المقـالــة الثالثة

طفل بمواصفات خاصة!

هل يحق لزوجين ان يختارا عن طريق العلم والتكنولوجيا نوع الجنين ذكرا او انثى؟ وهل يمكن ان تترك للعلم والتكنولوجيا مهمة التحكم في نوع الجنين بلا ضابط او رقيب من الدين او الأخلاق؟ وهل منا من يشك في ان فوق كل ذي علم عليم؟
أثير مؤخرا في ايطاليا وبريطانيا جدل ونقاش طويل حول الزوجين البريطانيين «لويس» و«آلان» اللذين سافرا الى ايطاليا من اجل تحقيق رغبتهما وأملهما في انجاب طفلة اخرى بدلا من طفلتهما التي فقداها في حادث حريق.
عندما أذيع سر الزوجين حاولا تبرير الأمر بأن لديهما اربعة ابناء من الذكور تتراوح اعمارهم بين العاشرة والسادسة عشرة وانهما كانا سيذهبان الى نهاية العالم من اجل الحصول على طفلة اخرى تشعرهما بمثل السعادة التي غمرتهما بها طفلتهما التي فقداها.
هجوم شديد تعرض له الزوجان «لويس» و«آلان» اللذان لم يلتزما بقرار اللجنة المختصة العليا بايطاليا والذي ينص على ان اختيار جنس ونوع الجنين لا يمنح إلا اذا حدث اختلال خطير يهدد الحياة الانسانية، لكن الزوجين دافعا عن نفسيهما بأنهما عندما اقدما على هذا العمل الذي لا يقره القانون البريطاني وكذلك الايطالي، لم يكونا وحدهما بل سبقهما في ذلك ازواج وزوجات بريطانيون كثيرون جاءوا الى ايطاليا للغرض ذاته.
ما اثار استياء الرأي العام الايطالي وغضبه هو ان ترك التحكم في اختيار نوع الجنين ذكرا او انثى الى العلم والتكنولوجيا والى اهواء البشر سوف ينجم عنه تفضيل جنس على جنس آخر وما يستتبع ذلك من اختلال يهدد الحياة البشرية ومن اهمال اجنة لم تقترف اي شيء سوى ان نوعها لا يحظى برغبة الآباء والأمهات.
يجدر بالذكر في هذا المقام الاشارة الى ان الدين الاسلامي العظيم قبل قرون من عصر العلم والتكنولوجيا حرم عادة وأد البنات التي انتشرت كثيرا في زمن الجاهلية وكادت ان تتسبب في احداث خلل في منظومة الحياة الانسانية بسبب الاحتفاء الزائد عن الحد بقدوم الوليد الذكر وعكس ذلك تماما عندما يبلغ الأب بولادة انثى فيهرع على الفور الى دفنها حية.. الله سبحانه وتعالى أدرى بعباده فلا تتدخلوا فتفسدوا.
