أهلا وسهلا بك صبحا وعشية ، ليلا ونهارا ، خريفا وربيعا شتاء وصيفا 00
يجب التفريق بين المرض النفسي (العصاب ) والمرض العقلي (الذهان ) والمرض العصبي
ويعد المرض بكل أنواعه حالة خلل تصيب أجزاء من الجسم وتسبب لها تعطلاً في وظائفها المخصصة للعمل 0 وهذا المفهوم ينطبق تماماً على الحالة النفسية والعقلية لدى الإنسان، فالخلل في هذا النوع من الأمراض يستهدف العقل الإنساني ومسار عمله، فلا يوجد خلل أو تعطل كامل لدماغ الإنسان، وإنما يحصل خلل في جزء صغير من هذا المكوّن الرئيسي لدى الإنسان، وإذا ما اختل جزء منه، فان وظائفه الأخرى تبقى على حالة سوية من العمل ، اللهم إلا في حالات التخلف العقلي الشديد والتي تقل فيه نسبة ذكاء الإنسان عن (30) درجة على المقاييس المعمول بها في مجال تصنيف نسب الذكاء وفي حالات التخلف العقلي ، وهذه تصنيفات أخرى في علم النفس لحالات التخلف العقلي 0
إن المرض النفسي (العصابي) يتميز بحدود واسعة وأعراض كثيرة، تتفاوت في شدتها ودرجة قوتها وتنوعها ، وفي أحيان أخرى تبتعد كثيراً عن خط السواء، أو تقترب من خط السواء، طالما أن الخط يقع على متصل واحد، أحد طرفيه السواء، والطرف الآخر المرض، ولكن تبقى المشكلة الأساسية هي نقطة الالتقاء بين طرفي الخط المتصل ، والتي تسمى علمياً (الحالة البينية )0 فالأشخاص القريبون من هذه النقطة يعدون من الأسوياء طالما أنهم على طرف السواء، ويعدون من المرضى ، طالما هم ضمن الطرف الآخر (أي المرض) قريباً من نقطة الالتقاء 0 لذا كان من المشكلات الجمة التي واجهت المختصين في دراسات النفس الإنسانية ومقتضيات تصنيفها أن يحددوا حالات المرض النفسي المطلق 0 أو حالات السواء النفسي المطلق 0
وبهذا عُرّف المرض النفسي بأنه: الابتعاد عن متوسط السلوك العام في المجتمع، ومع وجود الشكوى من بعض الحالات الغير طبيعية في السلوك 0 مثل التحسس من الشكوى وإعلانها وطلب مساعدة الآخرين سواءً من الأطباء أو المختصين في دراسة علم النفس، فهو اعتراف بوجود شكوى من حالة معينة0 فالشخص العصابي (المريض نفسياً) يستطيع أداء وظائفه العامة بدرجة طبيعية 0 وقد وصف الطبيب النمساوي فرويد (الأعصبة) على أنها اضطرابات تتمركز حول القلق ، حيث يبدو القلق في بعض الحالات واضحاً ومباشراً وفي بعضها الآخر لا يكون واضحاً 0
أما المرض العقلي (الذهاني) فيعرف بأنه اضطرابات في النشاط السلوكي العقلي وأعراضها التي تمس الحياة النفسية للمريض ، وأن الأفراد المصابين بهذا المرض يعاق نشاطهم العقلي بشكل كبير وتضعف قدرتهم على مواجهة متطلبات الحياة العادية 0
إن مريض العقل يرفض انه مريض، ولا يناقش هذا الموضوع من أساسه ولا يقرّ بحالته الصحية المتدهورة ، وفضلاً عن ذلك يبدو الاضطراب واضحاً في بعض العمليات العقلية مثل ضعف الإدراك ، الاختلاط في التفكير ، الزيادة في الانفعال ، تدهور الذاكرة الواضح 0
أما المرض العصبي فيعرّف على أنه : مجموعة الاضطرابات التي تصيب الفرد نتيجة لإصابات في جهازه العصبي في القسم المركزي أو المستقل ، وتندرج الأمراض العصبية تحت لائحة الخلل في بعض الأعصاب مثل التهاب الأعصاب المختلفة في الجسم ، وضمور أجزاء من المخ تنتج عنه آلام مع أعراض كالنسيان أو تدهور في الذاكرة أو بعض حالات الشلل المؤدية إلى عجز بعض الحركات 0
ويمكن تقسيم الأمراض إلى:
1ـ نفسية ( العصاب ) Neurosis
2ـ عقلية (الذهان ) Psychosis
وتشمل الأمراض النفسية:
أ ـ القلق0
ب ـ الهستيريا بنوعيها :
1ـ التفككية: وتتمثل في شرود الذهن والمشي اثناء النوم وتعدد الشخصية.
2ـ التحويلية: وتتمثل في اضطرابات متعلقة بالوعي، واضطرابات حسية متنوعة.
ج ـ الاكتئاب النفسي 0
د ـ المخاوف المرضية (الرهاب) (الفوبيا)0
هـ ـ الوسواس القهري : بنوعيه :
1ـ الأفكار التسلطية 0
2ـ الأفعال التسلطية 0
وـ النفسجسمية 0
زـ الوهن النفسي 0
ح ـ توهم المرض 0
أما الأمراض العقلية (الذهان) فتتمثل في:
أ ـ الذهان العضوي ويشمل: الصرع ـ عته الشيخوخة ـ تصلب شرايين المخ 0
وأما الذهان الوظيفي فيشمل: الفصام (الشيزوفرينيا) بأنواعه: البسيط ، الكتاتوني ، الهيبوفريني 0
والفصام : هو انشطار العقل ويدل على الخواطر والأفكار والانفعالات المتضاربة لدى الفرد الذي يصاب بهذا المرض 0
ي ـ البرانويا ، ويشمل:
برانويا الاضطهاد: وهو أحد أنواع الفصام المتميز في أحد جوانبه بالشعور بـ(الاضطهاد)، ويعتقد المريض بأوهام الاضطهاد مثل قوله : (إنهم يريدون قتلي) (إنهم يراقبونني )0
برانويا العظمة: تنتاب المريض أوهام العظمة، فيعتقد بأنه ملك، أو انه قائد عظيم، وبعض المصابين بهذا المرض يعتقد بانه المسيح ، أو المهدي المنتظر 0
ك ـ الهوس وأنواعه: الخفيف، الجنسي ، الدوري.
يتميز الفرد المصاب بالهوس، بحالة خاصة من ارتفاع الروح المعنوية العالية والثقة الزائدة بالنفس، وهو سريع الاستثارة والغضب والانفعال، ويبدو عليه الحديث السريع، والتغير المستمر في المواضيع، والانتقال من موضوع لآخر، ويكون تركيزه على الموضوعات العظيمة، وتحقيق الثروات والقوة والشهرة 0 وإذا ما اختلف مع أحد الأصدقاء أو الأقرباء، فإنه ينظر إليه على انه عدو وخائن ، وإذا ما غضب فانه يهاجم هجوماً شديداً ومباشراً دون مراعاة للصداقة أو صلة القرابة 0 ويتصف المصاب بالهوس بممارسة الجنس بصورة غير شرعية 0
من هو المريض نفسياً، ومن هو المريض عقلياً؟
المعايير التي تحكم السلوك السوي والمرضي:
يرى بعض علماء النفس بأن السواء والمرض مفهومان، لا يفهم احدهما إلا بالرجوع إلى الآخر، وهما مفهومان نسبيان في مراحل العمر المختلفة، وفي الأزمنة المختلفة وحتى في الثقافات المختلفة 0 فما هو سوي وصحيح في مجتمع ربما يكون غير سوي في مجتمع آخر، لذا فإن مفهومي المرض والسواء من المفاهيم الصعبة التحديد 0
فتعتقد ( ليندا دافيدوف ) أن السواء واللاسواء (المرض) يشخصان من حيث درجة الاضطراب فقط ، فيقال حينئذ أن الأفراد غير الأسوياء نفسياً تعتريهم مشكلات عقلية أكثر ويتصرفون بطريقة غير ملائمة اجتماعياً، كما يبدو أنهم اقل قدرة على التحكم بانفعالاتهم مقارنة بالأفراد الأسوياء 0 وعلى الرغم من الاختلاف في وجهات النظر بتحديد السواء والمرض ، إلا أن المختصين اتفقوا على تحديد بعض المعايير تبعاً لاهتماماتهم أو مجالات عملهم وأطرهم الفلسفية ومنها:
أ ـ المعيار الاجتماعي : السواء ما تتفق عليه الجماعة وتقبله، والمرض (اللاسواء) كل ما لا يتفق عليه وما لا يتوقعه المجتمع من أنواع السلوك 0 فوجود مجموعة من التقاليد والأعراف الاجتماعية التي تنظم السلوك في كل مجتمع ، تحدد انحراف السلوك عن ما يتفق عليه المجتمع وهو بذلك يعتبر سلوكاً غير سوي ( مرضي ) 0 لذا فان السلوك الاجتماعي الملائم للقواعد الثقافية والاجتماعية في أي مجتمع ، يحدد نوع السلوك سواء الشاذ عن تلك القواعد أو المنسجم معها فما كان متوافقاً مع تلك القواعد فهو سلوك سوي وما غايرها فهو سلوك مرضي 0
ب ـ المعيار الطبي : يعد المعيار الطبي من المعايير المهمة جداً في تحديد السلوك المرضي أو السلوك السوي ، ويعتمد هذا المعيار على أدواته الكلينيكية التي توصله إلى الحقائق العلمية الطبية 0 فعدم مقدرة الإنسان على ضبط سلوكه والتحكم فيه ، يعد في المفهوم الطبي مرضاً، أو الزيادة غير الطبيعية من القلق لدى الإنسان وفي أوقات غير محددة يعد مرضاً أيضا، كذلك كثرة الأسى والشكوى وعدم الارتياح والحزن بدون سبب والغضب دون سبب، كلها انفعالات لكن التعبير عنها بطرق غير مناسبة يعد مرضاً، فرد الفعل على موقف محزن ، يعد طبيعياً، لكن استمراره لفترة أطول وأوقات متباينة، يعد مرضاً في المعيار الطبي 0 ونعود مرة أخرى إلى التساؤل المهم: من هو السوي ، ومن هو المريض؟
الشخص السوي (المتوافق) والمتمتع بالصحة النفسية والعقلية، هو: الشخص الذي يجدّ ويعمل ويتفاعل مع المجتمع 0
أما المريض (غير المتوافق) فهو الذي يعاني من الاضطرابات الانفعالية التي تنعكس على السلوك وتشكل أعراضاً مرضية 0
مرض الاكتئاب Depression
يُعرّف الاكتئاب على انه استجابة تثيرها حادثة مؤلمة كالفشل في علاقة، أو خيبة أمل، أو فقدان شيء مهم كالعمل، أو وفاة إنسان غال 0
وهو أيضا حالة من الألم النفسي يصل في الميلانخوليا إلى نوع من العذاب الشديد مصحوباً بالإحساس بالذنب شعورياً، وانخفاض ملحوظ في تقدير النفس لذاتها، ونقصان في النشاط العقلي والحركي والحشوي 0
كما عرفه بأنه حالة من الحزن الشديد والمستمر، يبدو الشخص وكأنه في حداد دائم والكآبة واضحة على قسمات وجهه 0
أنواع الاكتئاب..
الاكتئاب نوعان :
الأول ـ الاكتئاب النفسي ( العصابي ) 0
الثاني ـ الاكتئاب العقلي (الذهاني) ويسمى السوداوي أو الميلانخولي.
وللاكتئاب العقلي ثلاثة مستويات من الشدة:
1ـ الاكتئابالبسيط.
2ـ الاكتئاب الحاد.
3ـ اكتئاب القعود 0
إذن بعد كل ما ذكرته ، فزميلتك لا تعد مريضة نفسيا ، وليست مصابة بأي مرض عقلي 0
إنما هي لديها الأنا مرتفعة 00 إن كانت صادقة فيما تقول فهي معتزة بنفسها وبقدراتها ، وإن كانت غير صادقة ففعلها نوع من التعويض تحب أن تعوض به ما ينقصها 0
وهذا السلوك قد نشأ معها منذ الطفولة وفي أثناء التنشئة الاجتماعية ، ربما تربت على هذا السلوك ، فكانت تقول وهي طفلة لأمها ، ما أعرف أسوي هذا ( أي عمل ) فترد أمها : لا أنت تعرفين تعملين كذا وتعملين كذا وتعملين ، وهكذا حتى تشربت البنت بهذا ، فنشأت وهي معتقدة أنها تعرف كل شيء 0
تمنياتي لك أختي الفاضلة ولزميلتك بالصحة والعافية 0