لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 22

الموضوع: "خيروبك"

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235

    "خيروبك"

    ------
    ظلام بهيم يجتاح غرفتي ، تسري في جسدي ليونة لم أعهدها من قبل. أتمدد على سريري فيلتف بعضي على بعضي.. يبرز رأسي من بين جسدي فأبدو ككوبرا تتربص بفريستها. أن أتحكم في جسدي بهذه الطريقة شيء مثير...

    أحدِّق في الظلام ولا شيء سوى هذا الطنين المزعج، الذي يعصفني عصفا.

    (هل أمتلكه؟)

    اللعنة..! ما هذا الذي يحدث؟ أشعر بالجوع .... الطنين يشتد، يجرني الفراغ لأحدق فيه وأتناسى الجوع والألم. أركّز.. ينبثق ضوء المدينة، يبهرني ما أرى: لوحات إعلانية: ماكدونالدز، ويلمرات، البيك، عبده هت، باسكن روبنز تقف أمامه حُسانة شقراء في يدها طبق من البنانا سبليت، يخرج لسانها ليتبختر فوق الطبق. آه... آه.. ما أروعها. يتلَّون لسانها بلون ما تبختر فوقه، البنيّ الفاتح. أعمل نظري عليها، تتنبه لوجودي، تبتسم، تشجعني ابتسامتها، اقترب منها:

    - ممكن أطلب حاجة!
    - آه، تفضل.
    - خايف تفهميني غلط.
    - لا، ولو. تفضل.
    وتمدّ بالطبق إلي فاتجه نحو نوعي المفضَّل. تبتسم، وجمال العالم يكسو محياها. أقترب.. تقترب. خاتم ذهبي يزداد بهاءً بموقعه في طرف سرَّتها الأعلى. أخرج لساني لموضع القِبلة. لسعة حارَّة تكويني، اللعنة. أبصق.
    عبده يغوث يطلُّ متأبطاً سيفه، عيناه تقدح شرراً.
    (وتضحك منِّي شيخة عبشمية).
    أغلق عينيَّ كإشارة مرور معطَّلة ملَّت الانتظار. أتألم. أتأوه (كأن لم تر قبلي أسيراً يمانياً).

    الطنين يشتد. سائل لزج برائحة نتنة يسيل بخيلاء على الجانب الأيمن من خدِّي متتبِّعاً التضاريس التي خلفتها عوامل التعرية متحدة مع الزمن. الطنين يشتد. أصرخ. لا أحد يكترث. افتح عينيَّ اللعينتان. الدكتور خيرو يقف أمامي:
    - خير، شو مالك تصرخ ؟!
    - أذني يادكتور. الطنين. الطبول. القبائل الأفريقية. عبد يغوث. ابن عباد (قربا مربط النعامة منِّي). الشعراء. اقطعها. ألقها للكلاب. يؤذيني ما توصله لي: (الشرق الأوسط الكبير، شارون، المهرجين، ابن لادن، أبو مصعب، منقاش). آه ياخيرو، كفاية.
    - لازمك عملية سريعة.
    هكذا قال، وهو يطلب فريق التخدير.
    يصل الفريق، الشقراء في المقدِّمة. أبتسم. تحمل في يدها المخدِّر. أضحك، تبدأ في حقني. أتجه لمخدِّر آخر. ماء دافئ يندلق. يتسبب في برودة أطرافي.
    - أوه.
    دماء، جنس، انفجارات، آر بي جي، آيس كريم.
    أفيق، أبحث عن ساعةٍ بدون توقيت.
    ينبجسُ ضوء ميكرفونات. وكالات أنباء. أسواق مالية. وول ستريت.
    خيرو يتصبَّب عرقاً... يقترب.
    - خير.
    يجيبني.
    - كلَّك خير يابيك. اكتشاف هائل في أذنك.
    قالها وعيناه تشع سعادة.
    - ما هذه الماسورة يادكتور، لا أستطيع التحرُّك.
    - أنبوب بترول ياشاطر، أذنك تمتلك نصف احتياطي العالم من البترول الخفيف.
    - معقولة؟!
    - طبعاً معقولة، وأفكر بالتنقيب في مكان آخر.
    - لاااا، هنا، لااااا.
    قلتها، وأنا أضع يدي على مؤخرتي.
    - وقِّع هذه الأوراق لو سمحت.
    - على ماذا أوقع يادكتور؟!
    - عقود تصدير مع شركات بترول عالمية، بعنا البرميل بمائتي دولار.
    - وهذه الورقة الصفراء؟
    - هذا طلب من منظَّمة أوبك للانضمام لعضويتها.
    - موافق يا خيرو، هات الورقة.
    - موافق كيف يازلمة؟!، تمتلك نصف احتياطي العالم وتوافق؟ أنت منظمة بحالها، وراح أسميك "خير بك".
    ترتفع أصوات مندوبي الوكالات والفضائيات. وينهي خيرو المؤتمر الصحفي متجاهلاً مندوب الفضائية اليمنية، الذي كان يصرخ.
    - نشتي نشتري تيه الجنّي. ونبزه لكوكبان.
    رجال أمن يقتحمون المكان. أسلحة رشاشة تشهر في وجه الدكتور خيرو، يلقون القبض عليه بحجَّة عدم امتلاكه امتياز للتنقيب عن النفط. توضع الكلبشات في يديه ويقاد خارجاً. أطلب من رجل الأمن ساندوتش كباب ، يرفض طلبي بغباء. يقررون تشكيل لجنة طبية للاعتناء بي باعتباري ثروة قومية. أنقل إلى موقع قريب من موانئ التصدير. تصدر اللجنة الطبية قرارات خاصة بي.
    أولاً: يجب أن يكون طعامي مكوناً من أحياء مجهرية بحرية
    Marine micro- organisms.
    ثانياً: التبرع بالأعضاء غير المفيدة في الاقتصاد الوطني، لذا يتم التبرع بلساني لزعيم قبيلة الزولو الأبكم.
    - آه، آه.
    أعيش تحت الأرض قريباً من الموانئ، أذني تزداد احمراراً ومؤخرتي تتَّسع، وأنا أحلم بسندوتش كباب.

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ديوانك وطني
    تاريخ التسجيل
    10 2004
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    9,432

    رد : "خيروبك"

    ياله من نص ثري ..

    اختزل كل ما يمكن أن يقال و مالا يمكن أن يقال ..


    كاتبنا الكبير مسعد الحارثي ..


    عبور نصك هذا كعبور أرض مرصوفة باللغم ..

    لا مفر من أن نغادره أشلاء وعلى ظهورنا ..


    أيها المبدع مسعد الحارثي ..

    لك مني كل التقدير والتحية ..

  3. #3
    Status
    متصل

    الصورة الرمزية أبوإسماعيل
    المشرف العام
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    الدولة
    صامطة
    المشاركات
    28,312

    رد : "خيروبك"

    يالها من قصة

    نص موغل في الرمز

    يبعثرك تارة

    ويجمعك تارة

    تصل نهايته

    وأنت محدق في بدايته

    تحاول الخروج منه متعثرا فلا تستطيع

    تعود إلى آخر مرة كنت كتلة واحدة

    فلا تجدها . . .



    الرائع مسعد

    لم يعبث بفكري شيء كهذا قبلا

    الرائع مسعد

    ما نوع هذا الفن ؟

    أين يصنف ؟
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : "خيروبك"

    هذه القصة الرائعة

    ترسم لنا ملامح نخشى ان نراها ..بسبب خوفنا

    ترسمنا على حقيقتنا المجردة


    تعطينا الانطباع الحقيقي عن وجودنا هنا ...



    مسعد الحارثي دمت مبدعا في كل شئ ...



    مع حبي
    القبس

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235

    رد : "خيروبك"

    ديوانك وطنى
    ابو اسماعيل

    عبدالله الحلوى

    اشكر لكم مروركم .

    وبعدين ياجماعة الخير تراه حلم . حلم.

    تصدقون هاذى الأيام شغال احلام واحد ورا الثانى.

    عسى ماتكونون مثلى؟

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : "خيروبك"

    اذا تبي الصدق


    انا احلم اوان صاحي ...


    بس ياليت يطلع معاي حلم زي حلمك هذا ...



    تسلم ياسيدي ...انت واحلامك




    مع حبي
    القبس

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235

    رد : "خيروبك"

    عبدالله الحلوى


    احلام اليقظه لولاها لمات نص الشعب

    خلينا نحلم يابو عابد وحنا نايمين وحنا صاحين.

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : "خيروبك"

    أولاً: يجب أن يكون طعامي مكوناً من أحياء مجهرية بحرية
    Marine micro- organisms.
    ثانياً: التبرع بالأعضاء غير المفيدة في الاقتصاد الوطني، لذا يتم التبرع بلساني لزعيم قبيلة الزولو الأبكم.

    اخي مسعد ...

    لفت انتباهي هذا المقطع واحببت ان اسمع تعليقك عليه ان امكن ...؟



    انتظرك ............




    مع حبي
    القبس

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية صدى صامطة
    بإنتظار تأكيد البريد
    تاريخ التسجيل
    05 2005
    الدولة
    الجـــرادية
    المشاركات
    1,527

    رد : "خيروبك"

    نص أدبي يحاور العقل الظاهر والباطن

    أبدعت كاتبنا إذ حركت عقولنا بقلمك

    فشكرا جزيل لك من كل عقولنا




    في زمن اختلطت فيه المعالم والعوالم نعيش فيه الواقع المتقلب كما عوامل الطقس المتقلبة

    حتى في النوم تظل تتقلب

    حلمك جميل كاتبنا الكبير

    لكنه كوابيس مؤرقة لنومك


    معالم الحياة البورصة الرياح السيارات كل شي يسير بسرعة

    سباق صراع

    من سيغلب من ؟

    من نشجع هل نظل متابعين أم نخوض خضم المعركة

    تردد تفكير ضعف قوة


    زاد الصداع فزادوا قوة البندول

    وبرغم كل ذلك

    يظل منظر الكرة الأرضية يرى من خارج الكون

    كما هو بلا تغير أزرق جميل

    ألا ترى كاتبنا

    بأن نحلم بها بذلك المنظر الجميل من بعيد ونترك التعمق ؟؟؟؟؟





    وافر الود لك كاتبنا مسعد الحارثي



    صدى صامطة

  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235

    رد : "خيروبك"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الحلوي

    اخي مسعد ...

    لفت انتباهي هذا المقطع واحببت ان اسمع تعليقك عليه ان امكن ...؟



    انتظرك ............




    مع حبي
    القبس

    اخى عبدالله اكيد دارس جولوجيا.

    هذه الكائنات يا بو عابد هى اساس النفط او من مكوناته.او تساعد فى وجوده

    يعنى اذا اكل اربعة ايام ممكن انتاج العالم كله يكون فى..........
    بس الوالده الله يخليها تقول يخسون هم والكاينات حقتهم البترول

    من عند الله مثل النيل فى مصر.
    لسان الزولو هو لسان الزولو. هو البيه يشتغل فين.
    اعداد الروايه عند الدكتور حمود.

    لازلت انتظر مكالمتك بس خليها فى العيد بدون تحديد السنه.
    لك احترامى.

  11. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235

    رد : "خيروبك"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صامطة
    نص أدبي يحاور العقل الظاهر والباطن

    أبدعت كاتبنا إذ حركت عقولنا بقلمك

    فشكرا جزيل لك من كل عقولنا




    في زمن اختلطت فيه المعالم والعوالم نعيش فيه الواقع المتقلب كما عوامل الطقس المتقلبة

    حتى في النوم تظل تتقلب

    حلمك جميل كاتبنا الكبير

    لكنه كوابيس مؤرقة لنومك


    معالم الحياة البورصة الرياح السيارات كل شي يسير بسرعة

    سباق صراع

    من سيغلب من ؟

    من نشجع هل نظل متابعين أم نخوض خضم المعركة

    تردد تفكير ضعف قوة


    زاد الصداع فزادوا قوة البندول

    وبرغم كل ذلك

    يظل منظر الكرة الأرضية يرى من خارج الكون

    كما هو بلا تغير أزرق جميل

    ألا ترى كاتبنا

    بأن نحلم بها بذلك المنظر الجميل من بعيد ونترك التعمق ؟؟؟؟؟





    وافر الود لك كاتبنا مسعد الحارثي



    صدى صامطة

    صدى صامته
    كلنا صدى
    حياتنا صدى
    وموتنا صدى
    قد يأتى يوم نكون فيه نحن.
    فهمتى شى
    والله حتى انا مافهمت.
    صامطه من جيزان.
    جيزان الفكر
    جيزان الأدب
    جيزان الأنسان
    ليتهم يعرفون ذلك.
    وانتى من صامطه قلمك يقطر اسئله حائره من الم جاثم.

  12. #12
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : "خيروبك"

    انتظرني فانا متعب والعين تحتاج لغمض ...

    اسف جدا اسف يا مسعد اخوك في حد السقوط ...



    تحياتي وشكرا على التعليق ...




    مع حبي
    القبس

  13. #13
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية صدى صامطة
    بإنتظار تأكيد البريد
    تاريخ التسجيل
    05 2005
    الدولة
    الجـــرادية
    المشاركات
    1,527

    رد : "خيروبك"

    مسعد الحارثي شكرا لردك




    لكن لا أدري لم أنثت ( الصدى )

    أخشى أن يغضب فلا يرد إلينا أصواتنا التي نطلقها نحوه

    أعتقد
    أن الصدى له حق أن يغضب منا جميعا




    لأننا دائما نرفع أصواتنا في وجهه

    لكنه مؤدب يرد الصوت إلينا بنبرة هادئة





    وتحيااااااااتي




    صدى صامطة

  14. #14
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية فراس
    مستشار إداري
    تاريخ التسجيل
    06 2003
    المشاركات
    4,009

    رد : "خيروبك"

    العزيز مسعد

    مايلفت انتباهنا التجديد الذي دائما ماتتحفنا به
    وكذلك قربك من البحر يزيدك تالقا


    النص ساحر
    والفكرة حديثة

    ولك علينا الانحناء


    تحياتي

  15. #15
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235

    رد : "خيروبك"

    اكره البحر ياصديقى فراس.
    البحر التهم ساق عمى.
    كان فى رحلة غوص
    بحثا عن اللؤلؤ لم يصتد
    المحار الذى ذهب من اجله
    القرش كان اسرع منه والتهم
    ساقه.
    لاتذهب بعيدا اخى فراس
    جيد زوجته لم يكن محتاجا
    فى نظر عمى لطوق من
    حبات اللؤلؤ، افواه ابناؤه
    الجياع كانت الهاجس الأكبر
    فى حياته.
    كان يحب الرقص.
    واصل الرقص.
    على قدم واحده.
    ورث ابناء عمى حب
    الرقص من والدهم.
    انهم يرقصون ياصديقى
    ولكن بدون اقدام.

    لك محبتى يافراس

  16. #16
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية صدى صامطة
    بإنتظار تأكيد البريد
    تاريخ التسجيل
    05 2005
    الدولة
    الجـــرادية
    المشاركات
    1,527

    رد : "خيروبك"

    مسعد الحارثي

    لا زال تساؤلي

    مصغيا لأي صوت

    علها الإجابة

    رغم كل الضجيج






    وتحياااتي




    صدى صامطة

  17. #17
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235

    رد : "خيروبك"

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صامطة
    مسعد الحارثي شكرا لردك




    لكن لا أدري لم أنثت ( الصدى )

    أخشى أن يغضب فلا يرد إلينا أصواتنا التي نطلقها نحوه

    أعتقد
    أن الصدى له حق أن يغضب منا جميعا




    لأننا دائما نرفع أصواتنا في وجهه

    لكنه مؤدب يرد الصوت إلينا بنبرة هادئة





    وتحيااااااااتي




    صدى صامطة

    صدى صامده

    راحت وجت
    على تأنيث
    الصدى
    نحن فى زمن العولمه
    ياصديقى
    بلدان
    أنثت
    مابالك
    بصدى.
    على فكره عمرك شفت الصدى.

  18. #18
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية صدى صامطة
    بإنتظار تأكيد البريد
    تاريخ التسجيل
    05 2005
    الدولة
    الجـــرادية
    المشاركات
    1,527

    رد : "خيروبك"

    تسعدني محاورتك مسعد الحارثي

    وقفة شكر لك على كلماتك



    تصدق كاتبنا الكريم مرة شفت الصدى


    نعم شفته بعيني

    وكان حزينا على أصوات العرب

    يقول إنه لم يعد يسمعها كما كان قديما






    وتحياتي إليك




    صدى صامطة

  19. #19
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية مسعد الحارثي
    أديـب وكـاتب قصصي
    تاريخ التسجيل
    03 2004
    المشاركات
    235

    رد : "خيروبك"

    سرد الحلم في القصة عموماً أسوب ذكي ومراوغ للتخلص من منطقية الحدث أولاً ، وثانياً لتمرير ما لا يمكن تمريره بصورة هذيان وهلاوس تحت ضغط الواقع المعيش . ومباشرة السرد بلسان بطل القصة (السارد العليم كما يصفه أرباب النقد) أعطى الحدث أهمية كبرى ولم يغفل بقية عناصر القص الأخرى بل وظفها لصالح الحدث . والحدث حسب رأيي لم يكن بسذاجة حلم عابر قد يحلمه أي منا ، وإنما هو ما يكمن من تداعيات أدت إلى هذا الشكل من الهذيان كمعادل موضوعي لحالة استلاب قصوى يعيشها مواطن مسحوق .. وإمعاناً في هذا السحق المقنن كما نلاحظ في النص عمد صديقنا (مسعد الحارثي) إلى تجريد بطل قصته من اسمه وكأنه يشير إلى شعوب بأكملها تعيش حالة مشابهة تماماً لحالة بطل القصة ؛ إلا إن هذه الحالة ، حالة بطل هذه القصة بدأت بشكل مغاير للمعهود قبل بداية الحلم رغم أنها اندغمت فيه – في الحلم – حد التماهي لاحقاً . فبطل كهذا .. مسحوق .. مهمش متألم (مريض) .. جائع .. يحلم بـ (ساندويتش كباب) .. أول ما يبدأ به حلمه هو لوحات إعلانية لمطاعم ، وهنا مفارقة لافتة ؛ لا يمكن أن تسري في جسده "ليونة" قادرة على تصوير ما ذهب إليه الكاتب . فإن كان هدف الكاتب (مسعد الحارثي) أن يلفت نظر المتلقي لحالة نحول جسد بطله عبر تصويره بأنه يستطيع ، أو بمعنى أصح استطاع فعلاً أن يلتف على نفسه كـ (كوبرا تتربص بفريستها) فإن مفردة "ليونة" قد خانته هنا ولم تعبر بالقدر الكافي عما يريد أن يوصله للمتلقي خصوصاً وأن التشبيه بالكوبرا التي تتربص بفريستها يجبر المتلقي على تصور حالة أخرى مغايرة تماماً وهي حالة التشنج والشد العصبي والاستعداد للانقضاض .. فهل كان بطل (مسعد الحارثي) هنا هيأ نفسه مسبقاً لهذا الحلم واستعد له وعاشه صحواً قبل أن يعيشه حلماً .
    أجد نفسي بين أمرين لا ثالث لهما .. إما التسليم بأنه كان حلماً مع سبق الإصرار والترصد .. أي أن البطل وضع في اعتباره هذا الحلم قبل أن يحلمه ، وإما أنه لم يكن حلما بالمعنى المعروف للحلم وإنما كان مجرد حلم يقظة أراد (مسعد الحارثي) أن يوهمنا به ويجرنا لتقبل أحداثه. وهنا لن يكون الحلم هو حلم السارد/ البطل وإنما حلم الكاتب نفسه ألبسه عنوة لبطل قصته.

    يصدمني السؤال : (هل أمتلكه؟) ،، ثم أجد نفسي في صراع معه !!.
    لا أطلب من الكاتب سواء (مسعد الحارثي) أو غيره أن يجيب على سؤال مطروح في نص ، وإنما أؤمن بأهمية أن يطرح سؤال كهذا في نص يشتبك اشتباكاً مباشراً مع المتلقي ، حتى وإن عجز المتلقي – كما عجزت أنا – عن استجلاء إجابة واضحة من خلال النص .. السؤال وحده ثقافة / مقولة ، تعادل ما يريد أن يقوله النص . فليس بالضرورة أن أمتلك شخصياً ما أحلم به .. الامتلاك هنا لا يعني حسبما أفهم الجانب الشخصي إذا أخذت بعين الاعتبار تجريد الكاتب لبطل قصته من اسم .. الامتلاك هنا حق شعوب مهمشة . شعوب تشعر بالجوع وهي ترى أمامها ثرواتها تدخل في جيوب أدعياء ووصاة ودخلاء وعمولات لماركات عالمية بما فيها (عبده هت)
    سؤال الامتلاك الذي طرحه الكاتب أعقبه مباشرة بوصف شعور بطله بالجوع مع اشتداد الطنين والألم والتحليق في فراغ سحيق لافت بحيث يتناسى فيه جوعه وألمه .. ولعل فراغ قادر على إنهاء غرائز الجوع والألم أو على الأقل تنحيتها جانباً بمجرد التحديق فيه هو فراغ / سؤال جديد لا يقل أهمية عن سؤال الامتلاك يطرحه المتلقي على نفسه بإيعاز ذكي جداً من الكاتب .. الكاتب لا يريد أن يطرح كل الأسئلة وإنما يريد أن يشاركه المتلقي في ذلك ، وقد نجح باعتقادي إلى حد كبير .. على الأقل معي أنا كواحد من مجموع المتلقين .


    يبدأ حلم السارد ، أو إذا اقتنعنا بما سبق نقول .. يبدأ الإيهام بالحلم من (ينبثق ضوء المدينة، يبهرني ما أرى) .. ومهما يكن هذا الإبهار فإنه ليس بقوة ولا بجبروت فعل طاقة الجر إلى التحديق في الفراغ (يجرني الفراغ لأحدق فيه) رغم إنه – فعل الإبهار أقصد – أحد تداعيات هذا التحديق وربما نتيجته الدالة على ما سيأتي .. ففي مقابل حالة جوع وألم أراد أن يصرفنا عنها الكاتب مؤقتاً نجد هذا التحديق ينصب على أمر آخر تمثل في حسناء الباسكن روبنز وطبق البنانا سبليت وخاتم السرة الذهبي وموضع القِبلة وصدمة الإفاقة على بيت (عبد يغوث الحارثي) "وتضحك منِّي شيخة عبشمية ... كأن لم تر قبلي أسيراً يمانياً" .. هذه الصدمة التي أخذت من البيت الشعري كل دلالاته ووظفتها لصالح نهاية مشهد من مشاهد هذا الحلم جاءت بمكانها الصحيح وقد استفاد منها (مسعد الحارثي) في اختصار الكثير من الكلام عبر إحالة ذكية أخرى تحسب له باقتدار ، وهذا أهم ما يمكن أن يستفيده أي كاتب من موضوع التناص مع منجزات سابقة عبر توظيفها مثل هذا التوظيف الناجح . ونجاح الكاتب هنا لم يأت من فراغ أو من مجرد استعارة بيت شعري وإدراجه في نص سردي وإنما عبر (تفكيك) هذا البيت والاستفادة من دلالة شطره الأول في الإحالة على انتهاء هذا الجزء من المشهد ، وتوظيف شطره الثاني للإحالة على نتيجة هذه الصدمة على شعور البطل.

    يبدأ الجزء الثاني ، أو المشهد الثاني من حلم السارد على تداعيات الطنين ومحاولة إيجاد خلاص من حالة أصبحت لا تطاق ، فهذا الطنين لا يتوقف عند حد وكأنه أحد اللواقط أو المجسات الإلكترونية المنتشرة في هذا الفضاء .. غير أن لواقط ومجسات بطل (مسعد الحارثي) غير متخصصة ، واختلط عليها مجموع ما يُبث . وهنا أجد (مسعد الحارثي) يتفوق على نفسه عبر انتهاج تقنية سرد أراد له أن يكون لاهثاً :
    1- [ الطنين يشتد. سائل لزج (...) الطنين يشتد. أصرخ. لا أحد يكترث... افتح عينيَّ (...). الدكتور خيرو يقف أمامي:]
    2- [ - أذني يادكتور. الطنين. الطبول. القبائل الأفريقية. عبد يغوث. ابن عباد (قربا مربط النعامة منِّي). الشعراء. اقطعها. ألقها للكلاب. يؤذيني ما توصله لي: (الشرق الأوسط الكبير، شارون، المهرجين، ابن لادن، أبو مصعب، منقاش). آه ياخيرو، كفاية.]

    نلاحظ أن الفقرة الأولى جاءت أقل حدة ، وكأن الكاتب أراد أن يهيء ذهنية المتلقي لهذا التسارع في وتيرة السرد إلى أن يصل به حد اللهاث في آخر مفردة من الفقرة الثانية ، فوضع له حداً بمفردة (كفاية) .. فالحالة أصبحت تستدعي تدخلاً خارجياً للخلاص بعد أن يأس من إيجاد حالة خلاص نفسي / ذاتي .
    نجد أيضاً أن وتيرة السرد تذبذبت فيما بعد بين انسيابية مقبولة نوعاً ما في الحوار بين البطل والدكتور ، وتسارع يصل إلى حد اللهاث – مرة أخرى – في سرد تداعيات انتظار هذا الخلاص بوصول فريق التخدير وما تبع ذلك من وصف شعور البطل أثناء العملية الجراحية والإفاقة .

    يبدأ الجزء الثالث من المشهد بانتهاج أسلوب مغاير في الكتابة ، فقد وظف الكاتب ما يُعرف بالكتابة الساخرة أو بـ (الكوميديا السوداء) أساساً لهذا المشهد ، وهذا مَخرَج جميل جداً فعبره يستطيع الكاتب سرد ما لا يمكن سرده في أي أسلوب كتابة آخر .. وقد نجح أيضاً في جر المتلقي لتقبل هذه النقلة دون أن يشعره بانتقال الأسلوب أو تغيره عما سبق عبر مواصلة الحلم بانزياح آخر ولكن بنفس لهاث السرد السابق :
    دماء، جنس، انفجارات، آر بي جي، آيس كريم.
    أفيق، أبحث عن ساعةٍ بدون توقيت.
    ينبجسُ ضوء ميكرفونات. وكالات أنباء. أسواق مالية. وول ستريت.
    خيرو يتصبَّب عرقاً... يقترب.
    - خير.
    يجيبني.
    - كلَّك خير يابيك. اكتشاف هائل في أذنك.

    وهذا الاكتشاف الذي أتى بصيغة جواب من الدكتور هو أساس هذه النقلة في أسلوب الكتابة ، ولو فكر مسعد الحارثي مثلا بأي صيغة أخرى فلا أعتقد أنه سينجح مثل هذا النجاح ولظهر العمل وكأنه مركب فوق بعضه بصورة ستلفت انتباه المتلقي من القراءة الأولى وسيشعر بها .. سيشعر أنها مصطنعة وغير قابلة للهضم .

    تقاسم السرد والحوار هذا الجزء من المشهد كردود أفعال طبيعية لشخوص القصة ، الأول مازال يحلم بساندوتش كباب ويريد أن يحقق حلمه حتى لو كان الثمن إهدار هذه الثروة بانضمامه إلى منظمة الأوبك ، والثاني الدكتور الحاذق جداً الذي يعرف متطلبات السوق وشروط الاحتكار ويريد أن يستحدث له منظمة جديدة مستقلة تنافس الجميع ، فيدخل هذه المعادلة طرف ثالث يرى أنه أحق بهذه الثروة فيستولي عليها ... ويبقى المواطن (أو الوطن ككل، حسب بعض تهيؤاتي) حتى بعد نقله والاعتناء به وتشذيبه من الزوائد غير المرغوب فيها (كاللسان مثلاً) يحلم بساندوتش كباب رغم امتلاكه كل هذه الثروة .




    * * *



    رموز الهذيان في النص :

    استطاع مسعد الحارثي أن يراكم كمية كبيرة من اللقطات لو اجتثثناها من سياقها لن نحصل على أي رابط بينها ، ولكن لأنها موظفة توظيفاً دقيقاً ومخرجة إخراجاً لا أبالغ لو قلت أنه وصل حد الإخراج السينمائي المتقن سنكتشف عندها أنها لم تكن بهذه الصيغ اعتباطاً وقد وزعها الكاتب في أربع مجموعات رئيسية :

    المجموعة الأولى:
    كانت أشبه بفلاشات إعلانية فرضتها طبيعة سرد الحلم وتداعيات الجوع والألم ويمكن حصرها بالتالي : (ماكدونالدز، ويلمرات، البيك، عبده هت، باسكن روبنز) . وأستطيع أن أسميها المجموعة البصرية . ورغم أن الرابط المشترك لعناصر هذه المجموعة انتجته غريزة الجوع (الجوع بجميع أشكاله وغرائزه) إلا أن البطل لم يستطع أن يشبع بعض غريزته ولو بلحسة من طبق البنانا سبليت أو طبق (السّرّة) لا فرق وهو المهمش والمحروم من كل متع الحياة . وحتى عندما فكر بذلك ، واقترب ، وكاد أن يفعلها نجد أن عبد يغوث الحارثي يشهر سيفه في وجهه وينهره .

    المجموعة الثانية :
    أستطيع أن أسميها المجموعة الصوتية ويمثلها :
    (الطنين. الطبول. القبائل الأفريقية. عبد يغوث. ابن عباد . الشعراء) باعتبار أن ما صدر عن عبد يغوث الحارثي وابن عباد والقبائل الإفريقية والشعراء عموماً أصوات حروب وزجر ووصاية .

    المجموعة الثالثة :
    وهي مجموعة التغييب أو المجموعة المعنوية .. الميديا والإعلام الموجَّه بفتح الجيم ، والموجِّه بكسرها ؛ أو مجموعة المهرجين حسب تعبير الكاتب :
    (الشرق الأوسط الكبير، شارون، المهرجين، ابن لادن، أبو مصعب، منقاش) ، وهذه المجموعة تشترك عناصرها بكونها أداة تغييب تحاول طمس حقائق وترويج أخرى بديلة . ليست أدوات تغييب ذاتية المنهج ، ولكنها ممنهجة مسبقاً ومفروضة من الخارج على وعي الإنسان البسيط .

    المجموعة الرابعة :
    مجموعة المتناقضات :
    (دماء، جنس، انفجارات، آر بي جي، آيس كريم / ميكرفونات. وكالات أنباء. أسواق مالية. وول ستريت.) وقد حشدها الكاتب هنا تعبيراً لحالة غير خاضعة ليقين معين كونها حدثت في زمن الإفاقة ، ليس الإفاقة من الحلم ، ولكن الإفاقة من العملية الجراحية بصورة هذيان طبيعي ، بينما غير الطبيعي وما يدخل في صلب الأسلوب الساخر هو ما تبعها من مشاهد متلاحقة حتى نهاية الحلم في القصة ، وإلا حقيقة الحلم لم تنته بعد .



    * * *



    خاتمة :

    لم يكن بطل مسعد الحارثي في هذه القصة – حسب رأيي – مواطنا بل وطنا بكامله ، وسؤال الامتلاك الذي جاء مبكراً وصادما للمتلقي جاء لا لكي يشتبك مع المتلقي في بداية النص كما توهمت أنا في البداية ، وإنما جاء كاشفاً لجزء كبير ومهم من العمل ، وأعتقد أن مسعد الحارثي وضع سؤاله هنا بكثير من الإدراك أحسده عليه كي لا يضيع مثل هذا السؤال بين ثنايا تداعيات ساخرة جداً قد لا ينتبه لها المتلقي وهو يرى نفسه أحد أبطال هذه السخرية القدرية ، فأراد أن يبدأ به . لا أقول ذلك لأنني أريد أن أحمل مسعد الحارثي بعض أفكار شخصيات عمل أدبي ، وإنما أقول ذلك لحقي في استجلاء فكر كاتب مسؤول عن عمل قدمه .

    يبقى أنني لم أنته من النص حتى الآن ، ولكنني لن أعود إليه مضيفاً وإنما سأعود إليه قارئاً مستمتعاً .


    أحمد العلي

    --------------------------------------------------------------------------------

  20. #20
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    رد : "خيروبك"

    بطلٌ يحمل بين جنباته هموم ملايين البشر ..

    يحمل قلوبا تخفق

    وهموما تسير على الارض وكأنك ترى الهم يسير كالبشر ..ويشعر بكل شئ كما يشعر حامله ..

    صدق الكاتب ان البطل هو الوطن والوطن الاخر في حلمك ...


    سيدي مسعد يشهد الله انه لقدرٌ جميل سعيد مبتسم وضعنا في قائمة اهتماماتك ...

    شكرا لك من الاعماق ...


    مع حبي
    القبس

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •