المقـالة الثانية
اللص الشريف!
في الأغلب يكون اللص الشريف أو الجنتلمان بطلا روائيا.. نذكر مثلا «أرسين لوبين» للكاتب الفرنسي موريس لابان، فقد كان يسرق من الاغنياء ويساعد الفقراء.. وربما يكون «زورو» ايضا من نفس النوع.
ولكن فرنسا تتحدث عن لص من هذا النوع اطلقت عليه الصحافة لقب اللص الجنتلمان. وظلت صورته تتصدر صفحات الصحف والمجلات سنوات طويلة.. ليس فقط لأنه جنتلمان ولكنه سطر مع امرأة قصة حب من طراز نادر.
بدأت حكاية اللص الجنتلمان واسمه باتريك عندما قام بعملية سطو ناجحة على أحد البنوك الفرنسية.. وبعد ان استطاع الفرار.. أرسل باقة ورد الى صراف خزينة البنك.. وزجاجة من الشمبانيا الى رجال الشرطة الذين تعبوا في مطاردته.
حدث ذلك عام 1982، واختبأ باتريك في احد الفنادق حيث التقى بلورانس وهي فتاة شقراء رائعة الجمال.. ودون ان تعرف حقيقته وقعت لورانس في حب الجنتلمان الوسيم الذي ينفق ببذخ وهام بها هو حبا.. وبالطبع لم يقل لها من هو وان قال ان عمله يحتاج الى السفر كثيرا.. ثم قال لها انه مضطر للاختباء والاختفاء لأن له مشاكل مع الجيش.. وصدقت لورانس كل اكاذيب باتريك حتى عندما رأت صورته في الصحف وعرفت الحقيقة.. ولم يتردد باتريك في ان يعرض عليها الانفصال ولكن لورانس كانت قد قررت ان تبقى معه الى الأبد. وخرج باتريك ذات يوم لعملية سطو ولكنه لم يعد، وعرفت لورانس انه قد قبض عليه.. وزارته في السجن واستأجرت له محاميا.. ولكن الحكم صدر بحبسه اربعة اعوام.. وقررت لورانس مساعدته على الهرب ولكن خطتها فشلت وقبض عليها.. وقضت في السجن ستة شهور..
وخرج باتريك من السجن وهو يشعر بتأنيب الضمير لأنه جر لورانس الى المشاكل.. وقرر تركها، ولكنها تمسكت به.. ولم تمض شهور حتى قبض عليه مرة اخرى في مدينة ليون ودخل السجن مرة اخرى وزارته 27 مرة.. وفي المرة الأخيرة وقعت مشكلة بينها وبين الحراس فحكم عليها بالحبس.. وفي هذه المرة ايضا قررا الزواج وقامت ادارة السجن بترتيب حفل الزفاف.. وينوي اللص الشريف التوبة عندما يخرج من السجن ليستمتع بحب لورانس الذي اطلقت عليه الصحافة اسم «الحب الأبدي».