تنــــــويه:
القَدر مقالة نُشرت لي في يوم(ما) في صحيفة عكاظ.. ولأن
المشهد وبكل ما فيه لا زال يتكرر في كل زمان ومكان أحببتُ
طرحها هنا من جديد، ولِنُؤمن أن صداقة الأهداف لم ولن تدوم
بل تنتهي بنهاية ما بُنيَ لها.! (القدر) قصة واقعية.
----------------------------------------------------
** رغمَ مرور زمنٍ ليس بالبعيد إلاّ أنني أذكرُ ذلك الشخص
وما يحمل من كبرياء، أتذكَرُ الطاووس في مشيته، ضخم
الجُثة،كأنه نخلةٌ من نخلات العراق، كان كريم اليد ، حٌلو
اللسان، مُتديناً ويشهد له الكثير من أقرانه، في داخله
روحٌ شبابية وإن كان كبيراً في سنه، أعطته الدنيا الكثير
فلم ينسى المحتاجين، ولم تُغيره المادة وكثرتها في يوم
من الأيام، أو تسلخ صفة من صفاته الحسنة كما هو
حاصلٌ في أيامنا هذه حينما يخسر الأخ أخاه والصديقُ
صديقه بسبب تلك الوسيلة .
كُنتُ أمُر من أمام بيته الكبير فلا أجد حوله إلاّ جماعة
من (الوصوليين)، تارةً يُقدمون له وأُخرى قلوبهم
تسبقهم قبل أعينهم لِيَنظروا ما ذا في جيبه.؟ وهو لا يزال
يُكْرمهم.!! آه... ما أحلاها تلك الأيام... حَقاً لقد ضحكت
له الدنيا وازدانت وأصبحَ فيها شيئاً مذكورا.!
وها أنا اليوم أمُرُّ فلا أجد ذلك(المركاز).. ولا مُنافقين.. ولا
وصوليين.! نعم.. لقد عرفوه في قُوَتِه وتنكروا له في ضعفه.
ووجدتُ بيتاً قد بِيعَ نصفه، والآخر استظلت فيه أُسرة تُشرف
على تمريض(رجل) أُصيبَ بشلل أقعده الفراش وأصبح وليداً
معتلاً.. ووجدتُ أطفالاً يَمُدُّون أيديهم يطلبون حسنة،لا كبرياء
.. لا طاووس.. ولا نخلة.. لقد ذهب كل شيء.!!