أو يعلم الشعر .. أنه سيولد شعراً..؟
أم أن النثر كذلك.. يحب أن يولد نثراً..؟
أم تملك اللذة أن تمزجهما في وعاء..
بتُّ اليوم.. أغرس نثري لشخوصٍ معينة..
أي صرتُ أميل أن أوشح كتاباتي لأبطالٍ يسيرون بها إلى غير هدى..
أن أخترق أقدار شخص ربما لأنني لم أجده في الحياة ...
قد تسمّونه " قصة "...
لكنني لا أميل أن أسميه هكذا لأن كل شخص يحكي عما يحدث تحت بضع مليميترات من جلده..بطريقة " ما"
قد لا أترك بصماتي الوراثية على أجسادهم وأخلاقهم..
وقد تصر أفعال شخوصي أن تكشف شيئاً من جيني الوراثي.. " ذلك أن الفعل في الحقيقة : ماهو إلا الحقائق اللامنطوقة والتي تعبرنا عنّا بالرغم منا"
أي ما سيكون أدناه.. ليس شعراً وليس نثراً خالصاً وليس قصة.. بل ربما يكون مركباً.. وربما يكون لوناً لاهثاً لم تذكره كتب الأدب..
,
,
خديجة من وحي قصة تسأل..
ما نهار أيلول؟
من وحي النثر يأتي صوتاً:
صباحكِ ..أيلول .. يا صغيرة..
صباحكِ ..إكليل .. الاستقلال..
صباحكِ جسد تستره ذرات رمل شاطئ أسمرا..
ثورة.. واستقلال..
وما يرقد بينهما؟
ترقد جدائل معقوفة تلبسينها شعثاء رطبة برائحة شاطئ مصوع...
ترقد الأجساد الباقية… البائدة..
ترقد الروح.. القلب .. والجسد الملون من اختلافات تربة الساحل والهضبة والجبل..
ترقد .. نحيلات الحظ..
وجميلات .. كفتيات رواندا اللاتي يتهافتن غيرة من أقراطكِ الوطنية..
ترقدين .. هنا.. بالخلية بالنسيج وبالعضو وبالجسد ..وبي..
،
،
من وحي القصة..
سلكت عمة خديجة مسلكاً تظاهرياً لإعادة إحياء مجدٍ ما..
من وحي النثر المخبر بالعلة:
أصبحتُ أشتهي .. أطفال الجوع..
وأنتمي.. لرائحة الموت.. التي ستجلب الحياة..
أعشقُ .. لقمة العيش المكسورة.. والأمهات اللاتي يفطمن صغارهن في الخامسة..
وحصير الأرض .. التي ستجتمع لخطاباتنا الثورية .. لأحلامنا الطفولية..
ولي..
لا يهم .. إن ولدنا في الشمس أو في الظل .. لكن سنحصر الظل والشمس وإن لم نحصد منهما إلا
الهلام..
،
،
،
من وحي القصة ..
" تنصب الأعلام لتخليد المجد"
وصوت النثر يخبر:
صباحك.. " يا ثوري"
صباحك .." يا ثائرة"
صباحك…" يا شعب ".. كصغيرة أيلول السائلة..
,
,
من وحي القصة...
إدريس الشاعر من قلب الخيبة يشكو لأمه حزناً
وهو الذي كان يعد نفسه وعود كذب بحياة بعد الإستقلال...
بفعل شعر نثري ضعيف:
أمي صار الحزن يألف قلبي..
بتّ أهشه عني ويعود..
كطفل ألف يد أمه التي ترضعه وصدرها ..
أمي
لماذا كل الأشياء التي أكتبها ماعدتُ أفعلها ؟
ماعدتُ أملكها..
ماعدتُ أراها إلا على كراسٍ صغير..
وعود كنتُ أشربها في الصباح يا أمي..
وعود تنام الليل معي يا أمي..
ليتني صرت حاشية في كتاب..أو قصة يلاحقها الأطفال وتموت من فوق السطح هرباً..
أو ماء..
لاذوق ولا عطر لا فرح ولا حزن..
حيادي هو الماء يا أمي مسالم هو الماء..
ومرثية الحزن ماء..
أرتق الحزن بالضحك يا أماه..
أتكيء على نصف ضحكي وأزاول الحياة بالرياء..
ماعاد الصدق يذكرني..
ماعدتُ أذكره..
لأنني أتقنتُ الكذب على ذيل أوراقي وصدرها..
وماعدتُ أمتلك النجاة بالصدق ..
فدعيني أموت بوعودي
فربما أحييت خَلَفاً..
صدقوا كذبي ..
ومارسوا الأفعال بوعود شاعر كاذب..
,
,
من وحي القصة..
فاطمة تتقن الوطنية خارج الوطن.. من أجل الوطن..
ويكتب عنها الوطن نثراً موجعاً:
" دعيني أختلي بكِ كشيئاً من حقوقي المسلوبة..
كجهد ألتقطه على أرض أخرى ..بإسمي..
وأهديك سلامي الذي ما لقنته أطفالك الصغار..
يا منشدة بصوتك الباكي سلاماً وطنياً.. لثلاثة أوطان.. لا بل أربعة.. بل أكثر..
فكثرة الترحال علمتكِ .. النشيد الوطني لسكان العالم..
كوني كما أنتِ.. ياجزئي البعيد..لأجلي .. ولأجلك..
واغفلي عن الحدود السياسية .. كي تعيشي حياة أكثر استقراراً.."