أيها الأفاضل
بعضكم فهمه للأسف لم يرق للمستوى الذي يؤهله لاعتلاء منصب مشرف مثل الأخ بالأعلى ..
فقد فهم كما يريد هو لا كما هو في الموضوع وقولني مالم أقله هداه الله ...
جاء في القرآن ما يدل على أن نشر الفساد في الأرض، وتسويغه للعباد، وتشريعه بينهم، وعدم إنكاره فيهم سبب لفساد البر والبحر، وينتج عن فسادهما ذهاب خيراتهما، ونزع بركة أرزاقهما؛ فإن الله تعالى جعل في البر والبحر من الكنوز والأرزاق والخيرات ما ينتفع به العباد في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومركبهم، وإمعان العباد في المعاصي سبب لنزع البركة من البر والبحر، فتنضب أرزاقهما، وتذهب خيراتهما {ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الرُّوم: 41]. جاء عن عكرمة رحمه الله تعالى أنه قال في ظهور الفساد في البر والبحر: هو قحوط المطر، قيل له: قحوط المطر لن يضرَّ البحر، قال: إذا قلَّ المطر قلَّ الغوص.
وفي هذه الآية العظيمة بيَّن الله عز وجل أن فساد البر والبحر بسبب أعمال العباد، وأن ذلك من العذاب الذي يمسهم عساهم أن يرجعوا إلى ربهم، ويستمسكوا بدينهم، ويتوبوا من ذنوبهم {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
أفعجبتم -يا عباد الله- إن استسقينا مرات عدة فلم نمطر، وحال كثير منا مع الأموال والتجارة فيها ما لا يخفى عليكم؟!
فنسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا إلى البر والتقوى، وأن لا يؤاخذنا بذنوبنا ولا بما فعل السفهاء منا، وأن يعفو عنا ويغفر لنا ويرحمنا {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ