السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى كل أب وأم لديهم أولاد وبنات تجاوزت أعمارهم الــ 12
أو انتقلوا من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة المتوسطة
هذا الموضوع يعني لهم الكثير والكثير .
هناك مقولة تقول: إن الطريقة التي يرى بها المراهق نفسه هي من أهم عوامل نجاحه أو فشله في الحياة، فيجب أن نعطي المراهق قدرًا من احترام الذات ليكون إنسانًا ناجحًا في المستقبل.
وفي بداية الحديث عن الثقة أقترح أن يكتب كل واحد منا أربعين صفة حسنة يراها في نفسه وعشرين صفة سيئة، فنحن عندما ننظر للمرآة نرى الشكل الخارجي لنا حيث نرى الأنف والعينين والشعر والأذن والفم والشكل العام، وكل منا يستطيع أن يصف نفسه وجسمه ووضعه بشكل معين..
والمفترض ألا أحتاج لأحد يقول لي ماذا أنا ؟
اكتب ما تراه في نفسك، اكتب كيف ترى جوهرك هل أنت صالح.. تشعر بالذنب.. تشعر أنك ناجح.. تشعر أنك فاشل.. تشعر أنك عصبي.. تشعر أنك تحب نفسك.. صاحب أهداف وخطوات..
عندما لا يرى ابني غير عيوبه فإن هذا يقلل من ثقته بنفسه .
وانتبه أن الابن يعرف ذاته عن طريق ردود أفعال أبيه وأمه، فإذا كان والداه يشعرانه بالذنب سيكبر وهو يشعر بالذنب حتى لو كان ناجحًا .
وإذا رُبي هذا الولد على الإيحاء أنه غير قادر على الاعتماد على نفسه فإنه سيظل هكذا طوال عمره ولن يستطيع الاعتماد على نفسه .
إن الثقة لا تُزرع بالأفعال فقط وإنما أيضًا بالتعاملات والإحساس الذي نوصّله لأبنائنا..
وأذكر ولدًا عمره 15 سنة يقول: إنني أرى في عين أبي قلة الثقة فيّ، فهو لا يجعلني أتحمل أي مسئولية، قلت له أريد أن أعمل عندك في الصيف في مكتبك، ولكن أبي رفض، وسمعته يقول لماما: إنه لا يُعتمد عليه، كيف علم ذلك وهو لم يجربني؟!
في كثير من الأحيان نحن نقيد أولادنا ونجعلهم صورًا وأشكالاً دونما محتوى، ومهم جدًا أن يكتب كل أب وأم ما هي عيوبهما، حاسب نفسك واعرف عيوبك ومحاسنك.
قل لابنك: لديك عشرة عيوب فقط لكنك تمتلك خمسين صفة حسنة وبهذه الصفات الحسنة تستطيع أن تُصلح العشرة.
ونذكر قصة مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف في مبدأ الثقة وهو مبدأ واضح المعالم عند شبابنا الذين كانوا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، وهذا ليس لوجود الرسول بينهم وإنما من ربوهم كانوا يتصرفون بتلقائية وكانون يزرعون فيهم المفاهيم التي تعطيهم قدرًا من الثقة..
لقد كانت رؤية آبائهم وأمهاتهم واضحة، لقد كان الآباء ينفسون عن أبنائهم ويرونهم في بعض الأوقات أفضل منهم، والقضية ليست قضية الجهاد وإنما قضية أطفالنا في الإسلام..
لقد كان هناك دافع دفع هؤلاء الأولاد أن يصنعوا ما صنعوا في أي مجال من مجالات حياتهم وذلك لوجود أم توضح المفاهيم وتترك لهم حرية الاختيار والتصرف..
ولنا في قصة لولدين خرجا من بيتهما ليجاهدا في سبيل الله ويقتلا ذلك الرجل الذي يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء وهو "أبو جهل".. ولدان تحمّلا المسئولية وكان لديهما الثقة في نفسيهما.. لقد اندفع هذان الولدان المراهقان للمعركة فيقول سيدنا عبد الرحمن بن عوف: بينما أنا واقف في بدر في الصف فوجدت عن يميني ولدًا من الأنصار فقال لي: يا عماه هل تعرف أبا جهل؟ قلت له: نعم أعرفه، ما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: إني خُبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا.. يقول سيدنا عبد الرحمن بن عوف فغمرني قشعريرة فنظرت الناحية الأخرى فعاود الآخر نفس مقولة الأول فقال له: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت: نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: إني خُبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فغمرني قشعريرة حتى إذا ما شاهدت أبا جهل، فقلت: بغيتكم، فلم يترددا وانطلقا فابتدراه فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: أيكما قتله؟ قال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال صلى الله عليه وسلم: مسحتما سيفيكما، قالا: لا، فنظر صلى الله عليه وسلم في السيفين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلاكما قتله.
نريد أن يكون لدينا نظرة جديدة في قصص الصحابة وأبناء الصحابة بمنظور نفسي واضح، ففي قصة هذين الولدين.. أين خوف الأم؟ لقد ذهب كل الخوف لأن الهدف أسمى ولأنها وثقت بأولادها.
مثلها كمثل المسلم
ولدينا موقف وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الصحابة: إن من شجرة البوادي شجرة لا يسقط ورقها وإنها كالمسلم، فحدثوني ما هي؟ يقول سيدنا عبد الله بن عمر: فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، ثم ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها النخلة..
فلما علم سيدنا عمر بن الخطاب أن ابنه كان يعرف جواب سؤال النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ما منعك أن تقولها؟ لو كنت قلتها لكان أحب إليّ من كذا وكذا.
لقد أراد عمر وهو الأب أن يعلّم ابنه أن الشجاعة والمبادرة في إبداء الرأي شيء حسن، وأنه يريد أن يسمع ابنه ويفتخر به وهو على الصواب.. هذه هي الثقة.
وهناك دراسات تقول إن 80% من حجم مشاكل المراهق في عالمنا العربي والإسلامي نتيجة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وحلهم للمشاكل.
يجب أن نزرع في أولادنا الثقة بالذات، ويجب أن يقل الخوف والقلق الزائد من الآباء على أبنائهم.
كيف تعيد الثقة لابنك؟
1 - حب ابنك واقبل ابنك المراهق كما هو
قبل الإصلاح وقبل التوجيه وقبل النقد عليك أيها الوالد أن تحب ابنك، واعلم أنه إن كان ولدًا غير صالح فهو قدرك، ولابد أن تستشعر بالرضا من الله تبارك وتعالى أن الله قد رزقك هذا الابن وبناء على هذا الرضا سينبع حبك لابنك..
اقبل ابنك وحبه أكثر من ابن الجيران ومن ابن أخيك ولا تقارنه كثيرًا بمن هو أفضل منه، لأن نظرة المقارنة ونظرة الذم عندما تكبر مع الولد لن يستطيع أن يحقق ذلك الولد أي شيء، وأنا أقابل مراهقين يقولون لي: بابا لا يحبني ولا يقبلني، أنا أرى ذلك في عينيه وأسمعه يتهامس مع والدتي أنني مخيب لأمله.. أنا أشعر أنني لن أحقق له ما يريده.. بالرغم - والله يا دكتور- أنني لست سيئًا.. أنا لديّ إمكانيات وقدر من الإبداع لكنه لا يريد أن يكتشف هذا فيّ.
2- لاحظ دائمًا جهد ابنك المراهق وإن قلّ جهده
يجب أن يدرك الوالدان أن عملية التغيير في المراهق تكون بطيئة وتحتاج إلى شهور وربما أعوام ليحدث التغيير، وهذا التغيير يحتاج جهدًا؛ لذلك لابد أن تلاحظ كل متغير جديد للأفضل عند ابنك، فالولد الذي لم يكن يصلي تمامًا إذا صلى بعدم انتظام فهو شيء جيد لأن عدم الانتظام في الصلاة أفضل من تركها تمامًا، وإذا تطور هذا الولد فكان يصلي كل الصلوات ولكن ليس على وقتها فقد تحسّن نحو الأفضل، والأمر نفسه في الجانب الدراسي، وهكذا.
إذن يحب أن نلتفت إلى جهد المقل، وهذا أمر مهم في التعامل مع المراهق وغيره، فالزوجة عندما تتزين لزوجها بوضع حلق صغير أو زينة معينة صغيرة فإنها تريد أن يلتفت زوجها لما فعلته لكن في الحقيقة كثير من الأزواج لا يرون هذا، وهذا يُحدث خيبة أمل عند الزوجة، ونفس الأمر مع المراهق إذا لم يلتفت أحد لجهده ستحدث له خيبة أمل.
3- قدِّر ما يقوم به ابنك
والتقدير أمر والملاحظة أمر آخر، فالملاحظة تكون بالنظرة وبأسلوب الكلام والحوار بأن تقول له كلمة وسط حوار طويل منها يعلم الابن أنك تلاحظ أن ابنك مهما فعل من جهد قليل.
لابد أن تقدر ابنك إذا فعل ما هو حسن..
وأذكر اثنين من الشباب في الصف الأول الإعدادي في أحد المدارس قاما بعمل مسابقة وهي مسابقة بسيطة عبارة عن أنّ من يضع علب المياه الغازية وهي ما تعرف (بالكانز) فوق بعضها دون أن يُسقطها هو الفائز، واستطاع أحدهما وضع عشرين علبة وأثناء لعبهما جاء أحد المدرسين وقال لهما: ما لعب الأطفال هذه؟ وسخر منهما ولم يقدّر ما يفعلانه..
وهذا ما أقوله وهو أنه يجب أن تقدّر كل شيء يفعله ابنك حتى لو كان فوزه في مسابقة أنت تراها بسيطة أو تعتبرها تافهة.
وأذكر أيضًا أمًا جعلتني أتخذ موقفًا منها لأن ولدها قد أعجبني فيه طريقة تعامله، وهذا الولد كان يريد أن ينتقي كلبًا ويضعه في حديقة منزله وهو أمر شرعي لأن الكلب سيكون خارج المنزل لكن الأم تنتقد انتقادًا شديدًا تعلق الابن بهذا الكلب، وكيف أن كل كلامه أصبح في أنواع الكلاب وحياتها وما إلى ذلك، وأن هذا أصبح كل اهتمام ابنها، وأنا لا أعلم لما تنتقده فربما تكون هي مهتمة بشيء مثل الموضة أو الدين أو غيرهما من الأمور المختلفة..
وذات مرة كان الولد يتكلم فضحكت الأم ضحكة استخفاف وقالت لن نصلي مغربًا ولا عشاءً ولا فجرًا لأنه لن ينهي كلامه، وهو أمر أحزنني حقيقة لأنها لم تقدّر ما يقوله وإنما سخرت منه.
4 - اعتقد في قدرات ابنك أنه يستطيع أن يصل لما تريد
قل لنفسك سيصل ابني وسينجح وسيحقق ما أريد إن شاء الله واعتقد أن قدرات ابنك ليست هينة أو قليلة وأنه في النهاية سيكون ما تتمنى وتطمح أن يكون ابنك عليه.
وتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم في أشد لحظات الإسلام ظلمة في تاريخ الإسلام كله في غزوة الأحزاب حيث كان الأمر جد خطير، ولا أحد يرى مخرجًا وبلغت القلوب الحناجر كما وصفها رب العالمين وليس هذا فقط بل يقول الله تعالى: "ويظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدًا" فما كان من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلا أن قال لهم: لا تقلقوا سوف نقدر، لقد وُعدت بفتح الحيرة وبفتح المدائن وفتح صنعاء وغيرها من المدن.
لذلك اعتقد في قدرات ابنك، يوم أن تراه يقع تأكد تمامًا أنه سيقف يومًا ما.
إن الفشل خطوة للنجاح، واعلم أن ابني إن لم يستطع أن يصنع ما أريد الساعة فسيستطيع في المستقبل أن يصنع ما يريده وما أريد.
5- لا تطلق على ابنك لفظ الصغير..
فلا تقل له أنت ما زلت صغيرًا، لأنك تقضي على إمكانياته وقدراته، وتجذبه للخلف فأنت تجذبه لشيء يرفضه ولا يحبه، فهو يتمنى أن يتخلص من كلمة أنت صغير.
6 - لا تجعل ابنك أبدًا يستشعر أنك تراقبه
لو شعر ابنك أنك تراقبه طوال الوقت فسيشعر أنك لا تثق فيه وسيرتكب الأخطاء، ونلاحظ أن الشخص العادي الذي يكتب مقالاً أو يكتب قصيدة أو موضوعًا لو لاحظ هذا الشخص أن عينًا تراقبه فإنه سيتوتر ويرتكب الأخطاء، وبالتالي لا تجعل ابنك يشعر أنك تراقبه طوال الوقت.
7- تذكر أن أفضل شيء يفعله الآباء أحيانًا هو الصمت
ليس ضروريًا أن يكون لك رد فعل في كل الأمور التي يفعلها ابنك وإنما هناك وقت الصمت فيه أفضل من أي تدخل.
8- اعلم أن كل إنسان يحتاج إلى لمسة حانية
تذكر متى كانت آخر مرة حضنت فيها ابنك؟ متى كانت آخر مرة خرجت فيها مع ابنك؟ متى كانت آخر مرة يا أم تكلمتِ فيها مع ابنتك وأفضت واستفضت؟ كم مرة أعطيت ابنتك قبلة؟ منذ متى لم تنم ابنتك في حضنك؟ منذ متى لم تقومي أيتها الأم بتدليل ابنتك؟ منذ متى لم تقومي بتمشيط شعر ابنتك؟
واعلموا أن البيت الحازم والذي لا يعطي للعاطفة مساحة نجد في كثير من الأحيان أن البنات اللائي يخرجن من هذا البيت يكن في في حالة إسهال عاطفي والأولاد أيضًا..
وأتذكر حادثة لشاب عمره 17 سنة أحب بنتًا وتوهم أنها تحبه وتوهم أن عواطفه ومشاعره متعلقة بها وأصبح يغدق عليها كل الإغداق، ويعطيها كل ما يستطيع، ثم تركته هذه البنت، وجاء هذا الشاب لي وهو في حالة انهيار لأنه اكتشف أنها ليست مخلصة وليست إنسانة جديرة بمشاعره وعواطفه، واكتشف أنها تعرف شخصًا غيره.
القضية أنه وجد فيها تعويضًا كاملاً لما هو مفتقد له في البيت فهو يجلس في البيت ما بين أب وأم لا يتكلمان، أب وأم يوفران لابنهما كل شيء، سيارة وغيرها لكنه مفتقد للحوار والتواصل الحقيقي مع والديه، والمشكلة أن قلة ثقة الولد بنفسه كانت واضحة المعالم وقلة الثقة هذه هي التي تدفع شبابًا كثيرين في كثير من الأحيان إلى البحث عن شخص يحبونه ويبادلهم هذا الحب.
9- ابحث عن حلول لمشاكل ابنك بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين
على المربي أن يبحث عن حل المشاكل، وعليه أن يكف عن لوم الآخرين وإلقاء الأخطاء على الغير..
وأذكر زميلاً لي اسمه أحمد كان متأخرًا دراسيًا بصورة واضحة حيث كان يمر بكل صف في سنتين فتعثر في الإعدادية وانتهى من الثانوية في فترة طويلة، وعندما كنا نسأله لماذا تتعثر هكذا؟ ما هي المشكلة؟ قال: المشكلة ليست فيّ، المشكلة فيمن حولي وفي نظام التعليم لأنه نظام خاطئ والمدرسون ليس لديهم ضمير فلا يشرحون.. و.. و.. إلخ.
أحمد أفندي هذا انتهى من الثانوية العامة بعدما انتهينا نحن من الكلية والتحق بكلية الحقوق، وفي السنة الأولى انتقل لكلية الآداب وفي السنة الأولى قال: لن أكمل تعليمي، يبدو أن التعليم في مصر ضدي تمامًا، وبدأ يبحث عن وظيفة، وعندما وجدها عمل فيها لمدة ستة أشهر ثم ترك العمل وقال: مديري عنده فقر أخلاق وأنا لا أستطيع أن أتعامل مع هذه النوعية، ولما تزوج طلق زوجته بعد ثلاثة أشهر فلما سألته لماذا طلقتها يا عم أحمد؟ قال: لما كنت أراها كنت أقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، رغم أنه رآها قبل الزواج.
ومشكلة أحمد هذا أنه كان يلقي اللوم على الآخرين..
إذن لابد أن نحاول أن نحل أي مشاكل تواجه أولادنا وأن نساعدهم في قضية الحل..
وإياك أن تقدم لابنك الحل أو أن تحل أنت مشكلته بل ادفعه نحو الحل، وعلّمه أن يبحث عن حلول لمشاكله بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين.
10- أعِد التفكير في سبب رفضك لما يريده ابنك
إذا وجدت معظم المراهقين يشتركون في فعل شيء ما ولكنك ترفض هذا الشيء فأنا أطلب منك أن تعيد التفكير في سبب رفضك لهذا الشيء، وهذا ينطبق على الملابس وعلى اللغة الدارجة وعلى طبيعة الحياة وعلى سهرهم في بعض الأوقات لوقت متأخر..
فلابد أن تراجع نفسك في سبب رفضك وتقول لنفسك: كيف أرفض آلافًا مؤلفة من المراهقين يسلكون نفس هذا السلوك؟ لماذا تريد أن يكون ابنك متفردًا عن غيره بشكل أو بآخر؟
11- علّم ابنك الحل الوسط
إن الوالدين دائمًا يصفان أولادهما بأنهم عنداء وأنه لا يصلح معهم التفاوض، ثم نكتشف أن هذه الصفات ربما تكون موجودة فينا نحن الآباء والأمهات..
هنا لابد أن نلجأ إلى حل وسط، بحيث أقرّب مفهومي من مفهوم ابني، فلابد أن نعوّد أولادنا على التفاوض والشورى، وربما لجأنا لإقامة برلمان أسري نتكلم فيه في قضايانا ومشاكلنا المختلفة، ولابد أن يكون لدى الأب والأم الشجاعة وذلك بالجلوس في هذا البرلمان وعمل استجواب لهما..
لابد أن يكون في هذا البرلمان مناقشة ديمقراطية لأن هذا البيت ما هو إلا عبارة عن سفينة لابد من قيادتها وتسييرها نحو بر الأمان وهذه مسئولية الوالدين.
إن الحل الوسط شيء غاية في الأهمية، وبه ربما استطعنا أن نصلح كثيرًا من عيوب أولادنا لأننا نعلّم أولادنا أن عليهم واجبات ولهم حقوق.. ابني يريد أن يتأخر بالليل فنسمح له في مقابل أن يفعل ما يُطلب منه في كذا، وأحاول أن أعدّل شيئًا سلبيًا في طبيعة ابني وأطوعه.
12- لا تجب على أسئلة ابنك بطرح أسئلة أخرى
إياك كمرب أن تجيب سؤال ابنك بطرح أسئلة أخرى.. كأن يقول لك ابنك: لماذا ترفض خروجي مع أصحابي؟ فتكون إجابتك: هل ذهبت اليوم للمدرسة؟ وكأن المبدأ أسألك سؤالاً تسألني سؤالاً وهي طريقة منفرة وطريقة تجعل الكلام يحتد وستجد الولد يغضب.
13- لا تُقل من شأن اهتمامات ابنك
مهما كانت اهتمامات ابنك تافهة فلا تقلل من شأنها لأن هذه الاهتمامات لدى ابنك ليست تافهة، وذكرنا موقف المدرس الذي حقّر من مسابقة علب المياه الغازية التي كان يلعبها زميلان.
وذكرنا أيضًا الأم التي لم تُقدر اهتمام ابنها بالحديث عن الكلاب وأنواعها.
14- احترم الذوق العام للجيل المنتمي إليه ابنك
يجب أن يحترم الوالدان الذوق العام للجيل الذي ينتمي إليه أولادهما، وأنا أقصد الذوق العام المقبول وليس المبالغ فيه، فلو ذهبت إلى أي تجمع للشباب في المدارس أو في النوادي أو غير ذلك ستجد نفس "الاستايل" ربما تراه أنت ذوقًا منفرًا، لكنه ذوق عام بالنسبة للشباب، ولا يهم رأيك فيه ما دام هذا الشيء لا يمثل بالنسبة لك مشكلة فلابد ألا تأخذ منه مشكلة.
15- ساعد ابنك على تفهم الصورة الخيالية التي يقدمها الإعلام
لابد من توعية ابنك وجعله يفهم الصورة غير الواقعية التي يقدمها الإعلام من خلال الأفلام العربية وأغاني الفيديو كليب، وما يقال وما نراه من قصور ومنازل فارهة وسيارات وأن كل هذا ما هو إلا عبارة عن أفلام وأن الحياة الحقيقية مختلفة تمامًا، ويجب أن ينتبه الإعلاميون والقائمون على الإعلام أنهم يرسّخون بعض المعاني عند الشباب المراهقين مثل قضية الحب وأنها هي أغلى القضايا في المجتمع، ويجب أن يكون لكل ولد بنت يحبها، وأن الذي لا يحب يكون ميتًا..
إن قضية الحب يجب أن يكون فيها تقنين، فالحب مهم والعواطف أهم، لكن القضية هي: هل الحب هو كل شيء في الحياة؟ فيترك الطالب مدرسته ويمشي مع فتاة ويتكلم معها عبر الهاتف طوال الليل، لابد أن يكون لدينا قدر من النظرة الموضوعية بشكل أو بآخر.
16 - هل تبادر إلى ذهن أي أب أن يشارك ابنه في اللعب
هل خطر على ذهن الآباء أن يشاركوا أبناءهم في لعب كرة مع زملائهم؟ هل تبادر إلى ذهنك أن تخرج مع أصحاب أولادك بدون أن تُشعرهم أنك أب؟ هل تبادر لذهنك أن تجمع أصحاب أولادك وتتكلم معهم؟ ونفس الأمر مع الأمهات ما هي آخر مرة خرجت فيها مع ابنتك على أنها صاحبتك؟
حاول إيجاد رياضة مشتركة لتمارسها مع ابنك أو ابنتك ومن خلال اللعب نستطيع أن نوجه ونشير ونصلح.
17 - وضّح لابنك قيمة أن يضع لنفسه هدفًا ويحققه
عليك أن تصل ابنك بالأبطال الذين حققوا إنجازات غير عادية، احكِ لابنك عن محمد الفاتح الذي كان عمره 12 سنة وتولى خلافة الدولة العثمانية ولما بلغ 23 سنة فتح القسطنطينية "فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها"..
اجعل ابنك يحدد هدفًا كما فعل محمد الفاتح حيث وضع لنفسه هدفًا أنه يريد أن يفتح روما، ولقد استطاع محمد الفاتح أن يفتح القسطنطينية لأنه كان لديه مدرس جيد وأم في غاية القوة، كانا دائمًا يعطيانه الإيحاء أنه هو من سيفتح القسطنطينية، كان في لعبه يلعب لعبة كيف نفتح القسطنطينية، وكان يملك "ماكيت" للقسطنطينية ويحارب ليفتحها، كان لدى محمد الفاتح الإعداد الذي أهّله لفتح القسطنطينية.
لابد أن تحكي لابنك قصص هؤلاء العظماء، ولنا في قصة الحاجب المنصور القدوة وهي قصة في غاية الروعة، كان الحاجب يعمل حمّارًا أي أنه يحمل الأشياء على حماره من مكان لمكان وكان يعيش في غرفة مع اثنين من زملائه والحمير كانت تشاركهم نفس الغرفة، ولك أن تتصور رائحة المكان وكيف كان وضعهم وحياتهم، الحاجب المنصور لم يكن اسمه في هذا الوقت الحاجب المنصور وإنما كان اسمه عبد الله بن أبي عامر..
وذات يوم وهم يتناولون عشاءهم فإن عبد الله بن أبي عامر أو الحاجب المنصور قال للرجلين اللذين كانا معه: لو صرت أنا خليفة الأندلس ماذا تطلبون؟ قال الأول: أعطني مائة ألف دينار وأعطني قصرًا مشيدًا وحدائق غناء وجواري حسانًا، فقال الحاجب المنصور له: إن صرت خليفة لك هذا، ثم نظر للرجل الآخر وقال له: وأنت؟ فقال الرجل: إن صرت خليفة فاحملني على حمار تطوف بي الطرقات يستهزئ بي الناس.
فحدد الحاجب المنصور هدفه وهو أن يحصل على الخلافة وكان عمره في هذا الوقت 17 سنة فوجد أن عمله لن يوصله إلى هدفه وعلم أنه لابد أن يغيّر طريقه، فعمل شرطيًا وتفانى في عمله، وبدأ يترقى ويحفظ الأمن ويحصل على قضايا كثيرة ناجحة حتى أصبح مدير شرطة قرطبة ثم أصبح ما يماثل وزير الداخلية بعد فترة ثلاثين عامًا وأصبح يبلغ 47 عامًا لكنه يسعى إلى الخلافة، الهدف واضح والأدوات موجودة وحسب التكلفة ثم كتبها ويقول سوف أفعلها ثم ارتبط مع آخرين في تحقيق حلمه، وفجأة مات الخليفة وترك ابنه وعمره تسع سنوات لا يصلح للحكم، فأقيم مجلس وصايا ليختاروا خليفة فاختاروا شخصًا من بني أمية ثم قائد الجيش ومعه عبد الله بن أبي عامر، وفي النهاية صار الأمر لعبد الله بن أبي عامر وصار خليفة الأندلس.
وشهدت الأندلس في عهده ما لم تشهده في عهود الأمراء الأمويين من قبل، وبعد فترة طويلة فإن الحاجب المنصور تذكر الرجلين الاثنين فأمر حاجبه أن يذهب إليهما، وفعلاً وجد الرجلين في نفس المكان الذي كانا فيه، وإن اختلف السن وإن اختلف المقام وأحضرهما إلى بلاط الحاجب المنصور، وقال لهما: أتتذكراني؟ قالا: بلى، ثم قال الحاجب المنصور للرجل الأول: هل تذكر ما طلبته مني ساعة أن تمنيتَ علي إن كنت خليفة؟ قال له: نعم طلبت مائة ألف دينار وجواري حسانًا وقصرًا مشيدًا وحدائق غناء، قال: لك هذا، ثم نظر للرجل الآخر وقال له: قد تمنيت علي أمنية إن صرت خليفة ماذا أصنع بك؟ قال أن تحملني على حمار وتهزأ بي في طرقات المدينة، ولكنني أطلب العفو والسماح، قال: والله لأفعلن حتى يعلم الناس أن الله على كل شيء قدير.
قصة رائعة وأعتقد أنها يجب أن تروى للأبناء ليروا حجم التغيرات والتحولات التي حدثت فيها..
وهناك قصص أخرى مثل قصة صلاح الدين الأيوبي أو سيف الدين قطز أو الشيخ أحمد ياسين أو عبد العزيز الرنتيسي أو غيرهم من هؤلاء، فلابد أن أوضح لابني قيمة أن يضع لنفسه هدفًا ويحققه.
18 - لا تُقحم نفسك على صداقات ابنك
اترك ابنك يجرب ويتناقش، واعلم أنه سيرجع لك، لكنك لو اعترضت على صديق معين سيعترض ابنك أكثر وستصبح عدوه وصديقه هذا سيصبح حبيبه.
19 - لابد أن تقول لابنك أنا معجب بك
أمر طبيعي أن أي أب وأي أم يحبان أولادهما لكن قول أنا معجب شيء آخر لأنها تختلف جدًا عن جملة أنا أحبك، هناك صفات محددة لابد أن تبدي لابنك إعجابك بها مثل أن تُعجب بطيبة البنت أو رقتها في التعامل أو على عفوها مع أخواتها ونفس الأمر مع الولد، جربوها حتى أن الزوج ربما جربها مع زوجته كأن يقول لها أنا معجب بتسريحة شعرك وأسلوب زينتك أو أنا معجب بأخلاقك وتفانيك وجهدك، وقول أنا معجب أمر غير أنا أحبك، لأن الحب أمر افتراضي لكن أنا معجب فهو تحديد لشيء معين.
20 – اجعل ابنك يعرف أنه لا بأس بألا يفهم كل شيء
إذا أقبل ابنك عليك ليسألك سؤالاً فلا تنظر له نظرة استهزاء وتقول له إنه لا يجب أن يعلم كل شيء لأنه صغير وعليه ألا يتدخل فيما لا يعنيه، وإنما اجعله يعرف أنه لا بأس ألا يفهم كل شيء.
21- من حق ابنك أن يعترض على عاداتك السيئة
إنه لأمر طبيعي أن يعترض الابن على عادات والده السيئة مثل التدخين وعدم ممارسة الرياضة أو اعتراضه على العصبية الزائدة في المناقشات معه، وذلك لأن هذه العادات يُطلب منه ألا يمارسها فمن حقه أن يعترض عليها إذا كانت لديك..
واعلم أن من أكثر الأمور التي تعطي لابنك ثقة في نفسه هو أنه إذا لف انتباه والديه أو اعترض على خطأ ما فيهما استجاب الوالدان وبدآ في إصلاح ذلك الخطأ.
22 - كن على طبيعتك مع أولادك
فنحن نعيش في عصر بالروح بالدم نفديك يا فلان، فعليك أن تكون على طبيعتك مع أولادك فكونك أبًا أو كونكِ أمًا لا يعني أن تدعي ما ليس فيك.
23 - لا تبالغ في تمجيد ذاتك
عليك ألا تبالغ في تمجيد ذاتك وما كنت تفعل من بطولات في مرحلة الشباب، وتصف كيف كنت مؤدبًا ومحترمًا، لأن هذا كلام غير مقبول لدى ابنك لأن الجميع أصحاب مشاكل، فاعترف لابنك أنك لم تكن مثاليًا عندما كنت في مثل سنه.
24 - كن متفائلاً أغلب الوقت
لأن التفاؤل له أثر جيد على نفوس الأبناء، ويجب ألا تغلب عليك روح الانهزامية والإحباط الذي نُحدثه لأولادنا في كثير من الأحيان بشكل أو بآخر..
لذا حاول أن تكون دائمًا متفائلاً سعيدًا مبتسمًا.
25 - إياك أن تكذب على ابنك
إياك أبدًا أن تكذب على ابنك حتى لا يفقد ثقته فيك.
26 - ساعد ابنك على تذكر الأحداث السعيدة
عليك أن تساعد ابنك على تذكر الأحداث السعيدة وقت الشدة أو عند مواجهته مشكلة ما مع صاحبه أو غيره، دائمًا ذكّره بالأحداث السعيدة والنشاطات التي قام بها وقت الأزمات.
27 - أسرع في التسامح مع ابنك
إن هناك أمهات ملتزمات لكنهن يعتقدن أن التربية مقرونة بالتزمت ومبدأ ضرب البنت أو اكسر للبنت ضلعًا سيصبح لها أربعة وعشرون، وأنه يجب عدم تدليل الابن ليصبح رجلاً، ومثل هذه الأمور لا شك أنها تهز الثقة في نفس الأبناء..
لابد أن يكون هناك كظم للغيظ وعفو وتسامح، يقول الله تعالى: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس"، فلا تعاقب ابنك أبدًا بالتهديد بأن العلاقة بينكما ستنهار وإنما عاقب برفق وضوابط، لذا أسرع في التسامح مع ابنك، وتذكر قوله تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".
28 - لا تجعل الإحساس بالذنب يسيطر علي ابنك
عندما يخطئ ابنك أو يفشل في أمر ما، فلا تجعل الإحساس بالذنب يسيطر عليه، لأن هذا سيعطيه الإحساس بالدونية الشديدة، وسيفقده ثقته بنفسه.
29 - إذا أردت أن تنال شرف نجاح ابنك فكن مستعدا أن تنال قسطًا من اللوم عند فشله
إذا أردت أن تفرح بنجاح ابنك فلابد أن تنال قسطًا من الفشل مع ابنك، واعلم أن اليوم الذي يسقط فيه ابنك هو سقوط لك أنت أيضًا، واليوم الذي ينجح فيه ابنك فهو نجاح لك أيضًا.
30 - لابد أن تتناقش مع ابنك في تحسين الأسرة نحو الأفضل
لابد أن يكون بينك وبين ابنك نقاش في القضايا الخاصة بالأسرة وذلك ليشعر ابنك أنه عضو فاعل في هذه الأسرة وتصبح العلاقات أفضل.
31 – تكلم مع ابنك عن آماله في المستقبل
تحدث مع ابنك عن آماله وطموحاته في المستقبل لكي تعطي ابنك ثقة في المستقبل، وذكرنا أن للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مواقف كثيرة كانت تحزب الأمة، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم عن آمال المستقبل، مثلما حدث وقت غزوة الأحزاب للمدينة ومحاصرة المدينة، وكيف أن اليهود نقضوا العهود، نجد الرسول يقول لهم: فتحت المدائن وفتحت صنعاء وفتحت الحيرة رغم أنهم كانوا محاصرين من المشركين.
32- علّم ابنك كيف يفكر بشكل إيجابي
إن التفكير بشكل إيجابي هو قضيتنا، فلابد أن تغرس فكر التفكير الإيجابي في ابنك وتزرع فيه ثوابت واضحة وتعلّمه أنه يجب ألا تكون ردود أفعاله نتيجة لتصرفات الآخرين..
ويجب أن تعلّم ابنك أن يتولى مسئوليات نفسه الصغيرة قبل الكبيرة، وتشركه في أزمات البيت وهذه فرصة لتقارب الأفراد وتصل معه لحل مشترك يرضي الجميع.
33 – حاول أن ترى الإيجابيات في ابنك
عليك أن تبحث عن إيجابيات ابنك وتظهرها له بشكل جيد، حتى يستطيع أن ينميها، ولا تلومه على كل ما هو سلبي فيه، وإنما شجّع الإيجابيات الموجودة فيه سواء مهارة معينة أو أيًا كانت هذه الإيجابيات.
34 - ساعد ابنك على معرفة قيمة الوقت
ولكي تنجح في مساعدة ابنك على معرفة قيمة الوقت لابد أن تكون أنت مدركًا هذه القيمة، فعلّمه كيف يرتب أموره وكيف يعرف المهم وغير المهم والعاجل وغير العاجل..
عليك أن تنظم له الأولويات، وذكّره أن صلاح الدين في صغره استطاع والداه أن يضعا له برنامجًا يوميًا يضم كل الأمور التي يحبها هو ووالداه.
35- ساعد ابنك على تعلم مهارات
وأنا أتساءل: لماذا يقضي شباب المرحلتين الإعدادية والثانوية وقتهم في الصيف في الشوارع أو النوادي؟ لماذا لا يقوم هذا الشباب بالعمل في الإجازة الصيفية؟
إن هذه الأعمال ستبرز فيهم مهارة معينة من المهارات مثل الإسعافات الأولية أو تشجير أشجار أو عملية تبييض المباني أو مهارة تنسيق الزهور للبنات..
إن هذه المهارات تعطي للشاب القدرة على أن يعبر عن نفسه ويبرز إمكانياته.
36 - لا تهن ابنك أبدًا أمام الآخرين
إنه لمن الصعب على الابن أن يُهان أمام الآخرين وهو شيء في منتهى القسوة فلا تهنه حتى بالألفاظ أمام الآخرين، فلا تشتم ابنك أو تلمه أمام الآخرين لأنك بذلك تحرجه وتسفه منه وتقلل من شأنه وهذا الأمر بلا شك يقلل من ثقته بنفسه.
37 – دع ابنك يعبر عن رأيه بحرية
اترك حرية لابنك للتعبير عن رأيه، وهذا سيمكّنك من أن تعرف طريقة تفكير ابنك.
38 - لا تمانع أن يستخدم ابنك بعض متعلقاتك
تشارك مع ابنك في استخدام بعض المتعلقات مثل الساعات والنظارات والهواتف النقالة، وللبنت أن تستخدم بعض متعلقات أمها الشخصية، لأن هذا يُشعر الأبناء بوجود الصداقة بينهم وبين والديهم.
39 - حافظ على سر ابنك، ولا تبح بأسراره أبدًا
فإذا أخبرك بسر فلا تفشه أبدًا.
40 – إياك أن تعِد ابنك بشيء لا تستطيع الوفاء به
لأن هذا يهز ثقته فيك وفي الثوابت الموجودة، ولو وعدته بشيء وأخطأ فالوعد شيء والخطأ شيء آخر.
41- عندما يسألك ابنك سؤالاً حرجًا فلا تخجل من ابنك
إذا سألك ابنك أسئلة حرجة خاصة بالتغيرات الجسدية أو العلاقة الحميمية أو في النظافة الشخصية والطهارة والغسل والاغتسال أو سؤال البنت عن قضية الختان، فلا تتملص من الإجابة، لذا يجب أن يكون لديك قدر من الثقافة.
42 – الاهتمام بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة
هناك بعض الفيتامينات التي تعطي ثقة وقوة وإرادة، فلابد من الاهتمام بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة حتى لا تظهر البدانة التي تُفقد الثقة بالنفس.
43 – كن واقعيًا في التعامل مع ابنك
واعلم أن الإنترنت والتلفاز في متناول يديه مهما منعته عنهما لذا جهزه للتعامل مع أي من تلك الأشياء البعيدة عن قيمنا الدينية والأخلاقية.
44 - لا تخجل أبدًا من إظهار عواطفك لابنك
هناك كثير من الأمهات يبدأن بالقسوة على بناتهن عندما يبلغن سن 12 سنة، وأنا أقول لهن أين الحضن والعواطف والمشاعر؟
45 - لا ترسم خطًّا على الرمال أثناء العاصفة
فلا ينبغي أن نتخذ قرارًا في أسوأ الأوقات، بمعنى أنه لا ينبغي للأب أن يتخذ أي قرار أثناء المشاجرات والتعصب بين الأبناء والآباء، لأن هذا سيكون قرارًا تعسفيًا.
46 – على الوالدين أن ينتبها إلى أن العلاقة بين الأم وابنها والعلاقة بين الأب وابنته علاقة حساسة جدًا؛
لأنها ترسم للولد صورة الزوجة أو المحبوبة في المستقبل، وترسم للبنت صورة الزوج أو المحب أو الخاطب في المستقبل، فلا تجعلوا أبناءكم يكرهون الزواج بسوء العلاقات الأسرية.
47- لا تتوقع من ابنك أن يستمع لنصيحة تلقاها منك من أول مرة
لأن هذه السن لا يُتوقع منها أن يستمع فيها المراهق لنصيحة من أول مرة أبدًا.
48 – لابد أن نهتم بالاحتفالات والمناسبات الخاصة في حياة أولادنا،
مثل المناسبات الخاصة للولد كالنجاح والفوز في المسابقات.
49- علينا أن نتقبل حقيقة أننا لسنا آباء وأمهات مثاليين فذلك سوف يقلل الضغط علينا وعليهم.
50- لا تعمم غضبك أو أفكارك السلبية في كل شيء يفعله ابنك،
حاول الفصل بين تصرف وآخر، وحادثة وأخرى، وابتعد عن الحوار إذا كان مزاجك غير مستقر.
51 - لا تحزن عندما تفشل في توجيه ابنك إلى ما تريد،
لقد قمت بمجهود، وتذكر دائمًا قول الله تبارك وتعالى: "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً".
52 – تجنب أنا خبرة.. أنا أعلم.. لأن معنى هذه العبارات أنك لا تنصت إليه.
53- ليس واقعيًا ولا موضوعيًا أن توافق على كل أفعال ابنك
لأن أفعال ابنك ليست صحيحة كلها وإنما سنعترض على بعض الأفعال ونجيز بعض الأفعال.
54 - وإن كنت لطيفًا هادئًا مع ابنك فاعلم أنه لن يتقبل كل تصرفاتك وأفعالك
لأنكما شخصيتان تحاولان أن تمتزجا عبر السنين.
55- لا تشعر دائمًا أن الأمور التي يفعلها أو تخص ابنك خطيرة ومهمة؛
لأن هذا سيحدد رد فعلك، لذا يجب أن تخفف من ردود أفعالك.
56 - تخلص من 25% من نقدك لابنك للحد من الخسائر،
لذا تآلف مع الجديد من الأفكار، وكن سعيدًا لكون ابنك مراهقًا، وأنه بدأ يكبر وبدأت البنت تكبر وتتحجب، وأصبح لأبنائك رأي.
57 – إياك أن تتوقع أن الحياة سهلة خالية من المعاناة، وإنما الحياة بها معاناة وسلبية.
58- لا تدع الحالة النفسية تخدعك أبدًا، إياك أن تكون متضايقًا من أمر أو أن أحدًا نقل لك مخاوف أو سمعت محاضرة عن الإدمان أو عن التدخين أو العلاقة ما بين الولد والبنت فتزداد مخاوفك وتتعامل مع ابنك من خلال حالتك النفسية.
59 - يمكن أن تصنع شيئًا واقعيًا مختلفًا في هذا العالم من خلال علاقتك بولدك.
60- إن الاستعداد المبكر لاستقبال طبيعة المراهقة أمر في غاية الأهمية.
61 - كن قدوة يُحتذى بها، وبعدها سيصبح ابنك صاحب ثقة.
62 - أنت تستطيع فقدّر نفسك، لأنك إن استطعت وقدّرت نفسك تحكمت في أعصابك وبالتالي ستستطيع أن توصل هذا لابنك.
63 - ضع احتمالات النجاح نصب عينيك، وإياك أن تعتقد أن مرحلة المراهقة مرحلة دمار.
64 - تدرب ألا تهتم بصغائر الأمور؛ لأن صغائر الأمور من الأشياء التي تجهد الأب والأم بشكل كبير.
إنني أحاول أن أزرع فكرة معينة في القلوب وفي العقول، فأنا أزرع فكرة حتى أحصد فعلاً، وأزرع فعلاً كي أحصد عادة، وأزرع عادة كي أحصد شخصية، وأزرع شخصية كي أحصد مصيرًا.
ولابد أن تعلم أنك لن تستطيع أن تزرع الثقة في نفس ابنك إلا بعد أن تحدد هدفًا واضحًا أمامك ألا وهو إعادة الثقة..
ولكي تحدد أهدافك وتكون واضحة المعالم لابد أن تسعى إلى تحقيق هذا الهدف..
خمس نقاط للوصول لأي هدف
ولدينا خمس نقاط مهمة لابد أن تكون نصب عينيك عندما تضع أي هدف في حياتك حتى تصل لهذا الهدف.
1- احسب التكلفة
عليك أن تحسب تكلفة القيام بهذا الهدف، ومدى الجهد المبذول في تحقيق هذا الهدف، وتسأل نفسك: هل أنت ستستطيع أن تقوم بهذا الجهد أم لا؟ فلكي تعيد ثقة ابنك بذاته وهذا هدف لابد أن تحسب التكلفة والمقدار المطلوب منك لكي تعيد هذه الثقة إلى ابنك، كما يجب أن تحسب تكلفة تغيرك أنت لأنك لابد أن تتغير لكي تحب وتقبل ابنك كما هو كأن تقلل من عصبيتك ومن نظرتك الناقدة وتسلطك، كما يجب أن تزيد من قدراتك لكي تستوعب وتصبر وتسامح، ويجب أن يكون لديك عفو في أعلى معانيه وكظم للغيظ لذا عندما تحدد هدف إعادة الثقة لابد أن تنتبه أنك لن تستطيع أن تحققه إلا بعد أن تحسب التكلفة التي سيقتضيها أنك تحب وتقبل ابنك المراهق وأنك تلاحظ جهد المقل، وأن تقدّر ما يقوم به ابنك المراهق وأن تثق في قدراته.
والسؤال الآن: ماذا لو وجدت تكلفة هدف تحقيق ثقة المراهق أكبر منك؟
هنا عليك أن توزع الأهداف، وتقسمها فتبحث عما تستطيع فعله وعما لا تستطيع فعله، فربما تكتشف أنك لن تستطيع أن تعيد الثقة ولكن المدرس أو المدرب أو الخال أو العم هم الذين يستطيعون أن يعيدوا الثقة لابنك أو أنهم يستطيعون تقديم المساعدة بشكل أو بآخر.
ولقد لاحظتُ أن أولادنا من أنجح ما يمكن في حساب التكلفة، فعندما يطلب منه والداه الحصول على 90% نجد الولد يقول لن أستطيع فأنا أعرف إمكانياتي وقدراتي وسأحصل على 75% وربما تمكنت من حصولي على 90% في مادتين فقط وخطوة خطوة سأصل إلى 90% في كل المواد.
2- يجب أن تكتب هذا الهدف
لابد أن تكتب هذا الهدف لأن الأهداف غير المكتوبة مجرد أمنية وآمال وطموحات نحلم بها، فالهدف المكتوب يحتوي على عشرة أضعاف من القوة في ثناياه بدون أية استثناءات أو اعتراضات، فضع الهدف أمامك بمعالم وخطوات واضحة، لأنك إن لم تحدد لهدفك معالم وخطوات واضحة فاعلم أنك لن تحققه وأن هذا الهدف أصبح أمنية ولن تستطيع أبدًا بأي حال من الأحوال أن تحققه وتذكر دائمًا تلك الجملة: "لقد أردت دائمًا أن أكون شخصًا ما، لكن كان يجب علي أن أكون أكثر تحديدًا".
لهذا لابد أن يكون لكل أب وأم خطة سنوية لتربية الابن لتعزيز ثقته بنفسه، لأن قضية بناء النفوس من جديد إعادة للثقة مرة أخرى.
3- افعلها وحسب
يجب أن تقرر أن تفعل ما تريد مهما كانت النتائج.. وأذكر هنا طارق بن زياد عندما عبر مضيق جبل طارق ووصل إلى الساحل ووجد الجيوش الجرارة للمقاتلين أمامه، وجد الضعف يظهر على جنوده وكان الهدف الوحيد أنه لابد أن يقاتل وأن يضع احتمالاً واحدًا للجنود إما الانتصار أو الانكسار، لكنه لم يضع احتمالية الانسحاب وبالتالي حرق كل سفنه تمامًا وجعل الأمر الواقع أمام جنوده هو تحقيق الانتصار، واستطاعت الجنود فعلاً تحقيق الانتصار..
وبالمناسبة فقد جاء بعد سيدنا طارق بن زياد وحرقه للسفن وفتحه للأندلس شخص اسمه هرناندوا كورتيز وهو قائد أسباني غزى المكسيك وقام بما قام به طارق بن زياد تمامًا حيث كان يواجه جيشًا جرارًا بعدد من الجنود حوالي خمسمائة رجل فحرق سفنه وقال لجنوده: إما أن ننتصر وإما أن ننكسر.
إذن عليك لكي تصل للهدف الذي حددته أن تقوم به وحسب.
الحكماء يقولون: لكل مقام مقال، بمعنى أنه هناك وقت تقول فيه سوف أحاول، وهناك وقت تقول فيه سوف أفعل، وهناك وقت تعطي فيه الأعذار لنفسك ووقت تحرق فيه سفنك مثلما فعل طارق بن زياد..
بالطبع هناك أوقات ربما استطاع الإنسان أن يبذل كل ما في وسعه وهو كل ما يستطيع عمله، ولكنني أعتقد أن هناك أوقاتًا للإنجاز لابد أن أقوم فيها بإنجازاتي، وهذا ما طلبه قائد عسكري عندما قال لنائبه: لو سمحت سلّم هذا الخطاب في مكتب كذا، فقال النائب: سأبذل قصارى جهدي يا سيدي، قال له القائد: لا، لست أريد منك أن تبذل قصارى جهدك أنا أريدك أن تسلّم هذا الخطاب فحسب، فقال النائب: سأسلمه وأموت دون ذلك يا سيدي، قال القائد: إنني لا أريد منك أن تموت وإنما أريد منك فقط أن تسلّم هذا الخطاب، ففهم النائب ما المطلوب منه فقال: سوف أفعل يا سيدي.
ولابد أن نقولها نحن أيضًا "سوف نفعل".
4- أن تستغل اللحظات الهامة في حياة كل إنسان
لابد أن تستغل مراحل معينة في تحقيق أهدافك مع أولادك، فهناك أوقات معينة حساسة جدًا مثل بداية العام الدراسي الجديد، أو عقبة في طريق ابنك بأي صورة من الصور، أو انتقال الأسرة من مسكن إلى مسكن أو من مدرسة إلى مدرسة، أو المرور بتجربة قد تغير مسار حياة الأسرة ككل أو الابن مثلاً في تعليمه أو في أسلوبه وطريقته، حالة موت، حالة انتصار، أو التخرج، كل هذه أوقات مهمة جدًا لابد أن تستغلها لأنها أوقات حاسمة في حياة ابنك المختلفة.
5 – الارتباط
وأن أشبّه هذا الارتباط بمن يتسلق الجبال فنجد المتسلقين يربطون بعضهم بحبل واحد، فإذا سقط أحدهم سانده الجميع وجذبوه وحاولوا أن يشجعوه لكي يصل للقمة.
لهذا يجب أن نرتبط نحن جميعًا في سبيل تحقيق هدف واحد وهو أن يصبح أولادنا أفضل .
أتمنى أنكم استفدتم من هذا الموضوع
- - - ( والحمد لله رب العالمين ) - - -