قرن الثعالب
* تحمّل رسول الله صلي الله علية وسلم كثيراً من الأذى بعد أن تطاول المشركون عليه باللسان وباليد مما اضطره للخروج من مكة، فذهب يدعو الناس في الطائف وقطع المسافة الطويلة بينهما سيراً على قدميه ومعه زيد بن حارثة لكن … سخر الناس منه حين دعاهم إلي الإسلام وكذّبوه ثم سلطوا عليه السفهاء والصبيان يسبونه ويرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه …
عندئذ دخل بستان لعبته وشيبة ابني ربيعة يحتمي به ودعا صلي الله عليه وسلم بدعائه المشهور: ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني ..؟ إلي بعيد يتجهمني … ؟ أم إلي عدو ملكته أمري … ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل عليًّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك … ) …
فلما رآه ابني ربيعة أرسلوا له قطفاً من عنب مع غلام نصراني اسمة عداس ، وعلم عداس أنه نبي فراح يقبل يديه ورجليه ورأسه … )
وبعد أن استراح النبي قليلاً قام ومعه زيد فساراً معاً حتى دخلاً مكان يسمي قرن الثعالب فرأى رسول الله صلي الله علية وسلم جبريل في السماء ومعه ملك الجبال ليأمره النبي صلي الله عليه وسلم بما شاء فقد سمع الله قول قومه له فأرسل له ملك الجبال ليأمره أن يطبق عليهم جبلي مكة إذا أراد ولكن رسول الله صلي الله علية وسلم عفا وأصفح وقال : بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ….
وبعد قليل … مراً أثناء الطريق على مكان يسمى وادي نخله فأقاما فيه أياماً يصليان ويقرآن القرآن وكان هذا المكان يسكنه الجن فلما سمعوا القرآن آمنوا به وذهبوا إلي قومهم ينذرونهم ويدعونهم إلي الإيمان بالله ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم ….
وفرح النبي بهذا الأمر وزال عنه الحزن الذي أصابه عندما خرج من الطائف مطروداً وعلم أن الله ناصره فصمم على العودة إلى مكة واستئناف الدعوة فيها فدخلها في حماية المطعم بن عدي.
وبعدما عاد رسول الله صلي الله علية وسلم إلي مكة أراد الله أن يخفف عنه الحزن والألم الذي يمر به في عام الحزن هذا فأسرى به ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى وهذه حادثة كبيرة جليلة رأى فيها النبي صلي الله علية وسلم من آيات ربه الكبرى …… { وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي الأمر ولوا إلي قومهم منذرين }…………….. ( الأحقاف : 29 ) ….