كل عام وأنتم أسعد وإلى الله أقرب .. تقبل الله أعمالكم وغفر لكم ما جرحنا وما جرحتم ..!!
سويعات والعيد تشع أساريره،، والفرح ينسج خيوطه في قلوب الناس [جلهمُ ] ..!!
تَمضي أعيادٌ وأعياد .. وهنالكَ إخوةٌ لنا يتجرعونَ الألم ..!!
كما يتواجد بين أظهرنا يتامى لا يجدون كسوة .. و أيامى لا يسألنَ استحياءً وتعففًا ..!!
أملهنّ أنْ يجدنَ مَنْ يُفكر لهنّ ويهتم بهنّ .. فهل ننسى هولاء ؟!
هَبْ أنك أنت مكانهم .. وتتجرع آلامهم ؟!
أسألك بالله مالذي تتمناه وتطمع أن تلقاه !؟
كما أنك ( تتمنى ) هم ( يرجون ) .. ولكن أنت قد ( تظفر )..بينما هم ( لا يجدون ) .!!
واللهِ إنّ اليتامى والأرامل في بلادنا حقيقة لا خيال .!!
هل يُعقل أن فتيات من بني جلدتنا ويتكلمنَ بألسنتنا في مقتبل أعمارهنّ يَفترشنَ ساحات الحرمين .؟!!!
أنتَ يامن تقرأ ؟
لا تنتظر أن يأتيك فقير فيسألك،، ويتيم يذرف دمعته أمامك .. وأرملة تقبل يديك .!!
بادر وأنفق وتصدق بلباقةٍ لا تجرح .. وأسلوب لا يخدش .. خُفية لا جهارًا .. بطيب نفسٍ لا منة
ينسى البعض، والبعض يتناسى أنه كذلك كان من قبل
فمنَّ الله عليه .!!
1
1
____
نداءٌ مِلْؤه الحنان والإشفاق .. وحبره الدموع على الأوراق .. بالحب والمشاعر ينسكب وينساق ..!!
لا شك أنك تستعد أو قد استعددت للعيد، أبا كنتَ ، أو أمًّا، أو شابا، أو فتاة، ولا ريب أنك قد أخذت أهبتك لكل ما يستلزمه العيد من لباس، وطعام وشراب؟
فأضف إلى ذلك استعدادًا تنال به شكورا، وتزداد به صحيفتك نورا، استعدادا هو أكرم عند الله، وأجدر في نظر الأخوة والمروءة..!!
نعم استعد لتفريج كربة من حولك من البوساء والمعدمين ، من جيران وأقربين ، ونساء رمل وأطفال رضع وعجائز وشيوخ فقراء مساكين .!!
فَتّش عنهم واسأل عن حاجاتهم وفرج كرباتهم علَّ الله أن يفرج كربتك يوم القيامة ..! أدخِل السرور إلى قلبهم .. وإن لم يسعدك المال فلا أقل أن يُسعدك المقال بالكلمة الطيبة والعبارة اللينة ..والابتسامة الحانية .. والخفقة الطاهرة ..!!
[ نداء ٌ ]
رمزه ( تذكر ) لمن ؟! للذي يعقل ويتفكر ..!!
* تذكر في صبيحة العيد، وأنت تقبل على والديك، وتأنس بزوجك، وإخوانك وأولادك، وأحبابك، وأقربائك، فيجتمع الشمل على الطعام اللذيذ، والشراب الطيب، تذكر (يتامى) لا يجدون في تلك الصبيحة (حنان) الأب، و(أيامى) قد فقدن ابتسامة (الزوج)، وآباء وأمهات حرموا أولادهم فخفق القلب ، هم ليس في فلسطين فحسب ..!! ورب المساكين وإله المستضعفين أنهم يعيشون بين أظهرنا ويتكلمون بإلسنتنا ولا يَخفون على كل ذي لبًّ وعقل ..!!
أطلَّ صباحُ العيدِ في الشرقِ يسمعُ ** ضجيجًا به الأفراح تمضي وترجعُ
صباحٌ بهِ تبدى المسرة شمسها ** وليسَ لها إلا التوهم مطلعُ
صباح به يختال بالوشي ذو الغنى ** ويعوز ذا الإعدام طمر ومرقعُ
صباح به يكسو الغنيُّ و ليدَهُ ** ثيابا لها يبكي اليتيمُ المُضيعُ
صباح به تغدو الحلائل بالحلي ** وترفض من عين الأرامل أدمعُ
ألا ليت يوم العيد لا كانَ أنهُ ** يجدد للمحزون حزنًا فيجزعُ
يرينا سرورًا بين حزنٍ و إنما ** به الحزن جدٌّ و السرورُ تصنّعُ
فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم ** نحوس بها وجه المسرة أسفعُ
قد ابيضَّ وجهُ العيدِ لكنَّ بؤسهم ** رمى نُكتًا سُودًا بهِ فهوَ أبقعُ
ــــــــ
* تذكر في العيد وأنت تأوي إلى ظلك الظليل، ومنزلك الواسع، وفراشك الوثير تذكر إخوانا لك يفترشون الغبراء، ويلتحفون الخضراء، ويتضورون في العراء.
____
* تذكر أنك حين تأسو جراحهم. وتسعى لسد حاجتهم أنك إنما تسد حاجتك، وتأسو جراحك و"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"،
ــــــــ
* تذكر أن السعيد في العيد ليس مَن لَبِس الجديد، وتنعم بالغيد، وإنما السعيد في العيد من خاف يوم الوعيد، وسَلِم من العذاب الشديد.
ـــــــ
* تذكر وأنت تعيش فرحة العيد بالأمن والأمان- إخوانًا لك في العقيدة يحل بهم العيد وهم يعانون الحروب الطاحنة، والمآسي المستمرة، بأي حال يعيش المسلمون في الأرض المباركة فلسطين ، أولى القبلتين، ومسرى سيد الثقلَين هذه الأيام، ويستقبلون العيد؟! وكذا إخوانكم في بقاع أخرى؟!
هم إخوان لك شردهم الطغيان، ومزقهم كل ممزق؟ فإذا هم بالعيد يشرقون بالدمع، ويكتوون بالنار، ويفقدون طعم الراحة والاستقرار..!!
تذكر كيف يعيشون العيد مع حياة القتل والتشريد، والملاجئ والتهجير والتهديد.
ــــــــ
هذي حكايةُ حالِ جئتُ أذكرها ** وليس يخفى على الأحرار مغزاها
أولى الأنام بعطفِ النّاسِ أرملةٌ ** و أشرف النّاسِ من في المال واساها
* تذكر أن هنالكَ فتيات وأرامل يتخذنَ من العزلة سكنًا ، ومن الحزن وطنًا .. نحن نستقبل العيد بالفرح والسرور .. وهنّ يستقبلنه بالحزن والألآم .!!
___
* تذكر ثمة فقراء كسراء لا يجدون مالا .. وهم أشد الناس حاجة إليه ..!! ولكنهم وربي لا يسألون الناس ..يُظنُّ بهم غنى من التعفف .!! وما تعففوا إلا خشية التأفف .. فهلا فتحنا عليهم .. ودفعنا إليهم ؟!
___
* تذكر عندما يجتمع الأطفال يلعبون ويمرحون .. تذكر أن بينهم طفلا يتيما كسيرًا ليسَ له أم تحضنه ..ولا ثغرٌ يبتسم له .. ولا يدٌ ناعمة تلتمس وجنتيه الناعمتين حنانًا وأمومة.! فهلا عوضتيه أخيتي الفاضلة ؟!
( همسة )
والله الذي لا إله إلا هو إنَّ الباسطَ الذي بسطَ عليك برحمته وقبض على الفقراء بعدله ..قادرٌ على أن يبسط عليهم ويقبض منك أنت ..!!
بارك الله للمسلمين عيدهم، ومكّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم.
كاتب المقال: خالد الحجيلي