكاوى تتكرر جراء التحرش والأذى .

ومما يثير العجب والألم أن النساء هناك يجلسن بجانب الرجال في كل مكان وهن في أقصى زينة

وأفخرالعطور وبعضهم على درجة عالية من التبرج ثم يتقدمن بالشكوى من تحرش الرجال بهن ..

أليس في ذلك جمعٌ كبير بين المتناقضات , وطلبُ مثاليةٍ يصعب تحقيقها , والتماس عفاف وعقل وأدب في

غير مكانه ؟!! وذلك ما يصدق عليه من يطلب عليه بالماء يجذوة نار , أو من عناه الشاعر بقوله :

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له .. إياك إياك أن تبتل بالماءِ

وإذا كان الناس هناك صادقين في علاج تلك المشكلات وتخليص النساء من التحرش والاذى فليجربو علاج

عظيم النفع بأمون النتيجه , ليجربوا أن يكون النساء مدارسهم وأماكن عملهن ومنتزهاتهن الخاصة بهن

اللتي لايدخلها الرجال, ليجربوا ذلك ليحكموا ويكتبوا النتائج ,ولو أنهم فعلوا ذلك لم يحتاجوا لمحاكمة

المتحرشين والحكم عليهم بالسجن او غيره .

ثم ان كانت المرأة هنا وهناك وهي الأم والأخت والزوجة والبنت .. إذا كانت هذه المرأة تريد أن تبعد عنها

العيون الآثمة والأيدي العابثة والنفوس المريضة فلا بد من حاجز قوي متين .. وما ذلك الجاجز والسد النيع

الى الحجاب تاج الفضيله وعنوان العقل وسمة العفاف..

المرأة المحتشمة التي زينها الحجاب ورفع قدرها تسلم من نظرات العابثين وضحكات الفارغين ومزاح

الثقلاء والمشبوهين .

بقي أن اقول إن أحق الرجال بزينة المرأة هو زوجها وأولادهما وبعطفها ورحمتها هم أولادها وأجدرهم

بحمايتها وتكريمها هم محارمها ,وهي كل ما ابتعدت عن هؤلاء هانت وذلت وعرضت نفسها لمخاطر لا حد

لها وصعوبات لا طرف لها وهي كالدرج الذي كل ما صعدته ابتعدت عن الأرض ولذلك كان النزول من أسفل

السلم خير واسهل من النزول من أعلاه.

أما مدينة أفلاطون فانها لم توجد في زمانه وقد رسم معالمها ووضع حدودها ومطالبها وأجزم أنها لم توجد

بعده , وإنما تبقى الفضيلة فضيلة بجهود حماتها وتتوارى الرذيلة ليقظة وأمانة وحزم حراس الفضيلة من

رجال ونساء.. وضعاف النفوس تتقلص مطالبهم ..

وربما تختفي إذا أقفلت الأبواب الجانبية والخلفية

وكان الخيار والوحيد أن " تؤتى البيوت من أبوابها "

بقلم :
عبد العزيز بن صالح العسكر.


( بتصرف يسير )