ممتنة ياعبدالله على الاهتمام والبحث
وروعتك في أسلوب الإجابة ،،
ـ هل يجوز حذف همزة ” أبو ” فنقول في ” أبو بكر ” ” بو بكر” مثلا ؟
وردت بو بمعنى ” أبو” في أسماء كثيرة من الأعلام والبلدان والقبائل،
واستخدمها بعض الشعراء المتأخرين، وهي دارجة في بلاد المغرب العربي،
وفي اللهجات العامية العربية عمومًا، خاصة في بداية الكلام أو بعد حرف النداء.
أصل الأب : أبَو ، حذفت الواو تخفيفًا ،
” أب “ لحقتها الواو رفعًا لأنها من الأسماء الخمسة،
فأصبح السؤال : هل يجوز حذف همزة أب ؟
نعم يجوز فقد قالت العرب : " لا بَ لك " ، بمعنى لا أب لك، فحذفوا الهمزة،
كما حذفوا همزة أم حين قالوا ” ويلمه رجلا ” ، فليقس على هذا اضطرارًا لا اختيارا.
،،،،،،،،،،،،
السؤال الثاني : أي الصيغتين أفصح:
“لا أعرف الجواب” أو “لا أعلم الجواب”
و متى يكون استخدام “لا أعرف” و “لا أعلم” أفصح؟
نجد كثيرًا من العلماء لا يفرقون بين العلم والمعرفة
فيطلقون أحدهما على الآخر، ففي مختار الصحاح (بتحقيق محمود خاطر) :189:
وعلم الشيء بالكسر يعلمه علمًا عرفه.
وفي اللسان 12/418: العلم ضد الجهل، ثم قال: علمت الشيء بمعنى عرفته وخبرته.
وقال ابن منظور في لسان العرب 9/236 (طبعة دار صادر):
عرف العرفان العلم، ثم نقل عن ابن سيده قوله: وينفصلان بتحديد لا يليق بهذا المكان،
وهذا يدل على وجود فرق بين العلم والمعرفة، ومحصل ما وجدته من كلام أهل العلم
في الفرق بين العلم والمعرفة ما يلي:
قال القرطبي في الجامع في أحكام القرآن (طبعة الشعب) 1/439:
قوله تعالى {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت} علمتم معناه عرفتم أعيانهم وقيل علمتم أحكامهم.
والفرق بينهما أن المعرفة متوجهة إلى ذات المسمى والعلم متوجه إلى أحوال المسمى فإذا قلت عرفت زيدًا
فالمراد شخصه، وإذا قلت علمت زيدًا فالمراد به العلم بأحواله من فضل ونقص،
فعلى الأول يتعدى الفعل إلى مفعول واحد وهو قول سيبويه علمتم بمعنى عرفتم
وعلى الثاني إلى مفعولين،
وحكى الأخفش ولقد علمت زيدًا ولم أكن أعلمه
وفي التنزيل { لا تعلمونهم الله يعلمهم }
كل هذا بمعنى المعرفة.
وفي التعاريف للمناوي بتحقيق الداية /511: العرفان كالمعرفة إدراك الشيء بتفكر وتدبر فهو أخص من العلم
ويقال فلان يعرف الله ولا يقال يعلم الله لما كانت المعرفة تستعمل في العلم القاصر المتوصل إليه بتفكر
ويضاد المعرفة/الإنكار والعلم/ الجهل، والعارف المختص بمعرفة الله ومعرفة ملكوته وحسن معاملته تعالى.
وقال المرزوقي في شرح ديوان الحماسة:
وقال آخر:
أما يستفيق القلب إلا انبرى لـه ... توهم صيف من سعاد ومربـع
أخادع عن أطلالها العـين إنـه ... متى تعرف الأطلال عينك تدمع
عهدت بها وحشاً عليها بـراقـه ... وهذي وحوش أصبحت لم تبرقع
المراد: لا يحدث القلب بالسلو والإقامة مما تداخله من علائق حب هذه المرأة،
وتشبث به فألهاه عن كل شيء، إلا اعترض له تذكر مصيف ومربع من أراضيها بعد التوهم.
كأنه كان يقف على منازلهم فيتوهمها بآياتها وعلاماتها، ثم يعرفها.
وأكثر ما يذكرون التوهم في الديار يعقبونه بالعرفان دون العلم.
وهذا أحد ما نفصل به بين العلم والمعرفة،
ولهذا وأشباهه ممتنع من أن نصف الله تعالى بأنه عارف.
لذلك، قال زهير:
فلأيًا عرفت الدار بعد توهم
وأشباهه كثير.
وقال أبو حيان التوحيدي في المقابسات: في المقابسة السبعون
وسألته عن الفرق بين المعرفة والعلم؟ فقال:
المعرفة أخص بالمحسوسات والمعاني الجزئية: والعلم أخص بالمعقولات والمعاني الكلية.
قال غيره: ولهذا يقال في الباري: يعلم، ولا يقال يعرف ولا عارف.
وقال العسكري في الفروق ص 62: المعرفة أخص من العلم
لأنها علم بعين الشيء مفصلا عما سواه، والعلم، يكون مجملا ومفصلا، …،
والعلم يتعدى إلى مفعولين ليس لك الاقتصار على أحدهما، إلا أن يكون بمعنى المعرفة
كقوله تعالى:” لا تعلمونهم الله يعلمهم”.
وقال الطوفي في شرح مختصر الروضة 1/174:
وقيل المعرفة تستدعي سابقة جهل بخلاف العلم.
إذن
لا أعرف الجواب قد تستخدم بمعنى لا أعلم الجواب دون تفريق بينهما
استنادا للسان العرب : العرفان هو العلم.
وقد تستخدم لا أعرف الجواب لدى أهل اللغة الحاذقين بها بمعنى عدم العلم تفصيلاً وإجمالاً ،
في حين يستخدمون لا أعلم الجواب بمعنى عدم العلم تفصيلا.
منقول عن الأستاذ/ عبد العزيز بن سعد
( أهل الحديث )
هذا والله من وراء القصد.