هُو / هِي ,,
,,
أما زلتِ تحبينني؟
- لو كان حبي حنجرة لعمّ القارات نشيد الفرح ولتنهدت رئة الليل خلسةً على أرصفة الفوضى الباهرة
لماذا هجرتني؟
- لأنني أحببتكَ كما أنت بكل نجومك وثقوبك، وأحببتَ
أنتَ ما سأكون عليه بعد أن تُدخِل تعديلاتك على تضاريسي
الروحية، وتُدخلني في قوالب مزاجك. لقد أحببتَ فيَّ امرأة
أخرى تريد أن تصنعها من "مواديّ الأولية" وعناصري.
لقد زرعت مخبريك في شبكتي العصبية، ووضعت عدّداً
على دقّات قلبي،
وصرت تحصي عليّ أصواتي وأمواتي ومصابيح روحي
- وماذا في ذلك؟ ألم تكوني حبيبتي؟
- كنتَ مثل أحمق يحاول تعليم السنونو استعمال البوصلة،
أو يحلم بلعب دور مهندس الصوت داخل صدفة بحرية،
أو دور قائد الأوركسترا لسمفونية الموج الجامح.
الحب عندك مرادف للقفص لا الأجنحة!
هل تكرهينني أحيانا ؟
أكرهك دائماً لأنني أحبك. ففي كل حب كبير مقدار هائل
من الكراهية.
- لماذا؟
- ربما كي يقدر المرء على أن يتعايش مع نفسه ونرجسيته،
وربما من أجل بقائه، فلا حياة بلا حد أدنى من الحرص على
الذات... والحب تشجيع على نهب الحبيب لنا
هل تحقدين عليّ؟
- ها هي أيامنا تنمو وتزدهر بعد الفراق، وتتبدى مفاتنها عبر
ثياب الذكريات.
حبي لك لؤلؤة تقرّ بأنها كانت حبة رمل، قبل أن تغزل حولها
ضياءك القمري.
ألا تخافين الوحدة؟
- أخاف الرضوخ للخوف منها. لست مهجورة، لكنني هاجرة
لكل من حولي ريثما أجد أبحدية تقنعي.
- ألا تخافين الموت وحشةٌ؟
- لقد جرّبت الموت ولم يضايقني كثيراً. ألا ترى أنني سجينة
داخل جثتي؟
وحده الموت يطلق سراحي، صلتي بموتي شبه ودية لا تخلو
من الفضول من طرفي ..
|
.
|
غاده السمّان ..!





رد مع اقتباس