
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حامد الجدعاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإنسان بطبعه فطرته كائن اجتماعي و لعل كلمة ( إنسان ) مأخوذة من ( الأنس ) بالآخرين
فهو لا يقوم وحده و لا تجود حياته إلاّ في في جماعة - مهما استغنى - يربط بين أفرادها نوع
من التعايش أو التكافل أو التنافس حتى
و في غمرة الحياة و مشاغلها و مشاكلها و مطامعها و رغائبها
قد ينسى أنه ( قليل بنفسه ) فلا ينتبه لمن حوله بل يتجاهلهم أيضا في ظل سعيه الدؤب
قد ينسى في سورته
أن له روحاً لا تغذيها المادة و نفساً توقة لا تسعدها إلاّ المشاعر و العواطف الصادقة
المتجردة من كل طمع و زيف
عجبت لأمره ( هذا الإنسان ) كيف يسعى حثيثاً في تغذية جسده و تقويته و إذا مرض بادر إلى علاجه
ويترك روحه غرثى لا تجد غذاءها من الحب و التسامح و لا تجد ماتروي به ضمأها من الحنان و الأمان
و عجبت له كيف يبني بيوتا يأوي إليها و ملاجئ تكنه وقت خوفه و حاجته
وينسى أن يبحث له عن شخص تجد نفسه ملاذاً آمناً تقصده وقت الأزمات أو أن يكون هو ذاتك الشخص لغيره
ليعود إلى طبيعته التي فطر عليها
بل العجب العجب من كونه ينسى حتى ربه الذي لم يتخل عنه قط مهما كان جحوده
متى يتذكر ( الإنسان ) أنه ( كثير بإخوانه )
متى يقول لنفسه ( أعط من نفسك لغيرك ) متى يتذكر أن (خير الناس أنفعهم للناس )
إلى متى يبقى منغلقا على نفسه و كلما حاولت أن تنفلت من أسر هذه الوحدة المقيتة
لتتواصل مع الحياة خدرها بأوهم المشاغل و المطالب التي لا تنتهي إلاّ بنتهاء العمر
تحياتي
" الإنسان كائن اجتماعي بطبعه"
كثيراً ما تتردد هذه العبارة على الألسنة دون أن تثير التساؤل حول دقتها
وفيما إذا كان الإنسان بالفعل هو كائن اجتماعي بطبعه
ـ أي أن الاجتماعية طبع متأصل فيه ويكاد يكون أشبه بالغريزة
حيث يكون الإنسان مدفوعاً إليه برغبته ولإشباع دافع لديه
ولأنه بذلك يمارس شيئاً زرع ً في فطرته ـ
أم أن الإنسان كائن مدفوع تحت ضغط الحاجة إلى أن يكون اجتماعياً؟
بغض النظر عن هذا وذاك
فهل يوجد هناك من يعطي دون أخذ ؟
ومن يمنح دون طلب الشكر ؟
ومن يبذل دون منَّه ؟
إن أكثر ما نراه الآن
أن تبحث عن صنف من هذه الأصناف
فيرهقك البحث وتطول بك الطريق
لتقف على قمة شاهقة من الإعياء
وإن لاح لك زول من بعيد عن من يملك مثل تلك الأوصاف
فسرعان ما يتركك ويرحل عنك بعيدا
لتعود أدراجك
وقلبك ينزف حزناً ولم تجد من يضمده
أخي حامد
مرورك كالغيث أينما هطل أنعش
فلا حرمني الله قلماً كقلمك
وفكراً مثل فكرك
وأسلوباً مثل أسلوبك
أخي حامد
كل الكلمات عاجزة أن توفي لك الشكر
فدمت بحب وخير وود