يقول العريفي في كتابه ( استمتــــع بحياتـــك ) ..

كنتـــــ في مجلس فيه عدد من الوجهــاء ..
فتحدث أحد من رآه استغنى ! وقال في أثناء حديثه :ومررت بأحد العمال.. فمد يده ليصافحنـي .. فترددتـــ ..ثم مددت يدي وصافحتــه ..ثم أسرد قائلاً (بشيء من الغرور ) : مع أني لا أعطي يدي لأي أحـــد..
ما شـــاء الله ..يقـــول لا اعطي يدي لأي أحد..
أما رسولـــ الله صلــى الله عليــه وســـلم.. فكانتـــ الأمة المملوكة الضعيفة..تلقاه في وسطـــ الطريق .. فتشتكي إليه من ظلمــ أهلــها .. أو كثرة شغلــها .. فينطلق معها إلى أهلها ليشفع لها ..
وكان يقول : (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)..
كم سمعنا الناس يرددون: يا أخي .. فلان متكبر .. فلانـــــــ < شايف نفسه >.. ويبغضونه بسبب هذا الخلق ويذمونه..

وتسأله : لماذا لا تستعن بجارك في كذا؟

فيقول : فلان متكبر علينا.. ما يعطينا وجه!!
آآآآه كم هم مبغوضون أولئك الذين يتكبـــرون على الناس .. ويعاملونهم باستعلاء .. كم هو منبوذ.. ذاك الذي يطغى أن رآه استغنى..
ذاك الذي يصعر خده لناس ويمشي في الأرض مرحاً..
ذاك الذي يتكبر على العمال.. والخدام .. والفقراء..
يتكبر عن محادثتهم .. ومصافحتهم .. ومجالستهم ..
..
...لما دخل صلى الله عليه وسلم مكة فاتــــــحاً ..جعل يمر بطرقات مــكـــة ..
التي طالما أوذي في طرقاتها .. يا مجنون .. ساحر .. كاهن ..كــاذب ..
وهو اليوم يدخلها قائداً عزيزاً ..ممكناً .. قد أذلـــّ الله أهلها بين يديه..

فكيف كان شعــــــــــوره وهو داخـــل؟

قـــــال عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما :

لما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى (ذي طوى) .. وقف على راحلته معتجراً بقطعة برد حمراء .. وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تواضعا ً لله .. حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح .. حتى إن عثنونه ( طرف لحيته ) ليكاد يمس واسطة الراحلة..

و قال أنس رضي الله عنه :

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وذقنه على راحلته متخشعاً ..

وقال ابن مسعود : أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه في شيء .. فأخذته الرعدة ..فقال صلى الله عليه وسلم : هون عليك .. فإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد ( اللحم المجفف )..
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( أَجلِـــس كــما يجلس العبد.. وآكُلُ كما يأكل العبد ) نعم..

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسـه على عبقات الجو وهو وضيع

باختصار ..

من تواضـــــع لله رفــــــعه .. وما زاد الله عبــــداً بالتواضــــع إلا عـــزاً..

منقول من كتاب ( استمتـــع بحياتــــك ) للعريفي

ارجو قد علقت ولو باليسير تقبل مروري