تحياتي قلب الوفا .
فكرة محرضة وواقع أكثر تحريضا على الحضور.
أتمنى مشاركة ذات إضافة .
/
في محمد صلى الله عليه وسلم مايغني عن إفلاطون, وعن كل منظري وعلماء الاجتماع .
وفي "إسلام محمد" - وليس أي إسلام آخر مشوّه - مايغني عن ألف مدينة فاضلة, بما في ذلك مدينة إفلاطون والحضارة اليونانية برمتها. مع عظم الفارق, في الحالتين.
ولكنه "محمد" ولكنه "الإسلام" مامن قدوة وما من فضيلة يمكن أن يُضرب بهما المثل الأعلى في الخلق وفي المعاملة أفضل وأكثر إقناعا منهما .
مع ذلك فاضلة بحق هي مدينة إفلاطون, وإن زعم أحد سوءها فهي حتما ليست أسوأ من أي مدينة مسلمة في كل البلاد المسلمة اليوم.. عدا مهبط الوحي ومرقد الرسول.
نحن مع الأسف الشديد من الخليج إلى المحيط بلا أي مدينة ! نحن بلا مدينة محمد, وبلا مدينة إفلاطون أيضا.. نحن خارج المدينتين.
أتذكر عبارة ذات معنى كبير كانت موجودة في أحد كتب الخط للمرحلة الابتدائية سابقا, هدفها المنهجي تدريب أيدينا وخصوصا الخطاطين منا على رسم حرفـَي (الطاء والظاء) بالصورة الصحيحة حسب قواعد الخط وتحديدا "الديواني" كما أتذكر جيدا حتى الآن.. بينما كان هدفها التربوي أبعد وأهم أثراً...
تقول العبارة: (لو نظف كل مواطن ما أمام بيته لنظفت المدينة)
الشاهد أن أي أحد من جيلي لم يجرب فضلا عن أن يمارس بصفة مستمرة تنظيف ما أمام بيته ! وبالتالي لامدينة نظيفة بفعل مواطنيها من ذات الجيل !
أجزم أن أحد أهم أسباب هذه الحالة هو أن معلم الخط آنذاك لم يهتم مطلقا بهدفها "الإسلاطوني" واهتم فقط بهدفها التعليمي .
مدينة محمد ومدينة إفلاطون واسعتان وجميلتان, وأية مدينة عربية أو مسلمة ليست نظيفة أو نظيفة بفعل عمال البلديات حتما هي لاتمت بعلاقة للفضيلة.. على الأقل الفضيلة المكتملة.
من "المعرفة" - كما في مدينة إفلاطون - ومن "الدين" - كما في مدينة محمد - ممارسات نبيلة وواعية كالنظافة وكاحترام الذات والمجتمع وكالمحبة والؤئام وغض الطرف والصوت... ومن "الجهل" ومن "اللادين" خلاف كل ذلك.. فأين نحن ومدننا من كل ذلك ؟!
نحن في أزمة ياسيدتي. وحتما هي لاتخرج عن أحد أمرين: المعرفة والدين. لكني لا أعلم ما إذا كانت في أحدهما على وجه التحديد! أم فيهما معا ؟!
لا أدري ما إذا كان الفساد الإداري والمالي في "أمانة مدينة جدة" على سبيل المثال نتيجة جهل معرفي للمعنى الحقيقي للمواطنة وللإنماء وللتقدم وللتاريخ ؟! أم هو نتيجة جهل ديني مطبق بمسلمات وحقائق دينية ثابتة كالحساب والعقاب والآخرة ؟! أم هي أزمة مركبة ؟!
.