(18) حتى آخر خفقة قلب صــ 41 ـــ
كنت دائما ً أقع في شرك معرفتي .
ورغم توقعاتي ، ورغم رؤيتي لكل لحظة آتية ،
وتأهبي لمواجهتها ، أسقط في هوة حاستي الأنثوية
ولا أستطيع التراجع .
رغم كل ما عرفته عنك ، وما توقعت حدوثه أن التقينا ،
سرت اليك كالمسحورة .
تركتك تقودني إلى تحقيق كل ما عرفته آتيا ً ،
وذابت كل مقاومتي تحت سحر كلمة " أحبك " .
أحيانا ً أثور على نفسي ، أكرهها ، أعاقبها ، أخاصمها ،
وأرفض مناقشة منطقي وتبريراتي الكثيرة .
وأرفض الغفران لعواطفي واستسلامي لها ،
لكنني لا أندم ، ولا أتراجع ،
بل أمضي في طريق الحب حتى آخر خطوة ،
حتى آخر خفقة قلب ، حتى الفجيعة .
ماذا انتظرت منك ؟ لا أدري .
بل أظن مجرد قصة حب حنونة نسيت أنت كيف تعيشها ،
أضعت أنت كل مواصفاتها
منذ تحول الحب في حياتك إلى حاجة عابرة تملأ لحظات الملل .
ماذا انتظر منك ؟
لاشيء سوى لحظات حنونة تنسيني فيها كل خيبات أملي ،
وقوة اتكئ عليها لتؤكد لي أني لم أخطئ الاختيار .
لا انتظر منك أن تكون العاشق المثالي الذي طالما حلمت به
لأني أعرف أنك تخطيت مرحلة الحب المجنون ،
وأعرف أنك ستحبني بطريقتك التي يحكمها العقل ،
بينما أسبح أنا في بحرعواطف لا تعترف بالحدود والتيارات .
لا أنتظر منك أن تختصر عالمك وتحدده بوجودي ،
ولا أن تتفرغ لحبي وتعتزل الدنيا ،
فهذه مواصفات حبيب كنت أحلم به وأعرف أن لا وجود له.
ولكن رغم كل ما أعرفه عنك وما لا أعرفه ،
رغم فشلي في مقاومة حبك ،
ورغم خضوعي لمفهومك للحب ،
قبلت بالوقوف في ظل طموحاتك ،
متعامية عن لامبالاتك ،
عن ذاكرتك الضعيفة ،
عن حاجتك الى الحب في اللحظة التي تناسبك ،
وأحببتك،
آملة أن أنتشلك ذات يوم من مستنقع الاكتفاء الذاتي ،
متمنية أن أستطيع إقناعك بالحب الذي أعرفه أنا ،
والذي نسيته أنت .
زينات نصار