استمع إنه البحر
هكذا كانت العبارات تتهاوي على آذاننا قبل وضع الأصداف عليها
و هكذا كنا نرحل خيالا في شواطئه
فنلزم الصمت ونُلزم من حوالينا بذلك لكي نستمع
بعمق يساوي اعماق البحر و نقول:
ممكن الهدوء لكي استمع بصفاء
و كأننا ملكنا الشيء الكثير بذلك الصوت
و كان منا من يزيد الأمر صرامة للوصول الى
العمق البحري الصحيح فتارة ينصح بتعديل وضع الصدفة
وتاره ينصح بقلبها راسا على عقب (تصاريح كالعادة)
و كل ذلك حبا في الوصول الى شيء من عبق البحر
و اليوم عندما تقع هذا ه الصدفه في يدي
ينتابني شعورالماضي و برأة الطفوله
و أُعبِّر في نفسي بتعبير اختلف كثيرا عن سابقة فأقول
لا اريد الاستماع فقط اني اريد البحر الحقيقي
و هذا حالنا مع ما نسمعه من تصاريح رنانه بشكل يومي على صحفنا
فقد كنا يوما ما نتطلع الى اي تصريح لأننا كنا نعلم
ان ما يُصرّح به سنراه في الواقع بأمر الله
و اليوم توالدت التصاريح بشكل كبير لدرجه اننا سئمنا الإستماع اليها
و التي يطيب لي هنا تسميتها
التصاريح الـبَـطِّـيّـه
فمن عجائب خلق الله ان البط ليس لصوتها صدى
و الحال كذلك مع تصاريح الكثير من المسؤلين
فلا صدى لكذبهم اقصد لتصاريحهم
بل إننا احيانا بتنا نخجل من بعض تصاريحهم
و نشفق على بعض المصرحين الذين كثرت تصاريحهم لدرجة انهم
يصرحون و ينكرون و يتهمون من صرح وإذ بهم يتهمون انفسهم
إننا كما نطمح الى البحر عند رؤيتنا للقواقع و الأصداف فإننا نطمح الى
العمل الفعلي
وليس
العمل الصوتي
فلا نريد من يخرج علينا و يقول لنا
إستمع إنه البحر