أجلس هناك
خلف نافذتي
كآبة الخريف
تلوح في كل مكان
أشجار عارية
أوراق متناثرة
بعضها مازال أخضر
والبعض علاه الاصفرار
أركز عيناي الى تلك الورقة الساقطة
من شجرة التوت القريبة من شرفتي الصغيرة
تأملت الورقة أكثر مما تأملت الشجرة ذات يوم
دارت في مخيلتي رحلتها الجميلة للشجرة
فكم ضحت تلك الورقة من أجل بقاء الشجرة
كم جمعت من أشعة الشمس لتبقيها دافئة
كم قامت بدور الأم التي تطعم الشجرة
كم أعطت الورقة تلك الشجرة جمالاً
ولوناً براقاً
كم أعطتها من التضحيات
وفي لحظة ضعف الورقة
تخلت عنها شجرة التوت العنيدة
رمت بها على رصيف الطرقات
أسفل قدميها
أهل هي خيانة الشجرة لورقتها الحنون؟
أم هل هو قانون البقاء الظالم؟
ولكن تأبى الورقة الشقية
الا أن تستمر في تضحياتها
وتأبى أن تغير مسار بداية حياتها
فهاهي الورقة
وبعد أن ماتت
تتفتت
وتذوب
وتتحلل
لتصبح سماداً بروتينياً لشجرتها الأم
لتستمر الشجرة
وتعيش الورقة في جذورها
متمسكة بعنصر الوفاء
رغم ظروف الفناء
الذي عاشته بين طيات أغصان شجرة
وقاع الخريف المرير
فهل يا ترى....
كم سنشاهد في حياتنا
قصة مشابهة لهذه؟؟
قصة شجرة التوت ؟؟؟؟؟؟؟
فهل نحن البشر كأشجار التوت؟؟
وهل البعض الآخر كأوراق الخريف ؟؟
وهل ستستمر الحياة والصراع
بين شجرة وورقة ؟؟؟
أظن ذلك
فدائماً البقاء
هو قرين الفناء
وبينهما فاصل
يفهمه الكثير
ويجهله الأكثر
رحلة مضنية
وترحال دائم
بين عنصران لا ينفكان
عنصر
الشجرة
وورقة التوت,,,,
..................................................
(((( بقلمي ))))
محمد اليحيى
أبو تركي