بسم الله الرحمن الرحيم
وصايا أم لابنتها ليلة الزفاف :
في الماضي كانت الأم تهتم بسعادة ومصلحة ومستقبل ابنتها واستقرار العش الزوجي لابنتها وتوصي وتنصح الأم ابنتها بوصايا ونصائح هامة جدا وفي غاية الدقة والوضوح والفائدة فترشدها لما هو لصالحها ولصالح وجها وأهله ولأعمار بيتها بالسعادة والهناء والحياة الزوجية السعيدة والهنيئة والمثالية العليا.
أما أمهات اليوم فللأسف الشديد أغلبهن أو السواد الأعظم غلبت عليهن المظاهر البراقة والماديات الزائلة والعادات الهدامة فنجد الأم تبدءا بالشروط التعجيزية والتشاريح التي تضر بالطرفين ولا تنفع أي منهما بل تروح في المظاهر التي لا تعود بأي نفع لأي من الطرفين.
ثم تليها بالنصائح الغير نافعة وربما تكون نصائح هدامة مثل:
أطلبي سكن مستقل عن أهل زوجك ويكون سكن بواصفات كذا وكذا ولا تخدمين أحد من أهله واطلبي خدامة تخدمك في البيت وربما تكون ظرف الزوج المالية لا تفي بتلك الطلبات وربما أو غالبا يتحمل الزوج الديون والقروض للوفاء بمتطلبات الزواج وبعد اكتمال مراسيم الزواج يكون الزوج مثقل الكاهل بالديون وتأتي بعد طلبات الزوجة التي لا حدود ولانهاية لها فماذا تكون النتيجة؟؟؟
هل ستكون الحياة الزوجية سعيدة؟؟؟ أم؟؟؟
وبعد هذه المقدمة المتواضعة أدعوكم إخوتي وأخواتي الكرام لقراءة وصية أم الشاعرة العربية الكبيرة المشهورة(الخنساء)ليلة زفافها بتمعن وروية وحبذا لو يأخذن أمهات اليوم من هذه الوصايا العبرة والمنهج المسلم العربي الأصيل ونصح وتوصية بناتهن بهذه النصائح والوصايا.
الوصايا
وصايا أم لابنتها ليلة الزفاف :
أوصت أم الخنساء ابنتها قبيل زواجها فقالت:
أي بنية! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه إياك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمة يكن لكِ عبداً وشيكاً.
أي بنية! أحفظي له عشر خصال يكن لك ذخراً وذكراً.1و2-فأما الأولى والثانية: الصحبة له بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
3و4-وأما الثالثة والرابعة: التعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح.
5و6-وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه. فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
7و8-أما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، لأن الاحتفاظ بالمال من حسن الخلال، ومراعاة الحشم والعيال من الإعظام والإجلال.
9و10-أما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
ثم اتقي- مع ذلك- الفرح بين يديه إذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التذكير.
وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً.
وكوني أكثر ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة.
واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت.ملاحظة:الوصية منقولة من كتاب الأدب المقرر على المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية