النص(20) صــ 44 ـــ
قفص اسمه الحب
كان ما كان، في قديم الزمان ،
حكاية حب بدأت صغيرة وكبرت مع الزمن .
نمت نمو الطفل منذ الولادة وحتى سن النضج ،
وكبرنا معها ، لكننا لم ننضج مثلها .
ماذا أروي لكم عن تلك الحكاية ؟
العاطفة الخيّرة ، العطاء بلا حدود ،
أم العثرات والمصاعب في سبيل الاستمرار ؟
وماذا أروي لكم عنا نحن العاشقين ؟
القدرة على حضن عاطفة حب والحفاظ عليها سنوات ،
والقناعة بأن أحدنا يكمل الآخر مهما تغيرت الظروف ؟
اليوم أتساءل : أما آن لهذه العاطفة التي نضجت
أن يفك أسرها ويطلق سراحها ؟
هل حبنا حقيقة
أم أنه أسطورة نتمسك بوجودها ونفخر بامتلاكها ؟
كلما نظرت في عينيك يتملكني شعور بأني انظر الى عصفور
سجنته في قفص الحب ،
أحببته ودللته ،لكن حدوده لا تتخطى قضبان السجن
الذي صممته له .
كلما تحدثت إليك عن النهاية ، ترفض سماعي ،
وأشعر كأنك ترفض سماع ترجمة أفكارك وتساؤلاتك وأحاسيسك
فتقرر أن تكبلني بعقدة ذنب المفتري لتفكيري ،
وتحملني مسؤولية القضاء على حكاية حبنا .
قد لا تعرف معنى الصرخة التي تضج في الأعماق ،
ولا تجرؤ على فتح فمك لاطلاقها .
وقطعا ً لاتعرف ألم الدمعة التي تملأ مآقيك ،
ولا تجرؤ على بكائها .
هكذا أنا ياحبيبي ، أتمنى لو أجرؤ على الانهيار ،
على فقدان ذاكرتي ، على التحول إلى إنسانةأخرى ،
لأنساك ، وأنسى الحب الذي عرفته وأعرفه معك ،
لأقف بكل بساطة وأقول لك وداعا.
قد تقول لي لا ، ولِمّ ننهي حكاية لم تنته ؟
لِمّ نكتب أحلى قصص الحب ونختلق لها النهاية
وفصولها لم تكتمل بعد ؟
قد يكون ،لأن الألم الذي أفرضه على نفسي أهون من الألم الذي قد
تسببه أنت لي .
وقد يكون لأني إنسانة تحب الجمال في أوجه ،
وترفض الاعتراف بانتهاء الربيع ،
وقد يكون لأني أنثى تعرف أن اليوم الذي ستفتر فيه عواطفك
قريب وتريد انقاذ كرامتها سلفا ً.
أرجوك باسم الحب الذي نعيشه معا ً ،
ساعدني على الشفاء منك بلا جروح
حتى تبقى لنهاية حبنا ذكريات حلوة ،
لاوجع يعيش دهرا ً كما عاشت حكايتنا .
زينات نصار
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي