العدسات المنزرعة داخل العين: هل يجب الحذر منها؟
تساعد العمليات الجراحية الإضافية على تحسين عيوب النظر
التي لا يستطيع الليزر وحده معالجتها.
هذه العمليات هي أحد أنواع العمليات الجراحية الإنكسارية
التي يتم فيها تثبيت عدسات منزرعة في العين بأمان تام.
توجد تقنية العدسات المنزرعة في العين منذ عدة سنوات
حيث تم تطويرها لتصحيح عيوب النظر التي تسببها المياة
البيضاء. ويرجع تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية
عندما لوحظ أن الشظايا الدقيقة الناتجة عن الزجاج الأمامي
للطائرة أو مكونات الراديو والتي دخلت في أعين الطيارين
في القوات الجوية الملكية البريطانية لم تزعج أعينهم بطريقة لافتة للنظر.
ثم بعد ذلك تطورت الفكرة إلى العدسات المنزرعة
التي كانت صلبة في البداية ثم تطورت لتصبح مرنة كما هي الآن.
العدسة المنزرعة داخل العين هي...
ما هي بالتحديد؟
العدسة المنزرعة هي عدسة يتم تثبيتها داخل العين إما أمام
أو خلف القزحية أو في مكان عدسة العين البلورية.
الفائدة الأساسية للعدسات المنزرعة هي أنها تغني
الذين يعانون من عيب في النظر عن النظارة
وبالتالي تسمح لهم بالقيام بأنشطة متعددة أهمها الرياضة.
توجد العدسات المنزرعة بأشكال متعددة:
عدسات صلبة مصنوعة من البولي ميثايل ميتكريليت
والعدسات اللينة المصنوعة من السليكون أو الإكريليك أو الهيدروجيل.
يمكن أن تعالج العدسات قصر أو طول النظر الحاد دون أن تسبب
إزعاج للعين لأنها مصنوعة من مواد متوافقة حيوياً مع العين
كما أنها لا تتصل اتصالاً مباشراً بالقرنية.
إضافةً إلى أن وضعها المعلق في العين
يمنح حدوث تفاعلات تؤدي إلى التهاب.
منحت هذه العدسات ميزة للجراحات الإضافية على جراحات
الإزالة لأنها لا تدمر أي شيء في العين كما تفعل عمليات الليزر
التي تُجرى لسطح القرنية. بل على العكس تعمل هذه الجراحات
الإضافية على زيادة الديوبتر المفقود وبالتالي تزيد من قوة
الإبصار وتصحح العيب البصري الموجود.
الجراحة الإنكسارية في العدسة البلورية
يتم اللجوء لهذه العمليات في حالة الضعف الشديد لنظر
المريض مع وجود العدسة البلورية صافية كما هي.
تعالج هذه العملية قصر أو طول النظر لمن هم فوق الخمسين
حيث يتم فيها استبدال العدسة البلورية الطبيعية بعدسة منزرعة
بالقوة البصرية اللازمة لتصحيح عيب النظر.
هذا الإجراء شائع جداً لكنه قد ينطوي على بعض المخاطر
في حالات قصر النظر الشديدة لأنه يغير من تجاويف العين
ويخلق مساحة إضافية قد تؤدي إلى انفصال شبكية العين.
ما يحدث أثناء هذه العملية هو أن الأخصائي يقوم بعمل شق
في القرنية يدخل من خلاله مجس فوق صوتي صغير
بحيث يصل إلى الشبكة البلورية.
هذا المجس الفوق صوتي يعمل على تفتيت العدسة البلورية
بالكامل فيما عدا غلافها الذي يستخدم لحفظ العدسة الصناعية المنزرعة.
لا يحتاج المريض بعد هذه العملية لارتداء النظارة إذا وافق
على ارتداء عدسات صناعة مصممة بسطح خاص
لأن العدسات الصناعية العادية لا تكفي.
فالعدسات العادية لا تستطيع أن تحول التركيز من الأشياء
البعيدة إلى القريبة أو العكس (التكيف)
وبالتالي يجب تعويضها بالنظارات.