![]()
فقدت الحركة المسرحية السعودية والوسط الفني أحد أبرز رموزهما برحيل الفنان الدكتور بكر الشدي الذي انتقل إلى جوار ربه صباح أمس بعد صراع قاس مع المرض، حيث تم تشييع جنازة الراحل عصر أمس وصلي عليه في مسجد الراجحي ثم ووري جثمانه في مقبرة النسيم وقد شارك في تشييع الجنازة حشد غفير من محبي الفنان، من مسؤولين ومثقفين وفنانين ومسرحيين. وقد عرف الراحل كفنان مسرحي وتلفزيوني له من خفة الظل ما يجعل المشاهد لا ينساه أبدا. عدد من المسرحيين والفنانين والمهتمين بفن الشدي، أبدوا أسفهم لرحيله المبكر، فقد قال المخرج المسرحي سمعان العاني إن رحيل الفنان بكر الشدي يمثل خسارة للوسط الفني وأنه كان إنسانا وفنانا بمعنى الكلمة، وأنه على الرغم من دراسته للمسرح إلا أنه كان يحب التمثيل، حيث يأتي من أمريكا وبريطانيا حيث كان يحضر دراساته العليا ليشترك في بعض الأعمال الدرامية المحلية ثم يعود مرة أخرى، وذكر العاني أن الراحل يحب الحياة والناس، وأكد المخرج العاني في وقت سابق على أحقية بكر الشدي بجائزة الدولة التقديرية، ذلك أنه أول سعودي يتخصص في المسرح ويحصل على شهادة عليا في هذا المجال.
رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون محمد الشدي شدد على أهمية الدور الريادي الذي قام به الراحل تجاه الحركة الفنية، المسرحية والتلفزيونية، من خلا ل ما قدمه حتى آخر لحظة من حياته وقبل أن يداهمه المرض الخبيث، وقال إن الراحل كان فنانا متميزا في أدائه وفي خلقه، كما أنه انصرف إلى عمل الخير من خلال المشاركة في العديد من الأنشطة التي ترعى شؤون الأطفال والمرضى، حيث كان ما أن ينتهي من أخذ العلاج حتى يبادر بالذهاب إلى أقسام الأطفال ليزورهم ويرسم البهجة والابتسامة على شفاههم.
فيما أجمع كل من الفنانين محمد حمزة ومحمد العيسى وفايز المالكي على خسارة الوسط الفني جراء رحيل إحدى قاماته الفنية الرفيعة، وعلى أنه كان دمث الأخلاق ومرحاً ومحباً للحياة ونعم الأخ والصديق وأستاذا في كل ما كان يقوم به.
في حين رأى الناقد الفني يحيي مفرح زريقان أن غياب الفنان بكر الشدي من حياتنا الفنية يشكل خسارة كبيرة لمقومات العمل المسرحي السعودي الذي ناضل من أجله الشدي طوال سنواته وكرس جهده بالخوض في الدراسات العليا في المسرح وعلومه، من أجل أن يقوم بتفعيل وتطوير النشاط المسرحي في بلادنا.
وأشار إلى أن ما قدمه الراحل من عطاءات فنية وإنسانية ومهنية يؤكد علو كعب الرجل في مجاله، ومنافحته في التعريف وإبراز دور المسرح في الحياة العامة.
وقال مفرح إن ما يعزينا في بكر أنه عمل كثيرا على تأسيس أرضية من الوعي بالعمل المسرحي للأجيال القادمة، آخذا بيد الكثير من الفنانين الشباب والمواهب الصاعدة التي توجد الآن في ساحة العمل الفني بشكل واضح،.
أما الفنان راشد الشمراني فقال: إن مشوار الفنان كان حافلا بالعطاء والتضحية وقد قدّم كل ما لديه للفن السعودي, مضيفا أنه لم يسمع في يوم من الأيام شكوى من أحد ضد الشدي , وقدّم الشمراني تعازيه الخالصة لكل محب للفنان الراحل.بدوره قال الفنان خالد سامي إن الراحل كان يعني له أكثر من مجرد زميل بل أخ ربطته به علاقة تجاوزت الـ 25 عاما، مشيرا إلى أن واحدة من الأشياء الجميلة التي لا ينساها عن الراحل هي استقطابه لهم هو وناصر القصبي وراشد الشمراني وصالح الزاير وبشير الغنيم، بما كان يمثله من قبول ومحبة للجميع، فأينما كان يوجد بكر الشدي كنا نذهب إليه، حيث يقوم بتشجيعنا وحثنا على البحث والتعلم وتثقيف أنفسنا. وأكد خالد سامي أنه شخصيا تعلم الكثير على يد الشدي، وأنه له أياد بيضاء كثيرة وأنه كان يعطي بيمينه ما لم تعلم شماله. وشدد على أن الراحل ترك في داخل كل فنان وكل مشاهد إرثاً لا يمكن أن ينتهي، وأنه إذا كان بكر الشدي قد توفي جسدا فإنه سيظل باقياً كروح رائعة وكزميل وكموجه وكرجل خفيف الظل من خلال أعماله الدرامية والمسرحية.
المسرحي رجاء العتيبي ذكر أن الراحل كان دائم الدعم لهم من خلال حضوره لأعمالهم المسرحية: بسبب غياب الشرعية المسرحية الرسمية التي فقدنا بغيابها كياننا المسرحي الفاعل، فقد كنا نشتكي له همنا في مسرح تحول في مجتمعنا إلى مجرد نشاط ضمن برامج. وقال إنه لم يكن يتوقع أن يستبدل مقالة كان قد كتبها احتفالا بتكريم الراحل في مهرجان الفرق الأهلية الذي أقيم أخيرا في أبو ظبي بمقالة عزاء تنفي وفاة شخصية لها حضورها الفني ولنا معها أيام جميلة.
يذكر أنه وضمن فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان المسرحي للفرق الأهلية لدول مجلس التعاون الخليجي الذي أقيم في الإمارات العربية المتحدة قبل شهر تقريبا قام المهرجان بتكريم مجموعة من رواد المسرح الخليجي منهم بكر الشدي على الرغم من أنه لم يكرم في الداخل.
عن صحيفة الوطن
إنا لله وإنا إليه راجعون