قرأت لأحدهم ذات " فراغ " يقول : حدّث العاقل بما لايعقل . فإن لم يصدقك , فأعلم أنّه عاقل "
قبل قليل كنتُ أقرأ لأحلام مستغانمي في كتابها " قلوبهم معنا , قنابلهم علينا " _ وهو مجموعة مقالات لها _ وكانت أحلام تقول : " تعلّم الأدب من قليل الأدب " ,
صدّقوني ياأصدقائي القرّاء , أن حياتنا مثال ملموس للفوضى , وأننا لو نظرنا للأشياء من زاوية مقلوبة , لظهرت لنا أحقّيتها , وكم هي حقيرة , أونبيلة ,
الجميع يُرسل الفوضى واللامنهجيّة , ويرسّخ لها ,
حتى ذلك الشّيخ الذي كان يحدّث في " التلفزيون " عن مقاطعة المنتجات الغربيّة , تعبيراً عن حبنا للرسّول , أو تضامناً مع غزّة , كان شيخنا الجليل , يحدّثنا , وهو يعدّل " شماغه الثمين " ماركة ديور ,
ويرفعُ كفّيه داعياً عليهم , فتظهر ساعته " الكارديال " الفخمة ,
أرأيتم كم هي الفوضى تنتشر بخبث , لتُسرطن خلايا مجتمعنا الــ " مش ناقص سرطنة " ,
مجتمعنا الذي ماإن " يُحشر في زاوية " حتى يبدأ بترديد إسطوانات ملّها الزمن , وباتت " تقطّع وماتشتغل " ,
فـ الشّيخ الذي قيل له أن رسولنا الكريم عليه أطهر صلاة وتسليم , تزوّج عائشة وهي صغيرة , رفض بشدّة , وبدأ في تكرار حديثه المملّ " المجتمع تغيّر " ونسي " أثابه الله " أنّ ما تغير هو منصبه فقط ,
وتغيرت كذلك أقوال " طفلة القصيم " بعدما وعدوها " بالجّوال ,والهدايا " !
قياساً ياأصدقائي على مبدأ " الشقلبة " ,
أنصحكم بتعلّم " الحكمة , من ألسنة المغفلين , ومعرفة فنون البديع من القرآءة لبعض أقلامنا , وتعلم أوزان الشّعر , من الإصغاء لبعض شُعرائنا "