المعاناة قد تكون محفزا لترجمة ذلك الألم على أرض الواقع ، فتتناثر الحروف مترجمة لأحاسيس تخالج قلبا يتقطع ألما وحسرة أو يعاني من حرمان أفقده متعة الحياة وبهجتها فعوض ذلك بتناهيد وزفرات وآهات تظهر للجميع في أجمل الكلمات وأحلى العبارات ، وهل يملك البؤساء والأشقياء غير الحزن والبكاء ، وهل هناك معاناة أكبر من أن تصبح جسدا من غير روح وقلبا من غير نبض ، كلما نظر من حوله لم يجد غير قطع سوداء مظلمة تتكاثف من حوله ، حتى تصبح بعضها في أحشاء بعض ، وإذا هو قطعة من تلك القطع هائم بين هيمان الروح الحائر في ظلمات القبور ، فيمشي في ذلك المعترك المائج يفتش عن نفسه ، ويتلمسها تلمسا فلا يجد نفسه إلا باكيا منتحبا ، فينقطع عن العالم كله خيره وشره ولم يبقى بينه وبين الحياة من صلة غير ذلك الشعاع الأبيض من الأمل الذي يزوره كل صباح وذلك الألم الذي يعتصره ويطرق قلبه كل مساء . حتى يصبح في منزلة بين منزلتي الحياة والموت ، فلا يفرح ولا يتألم ، ولا يذكر الماضي ولا يرجو المستقبل ، ولا يعلم هل هو حجر من تلك الأحجار ، أو قطعة بين قطع الظلام ، أو جسد يتحرك ، أو خيال يسري ، أو وهم من الأوهام أو عدم من الأعدام .

تحياتي وتقديري ( خزامى )