العنف الموجه ضد الأطفال قصة لن تنتهي من واقعنا قط نتيجة للمفاهيم الخاطئة في التربية ، ولازلنا نشاهدها كثيرا كدليل على أنها لم تزل في أوجها ، وقصة العنف ضد الأطفال تتمثل بمواقف عديدة تبدأ من درس الرياضيات غير المفهوم وتمر بعصيان الأوامر ولا أستطيع أن أقول أن لها نهاية فكم نعنف أطفالنا بسبب وبدون سبب وكم يتفنن بعض الأهالي في اختراع أشكال وألوان مختلفة للعقاب حتى يبدو الأمر و كأنه قد تحول عند البعض من التأديب إلى السيطرة وإظهار القوة على ذلك الصغير الذي لا حيلة له. ... رؤى صبري
فما هو العنف ضد الأطفال ؟
وما هي أشكاله ؟
وما هي آثاره ؟
وأين يمارس العنف ضد الأطفال ؟ وممن ؟
مفهوم العنف:
اشتق مفهوم العنف من الكلمة اللاتينية Vise بمعنى القوة، وكلمة Altus بمعنى يحمل، وعلى ذلك فإن الكلمة في مفهومها العام تعني؛ حمل القوة تجاه شيء ما أو شخص ما أو آخرين.
وتشير قواميس اللغة العربية والأجنبية إلى أن مفهوم العنف يشير إلى الخرق بالأمر وقلة الرفق به، ويأتي لفظ العنف من عنف بمعنى أخذ بشدة وقوة.
هاذ وهناك عدد من التعريفات المتاحة لمفهوم العنف، نذكر منها:
التعريف القانوني:
عَرَّفت معظم القوانين العنف بأنه "كل فعل ظاهر أو مستتر، مباشر أو غير مباشر، مادي أو معنوي، مُوجَّه لإلحاق الأذى بالذات أو بآخر أو جماعة أو ملكية واحد منهم، وهذا الفعل مخالف للقانون، ويُعرض مرتكبه للوقوع تحت طائلة القانون لتطبيق العقوبة عليه.
التعريف الاجتماعي:
تحدد العلوم الاجتماعية، والتي تضم علم الاجتماع وعلم النفس والخدمة الاجتماعية: أن العنف هو مجموعة من الأنماط السلوكية التي تصدر عن الفرد أو الجماعة، تؤدي إلى تصرفات غير اجتماعية وغير تربوية خطيرة، تتعارض مع القوانين والمواثيق.
كذلك هناك من يُعرَّف العنف بأنه ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير عن قصد، وعادة ما يؤدي ذلك إلى التدمير أو إلحاق الأذى والضرر المادي أو غير المادي بالنفس أو بالغير.
أما علماء النفس فيعرفون العنف:
بأنه "مدى واسع من السلوك الذي يُعبَّر عن حالة انفعالية تنتهي بإيقاع الأذى أو الضرر بالآخر، سواء أكان فردًا أم شيئًا، أو تحطيم الممتلكات، وقد يصل ذلك إلى التهديد بالقتل أو القتل.
كذلك يرى علماء النفس أن "العنف هو سلوك غريزي مصحوب بالكراهية وحب التدمير، هدفه تصريف الطاقة العدائية المكبوتة تجاه الآخرين، كذلك قد يكون العنف نتيجة للإحباط الشديد ولعدم قدرة الشخص على التسامي أو لإعادة ضبط النفس.
وفي ضوء ما سبق، يمكن تعريف العنف ضد الأطفال على أنه: "كل أشكال السلوك مباشرة أو غير مباشرة، لفظية أو غير لفظية، ظاهرة أو مستترة، مادية أو معنوية، سلبية أو غير سلبية، يترتب عليها إلحاق أذى أو ضرر أو سوء معاملة أو إساءة للأطفال، سواء أكان هاذ الأذى جسديًا أم جنسيًا أم عاطفيًا أم إهمالاً، مما يترتب عليه آثار جسمية ونفسية واجتماعية وتعليمية خطيرة، وهذه السلوكيات تتعارض مع القيم الدينية والقوانين والمواثيق القومية والإقليمية والدولية.
أشكال العنف ضد الأطفال:
العنف ضد الأطفال أو الإساءة أو سوء المعاملة للأطفال Child Abuse، له أشكال وأنواع عديدة، يمكن تصنيفها كالتالي:
أولاً: الاعتداء أو الأذى الجسدي Bodily Abuse:
الاعتداء أو الضرر أو الأذى الجسدي هو أي اعتداء يُلحق الأذى بجسم الطفل سواء باستخدام اليد أو بأية وسيلة أخرى، ويحدث على أثر ذلك رضوض أو كسور أو خدوش أو حروق أو جروح، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي إلى "الخنق" أو القتل.
![]()
ثانيًا: الاعتداء أو الأذى الجنسي Sexual Abuse
الاعتداء أو الضرر أو الأذى الجنسي هو شكل من أشكال الاعتداء الجسدي، ويقصد به استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لشخص آخر، ويبدأ الاعتداء الجنسي من التحرش الجنسي إلى ممارسة الجنس بشكل كامل مع الطفل، وهذا سيؤدي بلا شك إلى عدة آثار سلبية خطيرة على الطفل، فعلى سبيل المثال: إفساد أخلاق الطفل، تهتك الأعضاء الجنسية لدى الطفلة، حرمان الطفلة من الحمل والولادة في المستقبل، مشكلات الحمل المبكر والخطير لدى الطفلة.
ثالثًا: الاعتداء أو الأذى العاطفي Emotional Abuse
الاعتداء أو الأذى العاطفي هو إلحاق الضرر النفسي والاجتماعي بالطفل، وذلك من خلال ممارسة سلوك ضد الطفل يشكل تهديدًا لصحته النفسية، بما يؤدي إلى قصور في نمو الشخصية لديه، واضطراب في علاقاته الاجتماعية بالآخرين.
ومن أشكال الاعتداء العاطفي "حرمان الطفل من الحب والحنان والرعاية والحماية والشعور بالأمن والأمان، وحرمان الطفل من حقه في التعليم واللعب.. كذلك من أشكال الاعتداء العاطفي، القسوة في المعاملة أو التدليل الزائد والحماية المسرفة.
![]()
رابعًا: الإهمال:
الإهمال نمط سلوكي يتصف بإخفاق أو فشل أو ضعف في الأسرة والمدرسة في إشباع كل من الاحتياجات البيولوجية (مثل: الحاجة إلى المأكل والمشرب والملبس والمأوى) والاحتياجات النفسية (مثل: الحاجة إلى الأمن والأمان.. والرعاية ومن أشكال هذا الإهمال: إهمال تقديم الرعاية الصحية للطفل.. والإخفاق في تقديم الغذاء المناسب والكافي، والملبس والمأوى.. كذلك من أشكال الإهمال في هذا المجال عدم الاهتمام بالاحتياجات التعليمية والتربوية للطفل، مما يحرم الطفل من حقه في التعليم وحقه في تنشئة اجتماعية سليمة.
أثار العنف الواضحة على الطفل
أكثر الضحايا من البنات وخاصة تحت سن 10 سنوات. يتعرض الطفل لكسور وجروح متكررة ويشك الطبيب بالموضوع من رؤية الكسور والكدمات (البقع الزرقاء) وسوء التغذية، والخوف في عيون الطفل ورفضه الاجابة أو الكلام إضافة إلى الحالة النفسية للطفل، ويمكن للطبيب ان يسأل الوالدين عن سبب ما يراه في الطفل.
في بعض الأحيان يكون الاطفال في حالة يرثى لها بحيث يتوجب على الشرطة أن تتدخل. على الطبيب ان يكون منتبها ويقظا وأن يحاول معرفة سبب ما يراه من أعراض خاصة الكسور المتكررة أو الاصابات المتكررة لدى الطفل.
آثار العنف المنزلي
الأطفال الصغار في الأسرة ضحايا العنف المنزلي والذي يؤدي إلى ظهور مشاكل نفسية مثل الخوف والكآبة إضافة إلي ظهور مشاكل جسمانية من قبيل الصداع وآلام في البطن أو الكسور والجروح.
التصدي لهذا النمط من العنف
لقد تمّ تحقيق الكثير من المكاسب لمنع أشكال معينة من العنف ضد الأطفال والتصدي لها. فقد صادقت دول عديدة على اتفاقيات دولية لحماية الأطفال وكفالة حقوقهم، واستناداً إلى تلك الاتفاقات، قامت بتعديل القوانين ووضعت خطط عمل وطنية. ولكن قليلة هي الدول التي راجعت أطرها القانونية بصفة كلية لكي تتصدى للعنف ضد الأطفال بمزيد من الفعالية. كما أن تطبيق القوانين لا زال يشكل تحديا. وقد ساعدت أنشطة الدعوة والتوعية والتدريب في زيادة فهم العنف ضد الأطفال. وتم إطلاق مبادرات هامة في مجالات عدة كتلك المتعلقة بالقضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال، ووضع حد لتشويه وبتر الأعضاء التناسلية للأنثى، وتوفير الخدمات لأطفال الشوارع. وتساهم برامج دعم الأولياء وتنمية مهاراتهم الأبوية بصفة فعالة في حماية الأطفال، كما أن الأطفال بدورهم يلعبون دورا أساسيا في منع العنف والتصدي له. ولكن رغم كل هذا، لا بد من عمل المزيد.
أين يمارس العنف ضد الاطفال :
في المنزل والأسرة
تتوفر لدى الأسرة أكبر إمكانية لحماية الأطفال والتكفل بسلامتهم الجسدية والعاطفية. وتقرّ معاهدات حقوق الإنسان بالحق في حياة وبيت خاصين وأسريين. وفي السنوات الأخيرة، جرت عملية توثيق للعنف الذي يرتكبه الوالدان وغيرهما من أفراد الأسرة ضد الأطفال. وقد يشمل ذلك العنف الجسدي والجنسي والنفسي، فضلاً عن الإهمال المتعمد. وكثيراً ما يتعرض الأطفال لعقاب جسدي أو قاسٍ أو مهين في سياق عملية التأديب. وتعتبر الإهانات اللفظية والشتائم والعزل والرفض والتهديد والإهمال العاطفي والاستصغار، جميعها أشكال من اشكال العنف التي قد تلحق الضرر بسلامة الطفل. وكثيراً ما يتعرض الأطفال لإيذاء جنسي من جانب شخص يعرفونه، غالباً ما يكون أحد أفراد أسرتهم. وتُفرض عموماً ممارسات تقليدية ضارة على الأطفال في سن مبكرة من جانب الأسرة أو القادة المجتمعيين. ويستتر قدر كبير من هذا العنف وراء الأبواب المغلقة أو بسبب العار أو الخوف.
في المدارس والبيئات التعليمية
تضطلع المدارس بدور هام في حماية الأطفال من العنف. وتعرّض البيئات التعليمية الكثير من الأطفال إلى العنف، بل وحتى أنها تلقنهم العنف. فهم يتعرضون للعقاب البدني، ولأشكال قاسية ومهينة من العقاب النفسي، والعنف الجنسي، والعنف القائم على نوع الجنس والبلطجة. ومع أن 102 من البلدان قد حظرت العقاب البدني في المدارس، فإن إنفاذ هذا الحظر لا يتم غالباً على نحو كاف. والشجار والبلطجة مثالان أيضاً على العنف ضد الأطفال في المدارس. وكثيراً ما ترتبط البلطجة بالتمييز ضد التلاميذ الذين ينحدرون من أسر فقيرة أو مـن فئات مهمشة، أو الذين تكون لديهم خصائص شخصية معينة، كالمظهر أو الإعاقة. وتتأثر المدارس أيضاً بالأحداث التي تقع في المجتمع الأوسع نطاقاً، ومن ذلك مثلاً ثقافة العصابات، أو النشاط الإجرامي، أو المرتبط بالعصابات وبالمخدرات.
في مراكز الرعاية والمؤسسات الإصلاحية
يقيم ما يصل إلى 8 ملايين من أطفال العالم في دور للرعاية. وقلة من الأطفال الذين يوجدون في تلك الدور لعدم وجود والدين لديهم؛ أما معظم الأطفال الموجودين فيها يكون بسبب إعاقتهم، أو تفكك أسرهم، أو العنف في منازلهم، أو أوضاع اجتماعية واقتصادية كالفقر. ويواجه أطفال في بعض المؤسسات عنفاً من مقدمي الرعاية ومن غيرهم من الأطفال. فقد ’يؤدِّب‘ العاملون في تلك الدور الأطفال بالضرب أو بتقييد الحركة أو بحبسهم. وفي بعض المؤسسات، يواجه الأطفال ذوو الإعاقات عنفاً متخفياً في شكل علاج، مثل تعريضهم للصدمات الكهربائية للسيطرة على سلوكهم، أو إعطائهم أدوية لجعلهم أكثر ’امتثالاً‘. وكثيراً ما يتعرض الأطفال الذين يكونون رهن الاحتجاز للعنف من جانب العاملين في تلك المراكز. وفي 77 بلداً على الأقل تُقبل العقوبة الجسدية وغيرها من أشكال العقوبة العنيفة كعقوبة قانونية في المؤسسات العقابية. كما أن احتجاز الأطفال مع الكبار أمر روتيني في بلدان كثيرة، وهذا ما يعرضهم لخطر متزايد.
في مكان العمل
يعاني ملايين الأطفال الذين يعملون، سواء كانوا يعملون بصفة قانونية أو غير قانونية، من العنف ـ الجسدي والجنسي والنفسي ـ في جميع المناطق. فقد يُستخدم العنف لإكراه الأطفال على العمل أو لعقابهم أو للسيطرة عليهم في مكان العمل. وقد وُصفَت بعض فئات العمل غير القانوني بأنها ’أسوأ أشكال عمل الطفل‘ وتعتبر لذلك عنفاً ضد الأطفال. ومعظم العنف الذي يُمارس في مكان العمل يكون على يد أرباب العمل، وإن كان الذين يمارسون العنف قد يشملون أيضاً الزملاء في العمل والرؤساء في العمل والزبائن والشرطة والعصابات الإجرامية والوسطاء. وتشتغل فتيات كثيرات بالخدمة المنزلية، وهي خدمة كثيراً ما لا تكون خاضعة لأنظمة. وهن يُبلِغن عن إساءة معاملتهن، مثل تعرضهن للعقاب الجسدي والإهانة والتحرش الجنسي. كما أن استغلال الأطفال في البغاء أو في المواد الإباحية ليس شكلاً من أشكال العنف بحد ذاته فحسب، بل يُعرِّض أيضاً الأطفال المُستَغلين لخطر العنف الجسدي والنفسي، فضلاً عن الإهمال.
في المجتمع
المجتمع مصدر للحماية والتضامن من أجل الأطفال ولكنه يمكن أيضاً أن يكون مكاناً للعنف ـ بما في ذلك عنف الأقران ـ والعنف المرتبط بالمسدسات والأسلحة الأخرى، وعنف العصابات والشرطة، والعنف الجسدي والجنسي، والاتجار بالبشر. وقد يكون العنف مرتبطاً أيضاً بوسائط الإعلام وبالتكنولوجيات الجديدة للمعلومات والاتصال. وكثيراً ما تعاني من عنف المجتمع فئات الأطفال المهمشين، مثل أطفال الشوارع. وتصور وسائط الإعلام العنف في بعض الأحيان بأنه شيء عادي أو تُمجّده. وقد وُثِّقت في السنوات الأخيرة عمليات البلطجة الحاسوبية من خلال الإنترنت أو الهواتف المحمولة.
جزا الله كاتب الموضوع كل خير وجعله في ميزان حسناته
هذا والله نسأل التوفيق والسداد
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين