الله عليك يافراس ماصدقنا وحنا ننسى الأبيات نحشتاها علينا مرة ثانية والله إنك بحرت عليه هيا خلني أحاول مدري بها وإلا بجنبها .

قبل خلنا نفسر الكلمات التي وردت في المقدمة .
الزبارة :المكان المرتفع.
امزقور :الشارع.
شلت :أخذت .
تنهد :شهق في دهشة .

نأتي للأبيات :
البيت الأول:
شفت : رأيت .
امشقاري :نوع من أنواع الثعابين الخطيرة التي تقاوم بشراسة للدفاع عن نفسها .
امعند :أي رافع رأسه إلى الأعلى متعمدا.
هد:صوت من البحر له دوي وهذا مايحصل من بعض الثعابين الخطيرة مثل الثروى إذا أردت أن تقتله فإنه يقاوم ولايهرب بل يقبل إليك رافعا رأسه مع نصفه فوق الأرض مع صوته المعروف ورغوته التي يفرزها من فمه .
الحرجة :معروفة وهي مايثبت به السجف أوالعشة بواسطة الحبال .
شبك :ثبت والنيب معروف .
البيت الثاني :
لاخرش :الخرش حرث الأرض بواسطة المحراث قبل نزول المطر أوالسيل فإذانزل المطر أوجاء السيل تكون تربة الأرض هشة و لينة فتمتص كمية كبيرة من الماء .
امجعد:نوع من أنواع الشعر وهذاالنوع يحتاج إلى مجهود عند تمشيطه وهويختلف عن الشعر السلبي وغالبا مايكون الشعرالجعد أقصر وأثغن وأكثر من الشعر السلبي و شعر الجعد يمتازبشدة السواد و له منظر جذاب ولايمنع من أن يكون طويلاولعل البعض يفضله على الشعر السلبي وقد ورد ذلك في الشعرالتراثي :
مكعش جعدها أجثل وحاني
وتعضيه على دورامثماني
بسنبل واللباب والزعفراني
ويكسي عكنها إذ هونفيل
من كل باع : الباع مقاس اليدين وهي ممتدة مقاس اليد الواحدة يسمى نصف باع ومقاس اليدين يسمى باع .
تحبك به :الحبك هو اللف بواسطة الأيدي فتكون الحبال المعروفة .
وتبني به : تستخدمه في البناء وخاصة في بناء السجف والعشش لربط الأعواد بعضها مع بعض ومع الحرائج لتثبيت البناء سواء أكان بيتا أم سجفا .

نأتي للبيت الثالث :
ذا شي :هذاالشيء وأعتقد أن هذه الكلمة واضحة لاتحتاج إلى توضيح غير أني زدت "هاء" التنبيه و"أل " التعريف .
يجبي :يأتي .
قبيح امحد :الحرب بواسطة السلاح وهذاالسلاح يكون إما شفرة أوجنبية بدليل كلمة "امحد" ونحن نعرف أن الحد صفة للشفرة أوالجنبية يقال شفرة أو جنبية حدّة .

الشرح :
اشتملت الأبيات على تشبيهات وكنايات وتوريات بعيدة المدى .
فنرى الشاعر الأول في بيته :
شفت امشقاري امّعند هد ********* في كل حرجة شبك نيبه
قد شبه هذه المرأة برشاقتها ونضرتها التي صوبتها مثل السهام لتغرسها في قلوب هؤلاء بثعبان قدرفع رأسه وحرك عيناه نحو فريسته ليشبكها بأنيابه ولعل البعض قد يسأل من أين أتت الرشاقة ؟نقول له :كلنا نعرف الثعبان بأن جسمه نحيف لاتميز بطنه عن سائر جسمه ولعل الشاعر قد وفق في هذاالتشبيه هذامن ناحية ومن ناحية أخرى عندما شبه الشاعر هذه المرأة بالثعبان ونحن نعرف أن هناك تنافر بين الإنسان والثعابين نظرا لخطورتها فهذا قد يولد عنده قناعة بأن الوصول إلى هذه المرأة قد أصبح مستحيلا ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه .

أما الشاعر الثاني في بيته :
لاخرّش امجعدعلـى امّنهـد ********* من كل باع تحبك به وتبني به
فقد سلط الضوء في وصفه على شعر المرأة حيث قال:
إن هذه المرأة عندما تمشط شعرها بالمشط فإنه يتغير عن وضعه الأول بعد أن كان متماسكا أصبح مرتخيا يزداد في الطول كلما حُرك بالمشط قد يصل في طوله إلى الباع فيتسنى للإنسان أن يعمل منه حبالا طويلة من طوله يستخدمها للبناء .

أما الشاعر الثالث في بيته:
ذا شي يجبي قبيح امحد ********* واحد لواحد يهنّي بـه
فإنني لا أرى في رده خبثا وإنما حمية وشهامة وغيرة جعلته يستنكر موقف صاحبيه بأن هذاالألفاظ لايجوز أن نطلقها على أعراض الناس وإذا نحن لانرضاها لعرضنا فكيف بغيرنا ؟وأن هذاالعمل الذي تقومون به قبيح يستدعي الحرب بالسلاح ومادام هذاالشاعر لم يتعرض لهذه المرأة كمافعل صاحبيه وحيث أنه قد قال : ذا شي يجبي قبيح امحد فهذا يؤكد أن هناك علاقة بينه وبين هذه المرأة وقد أغضبه ماقيل فثار ثورته .

حقيقة وقفت طويلا أتأمل في عجز البيت " واحد لواحد يهنّي بـه"
قد تكون هذه المرأة خطيبته ومادام قد ذكر أن عمل صاحبيه قبيح يستدعي السلاح فهوغير راض عنه ولعله استخدم السلاح ضد أحدهما فقتله ومادام أنه قد قتل فمصيره القتل وهنا تبقى المرأة لواحد .
أو أنه استعان بأحد ضد الإثنين فيكون واحد مقابل واحد ولكن أرى أن الأول أقرب والله أعلم .

الأخ فراس :
كلامي هذا بعضه مسروق بحرافه فإن أصبت فبها وإن كانت الأخرى فكما قال الأخ قرموش محاضر عاد تسألني .