كثيرون كتبوا حتى الآن عن سيول جدة, ولكن قلة هم الذين كتبوا بضمائرهم وشجاعتهم وإنسانيتهم, بما في ذلك أسماء موصوفة بأنها كبيرة, وبأنها ذات حضور أبرز في الصحافة السعودية.
أسياد الصفحات الأخيرة, على وجه الخصوص, سقط معظمهم في هذا الاختبار الصعب.
في (الوطن) على سبيل المثال, حضر بصورة مرضية تركي الدخيل, وسقط آخر يجاوره في الصفحة.
وفي (عكاظ) لم يكن خالد السليمان, برغم قوة قلمه, حاضرا بالشكل المنتظر منه, ومن أقلام مثله, شجاعة وصريحة وغير مبالية بكثير من الاعتبارات والتداعيات المؤثرة, بحسب متابعتنا لها منذ حَبْو أحبارها..
في (الحياة) بحثتُ عن صاحب مقال ( يا معالي الوزير.. كُل تِبن ) منتظرا منه مقالة, حول الكارثة, من ذات العيار الثقيل, فكان أن اصطدمت بنتيجة, هي في حد ذاتها, كارثة!
هؤلاء الكتاب المصنفون (كبار) وهم يحضرون بمقالات صغيرة في أحداث كبيرة, هل يغيب عنهم حينها, أنهم يسقطون أكثر مما يسقط اللصوص والمرتشون فيما بعد وأثناء أحداث ماقبل الأحداث ؟!
خلاف ذلك, القائمة تطول, وتتسع باتساع الكارثة. ولا أنصح أحدا بالتتبع. فليس من نتيجة أقل من التعب, ومن الألم النفسي الحاد..
البقية من المساحة ضيّقة ومحدودة, ولكنها مفرحة. فماذا عنها ؟
من أكثر مايفرح في هذه المساحة,أن ابن صامطة وكاتبها وقلمها الكبير, الدكتور حمود أبوطالب, نجح كالعادة في اختبار الكلمة, والموقف.
في مقالتين كبيرتين كمثله, تألّم اليوم وأمس لعروس البحر,جدة.. وخاصم وحاكم بالنيابة عنها, وكأنه مولود في ترابها. لكنه ليس كذلك, لاعلى أرض الواقع, ولا على أرض الكتابة التي لا تراب ميلاد محددا له فيها..
إنه ابن كل الوطن. مولود في تراب كل مدنه, وكثيرا مافعل مع الكثير منها, مثلما فعل اليوم والأمس, مع جدة, وكأنها منه, وكأنه منها, مولدا وطفولة وذكريات وتفاصيل حياة!
ومثله فعل خلف الحربي في نفس الصحيفة. ومحمد الرطيان في الوطن.
شكرا دكتور حمود ..
شكرا خلف الحربي.
شكرا محمد الرطيان.
ولا عزاء في صرعى الكلمة.
----------------
------------------
فلتتغير بوصلة الكلام (د. حمود أبوطالب)
اصرفوا المليارات.. فكة هلل! (خلف الحربي)
.. ويُرمَى هذا المقال في سلة المهملات! (محمد الرطيان)
.