قصص قصيرة جدا ..
حلول
نظرتُ إلى الأوزتين تسبحان في البحيرة , تتلامسان و تتناغمان كنوتتين موسيقيتين , ثم التفتُّ إليها و قلتُ : " ما أجملنا نحن الأربعة " ردّتْ بِغَنَجٍ مُغلّفٍ بسخريّة : " ما زلت ترسبُ في الدرس الأول في الحب , نحن اثنان : أوزةٌ و إنسان " .
خواء
كانا ينظران ناحيتها , و يتهامسان . وكانت مرتاحة لذلك . تشيح بوجهها في غنج . تسترق نظرة إليهما .. ما زالا ينظران إليها و يحتدّ بينهما الكلام , فتستند على الجدار و ترسل شعرها الفاحم إلى الوراء . اقتربا منها فابتسمت بغرور .. اقتربا كثيرا , و على بعد خطوتين قال أحدهم للآخر :
ـ ألم أقل لك أنها لبيكاسو ؟
قناع
تركت ولدي عند بائع اللعب , عاد و قال لي و أنا ساهم :
أبي لديك قناع .
ارتعدت و اضطربت , كأن تيارا كهربائيا سرى في جسدي : ( كيف يعرف هذه الأشياء ؟)
ثم ما لبثت أن تنفست الصعداء بعد أن مدّ لي قناعا ورقيّا .
فروق دقيقة
انسلّت عشر دقائق , والوجوم الذي غشى المكان بدأ ينقشع . قام أحدهم و كتب على السبورة ( المعلم غائب) نهض جاره و كتب ( المعلم حاضر ) .. جاء آخر و كتب تحت العبارتين ( لا فرق ) .. حضرفي كامل أناقته و أثبت صحّة جميع ما كُتب !
جُنْحَة
ارتجف و لبسته رعدة . فكّر ماذا يقول ؟ كان أولهم من اليسار , لكنهم بدؤوا من اليمين فصار آخر من سيتحدث .
قال الأول : قتل .
قال الثاني : قتل .
قال الثالث : اختلاس .
و كلما اقترب دوره احمرّ وجهه و فاض خجله .
قال الرابع : اغتصاب .
قال الخامس : سرقة .
قال الأخير : كلمة !
صداقة
قريبا من الشاطئ بعد عاصفة بحرية , قال القارب :
لولاك لم نصل .
ردّ المجداف :
و لولاك لم أصنع .
حياة
كانت تؤلمه كثيرا , فيرسل أصابعه تحرثها مخلفة خطوطا حمراء . في العيادة قال له الطبيب :
ليس هناك دواء , هذه طبيعة جلدك .
بعد أيام تعرض لحادث سير فبترت يده و استبدلت بأخرى صناعية لم تعد تؤلمه ليحكّها .
قمع
مرّ وقت كثير و الحرفُ لم يفضّ بكارَة شَفتيه .أخذه والده إلى عيادة صعوبات التخاطب و الكلام . عند الطبيب تفجّر كالنبع . استدعى الطبيب أباه و قال له :
ابنك الآن يتحدث بطلاقة , فقط مخارج الحروف كانت مغلقة !!
صحف صفراء
خطرت لي فكرةٌ مجنونة , فاطمة الخرساء !! نفثته في أذنها و تخلّصتُ من حكّة صدري . في اليوم التالي أيقظتني أختي تصيح :
ـ فاطمة الخرساء !!
ـ ما بها ؟؟ ماتت ؟؟
ـ لا , شُفيتْ منْ خَرَسِها !!
تنويه :القصة مستوحاة من قولهم: " قل لمرأة خرساء سرا تنطقه"