الأستاذ إبراهيم عسكر آل عسكر يستحق كل التكريم والتقدير والتبجيل ويستحق أن نطلق عليه لقب صوت صامطة ,
منذ زمن وأنا أقرأ بين الفينة والأخرى مطالبات له في صفحة صوت وصدى بجريد الوطن مرة ينتقد وضع الكهرباء خاصة محول الحارة القريبة من المحكمة بجانب منزل الشاعر الأستاذ/علي الحملي ومرة أخرى المستشفى العام وهاهو يتحدث عن مآساة تراجيدية حزينة لمركز الرعاية الأولية ذي السمعة السيئة. ودائماً ما تتميز كتابته بالأسلوب القصصي الجيد مع حبكة تجبرك على مواصلة القراءة لنهاية المطاف بنكهة مضحكة ومبكية في آن.
الأستاذ آل عسكر ليس وحده من يحمل هم صامطة على ظهره فربما هناك من يعمل عبر قنوات أخرى ولكن بشكل عشوائي وغير منظم إن صح التعبير
فمن هنا أتمنى من المنتدى- إدارةً وأعضاءً - ترتيب وتنظيم عملية وضع الصورة الحقيقية أمام المسؤولين الكبار وتركيز الجهد وتجميع الطاقات صوب نشل الخدمات العامة والحكومية والبلدية والصحية من المستنقع الموحل بإرسال سيول من الفاكسات والإيميلات والتلفونات والموضوعات والمعاريض وحتى لوحات ومطبوعات تعلق في الأسواق والطرقات .. ليس لإيصال الرسالة للمسؤولين -فحسب - بل أيضاً لنحرجهم أمام الشعب وأمام ولاة الأمر وقبل ذلك لنقيم عليهم الحجة أمام الله. وأقترح أيضاً أن يتبنى المنتدى جائزة سنوية باسمه لتكريم أبناء صامطة البررة الذين يعملون بصمت وكذلك جائزة لأحسن إدارة حكومية علّهم يحرقون أنفسهم لأجلها ويقام حفل سنوي برعاية المحافظة لتسليم الجوائز.
شكراً لكم .
مركز الرعاية الصحية بصامطة دون التطلعات
يبدو أن ضعف الإمكانات وتردي الخدمات الصحية بمحافظة صامطة.. ليس حكراً فقط على مستشفاها العام بل يشترك معه في ذلك, مركز الرعاية الأولية - القابع على مرمى حجر من المستشفى - فواقع هذا المركز للأسف لا يتناسب مع أهميته, كونه يمثل النواة لـ 32 مركز رعاية أولية بالقطاع الجنوبي - من منطقة جازان - منبثقة منه, والمنتشرة بمراكز وقرى محافظة صامطة التي تقدر مساحتها بحوالي 2000 كيلو متر مربع والمصنفة إدارياً من محافظات الفئة ( أ ) بالمملكة. فمبناه المستأجر الذي يشغله منذ ما يقارب 30 عاماً مضت, يشكو الإهمال وعدم الاهتمام طيلة تلك السنون, الأمر الذي جعله يبدو كهلاً رثاً يسوء الناظرين, إضافة لافتقاره لأبسط الأجهزة الطبية الحديثة.. واعتماده على أجهزة (شبه طبية).
وبما أن القدر قد كتب علي زيارة هذا المركز قبل فترة لمعالجة ابني من عارض صحي ألم به مؤخراً.. فكانت تحدوني آمال كبيرة بأن ألمس أي تغير إيجابي بأدائه وبمستوى خدماته, كوني لم أزره منذ سنوات, وهو حال معظم سكان المحافظة.. إلا أن تلك الآمال سرعان ما تبددت وتكسرت مجاديفها, وكان ذلك على بُعد خطوات قليلة من دخولي المركز, بسبب كتلة الهواء والرياح (الحارة) القادمة من مكيفات المركز والمُركبة بطريقة (.....) بمعنى الهواء البارد باتجاه المكاتب, والحار باتجاه المدخل وصالة انتظار المراجعين - المُغطاة بالصفيح - وبذلك فهي أقرب لـ حمام "ساونا" أو فقاسة بيض منها لصالة انتظار مرضى!. كما أن تأثير تلك الأجواء لم يقتصر على تبديد الآمال فحسب, بل ساهم أيضاً في ارتفاع درجة حرارة (سَعُّودي) لدرجة مخيفة!, مما اضطرني لحمله متجهاً بخطى متسارعة لقسم الأطفال بعد أخذي للملف الصحي الورقي, الذي لا يزال المركز يتعامل به..!, وبعد وصولي لقسم الأطفال, تفاجأت أن التعليمات تقضي بعدم علاج أي طفل بقسم الأطفال ما لم يكن بصحبة أمه!, فنصحني أحد العاملين بالتوجه لقسم الرجال. فعملت بنصيحته.. و طلب مني الطبيب إحضار (وصفة) من الغرفة المجاورة. ولكنني لم أحصل عليها, لعدم وجود الموظف المختص, فرجعت إلى الطبيب, وأخبرته بأن لا أحد من الموظفين بتلك الغرفة. فأمرني بالتوجه للمدير وإحضارها من عنده. فذهبت للمدير وحصلت عليها - وهي عبارة عن ورقة صغيرة كتب فيها الاسم والعمر فقط! - ورحت أعدو على طريقة عدائي (سباق التتابع) باتجاه الطبيب للمرة الثالثة على التوالي!, ومثلت أمامه, محتضناً الملف - الورقي طبعاً - وابني الذي تضاعفت حالته بسبب "ماراثون" البيروقراطية.., وبعد أن شرحت له الحالة.., نظر الطبيب إلى ابني نظرة (عن بُعد) ثم أفادني: بأنه مصاب بالحصبة, وبارتفاع بدرجة حرارته!, وأنه سيصف له دواء خافضا للحرارة وآخر للحصبة, أقوم بشرائه من إحدى الصيدليات!, لعدم توفره بصيدلية المركز!. اللافت أكثر هنا, هو عدم قيام الطبيب بأي من إجراءات الفحص السريري للحالة, كـ "قياس درجة الحرارة" مثلا, واكتفائه بتلك النظرة!. وأيضا عدم طلبه للملف الصحي, والذي أعدته بنفسي لغرفة الملفات!. علماً بأن تسجيل الطبيب لتفاصيل زيارة أي مريض بملفه, أمر مهم وضرورة ملحة لاعتبارات كثيرة.. لا يتسع المجال لذكرها.
وبعد أن أخذت الوصفة ،غادرت أنا وابني المركز مذهولا مما واجهني من إجراءات غير مفيدة.
إبراهيم عسكر آل عسكر - صامطة http://www.alwatan.com.sa/news/sawotwesada.asp?issueno=3292