بعض الأصدقاء يتعبك كثيراً...البعض منهم يتعبك بحساسيته المفرطة..وبعض آخر يرهقك بأنانيته...والبعض الثالث يأسرك بوفائه...والبعض الرابع يزعجك بتوتراته وعصبيته...والبعض الخامس يحيرك بصمته وغموضه...والبعض السادس يغرقك بحبه وحرصه وتضحيته...والبعض السابع يحاصرك بأسئلته واستفساراته ومتابعته...والبعض الثامن يمنحك الإحساس بالطمأنينة...والبعض التاسع يملأ حياتك بالقلق والخوف والترقب والحذر...والبعض العاشر يغمرك بالعطف ويحيطك بالاهتمام...والبعض الآخر ينرفزك ببروده وهدوئه ولا مبالاته.
الذي يتعبك بحساسيته..لاتعرف كيف ترضيه.والذي يرهقك بأنانيته.. لا تستطيع الحد من رغباته وشططه.والذي يأسرك بوفائه..كالبحر الذي لاتعرف له نهاية.والذي يزعجك بتوتراته وعصبيته..يصعب التنبؤ بحالته المزاجية وتجنب الاصطدام به أو الاحتكاك به.والذي يحيرك بصمته..لاتعرف إن كان معك أو ضدك،إن كان يريدك أو ينفر منك،إن كان يودك حقيقة أو يمثل عليك.والذي يغرقك بحبه وحرصه وتضحيته.. تعجز عن أن تقابل مشاعره الصادقة بما تستحق وبالتالي فأنت تظل مديناً له.والذي يحاصرك بأسئلته واستفساراته ومتابعته..قد يخرجك عن طورك وقد بدفعك للغلط عليه وربما الفرار منه.والذي يمنحك الإحساس بالطمأنينة..غير موجود في كل الدنيا وإن وجد فإنه نادر وعزيز.والذي يملأ حياتك بالقلق..لا تعرف إن كان محباً لك أو حرباً عليك راغباً فيك أو متواطئاً ضدك.والذي يغمرك بالعطف الحقيقي ويحيطك بالاهتمام وإن ندر في هذا الزمان،إلا أنه يضفي على حياتك البهجة ويشعرك بإنسانيتك في حالة وجوده.والذي يستثيرك ببروده..لاتملك إلا أن تشد شعرك أمامه بين حين وآخر.
هكذا هم الأصدقاء....وهكذا هم المحيطون بنا....المزعجون لنا....المريحون لأعصابنا....المتعبون لمشاعرنا.
لكننا لانستطيع رغم تعبهم ومشاكلهم............أن نستغني عنهم مهما اختلفت صفاتهم.