اسمع كلام البندري حول قيادة المرأة للسيارة::


تعقيباً على نجيب يماني
المرأة أعلم من الرجل بالمفسدة المترتبة على قيادتها للسيارة:

لم نر ما رآه الكاتب نجيب يماني في "الوطن" فيما كتبه الشيخ صالح الفوزان فما قال والله إلا حقا وما نطق إلا صوابا، بالفعل أستغرب كيف تغيب هذه المفاسد عن البعض ولماذا يتجاهلها البعض الآخر.


أما آن لنا أن نخلع تلك النظارة التي يتحول فيها المجتمع إلى مجتمع ملائكي لا مفاسد ولا فتن ولا حوادث، فهل ينكر عاقل حدوثها؟ ألا نرى ونسمع الحوادث والقصص؟.


كم من فتاة وقعت ضحية للعلاقات المحرمة وهي لا تخرج إلا مع ذي محرم أو مع مرافق فكيف إذا خرجت وحدها؟ ليس في الأمر سوء ظن في المرأة على العكس تماما لكن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.


ولو فرضنا أنها حفظت نفسها وأحاطتها بكل رعاية وعناية؛ هل ننكر أن هناك من الرجال من في قلبه مرض فلا يراعي دينا ولا عرفا ولا رجولة، فيضايقها وقد يعتدي عليها وكم قرأنا عبر هذه الصحيفة وغيرها حوادث الاختطاف التي حصلت لبعض الفتيات، فهذه مفسدة واضحة لا تنكر ولا تحجب ولو لم يكن إلا ذلك لكفى.


أضف إلى ذلك أن فيه مدعاة لسفر المرأة وحدها بلا محرم فهي ستقود سيارتها بنفسها فهل ستنظر في توفر المحرم أم لا؟ كما وأن فيه مدعاة لأن تنحى قوامة الرجل عن المرأة شيئا فشيئا.


كما وأن فيه محاولة ممقوتة لنزع الحجاب تواترا ولا يقل لي أحد إنها ستقود سيارتها بكامل حجابها الشرعي متلفعة بمرطها وجلبابها وعباءتها، فهذا أمر بالكاد يكون.


أما الحديث عن السائق الأجنبي وأنه لا يجيد القيادة وأن المرأة أبرع منه في ذلك فهذه جزئية تدعو إلى العجب، فهذا السائق مارس القيادة لسنوات وجاب الطرق لتأتي المرأة بعد ذلك وتصبح ما بين عشية وضحاها سائقة محنكة وقائدة راليات بارعة، نعم قد لا يكون السائق معتادا على زحام شوارعنا لكنه ليس بأقل حالا من المرأة التي لم تجرب القيادة يوما، ثم يقول نجيب يماني إن الشيخ الفوزان حرم ركوب المرأة مع السائق الأجنبي.


وللعلم فقط فإن قول العلماء في ذلك واضح لا يجادل فيه ولا يمارى إذ إنهم اشترطوا لجواز ذلك شرطين:
الأول: عدم الخلوة بأن يكونا اثنتين فأكثر.


الثاني: ألا تكون مسافة سفر أي أقل من 80 كيلا فإن زادت لزم وجود المحرم.
وقيده بعضهم أي الركوب بالضرورة.


نحن نأخذ أحكامنا من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإن لم يرد في المسألة نص صريح أخذنا بالقياس وإجماع العلماء ولست أنا أو نجيب يماني من يحدد ذلك، فهذا أمر متروك لأهل العلم الذين يعملون في مثل هذه الأمور بقاعدتي درء المفاسد وسد الذرائع ولو نظرنا إلى المفاسد لوجدناها أعظم وأكبر فيكون عند ذلك التحريم أو المنع أولى وأجدر.
شيء آخر للرجل كيف يسمح لنسائه أن يقطعن الطرق ذهابا وإيابا وحدهن دون ولي ولا رقيب ليتعرض لهن من يشاء ويضايقهن من يشاء؟.


فليكتب من يكتب وليتكلم من يتكلم أنا من معشر النساء وأهل مكة أدرى بشعابها وأرى ما لا ترون وأسمع مالا تسمعون.
ليس هناك ما يدعو لذلك وإن احتج من احتج بالضرورة فما أصاب. يقول الله تعالى (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) فأين من يجيب داعي الله وأين من يمتثل لأمر الله؟.
ومتى يكف البعض عن الاصطياد في المياه الراكدة؟ ألا يفكر أحدكم في عواقب ذلك ومغبته؟ ولماذا يحاول فئام من الناس أن يجعلوا المرأة مظلومة بذلك مسلوبة الإرادة مهضومة الحقوق؟. إلى متى يا معشر الرجال؟ هلا تركتم للمرأة حرية التحدث عن نفسها فهي أعلم بما ينفعها، وما يجرها وحدها أو مع الرجل إلى مفاسد. أعلم أنه سيأتي من يقول إن كاتبة هذا المقال ليس إلا ذكرا تلبس باسم أنثى، أو أنها أنثى مستعبدة العقل.


وأقول نعم أنثى استعبدني ربي ولدينه وهبت نفسي وعقلي فما خالفه خالفته ولو على نفسي. وختاما أيها الرجال ألا إن خيركم خيركم لأهله فكونوا على قدر المسؤولية.

البندري عبدالله المطلق .



جريدة الوطن السعودية 16/5/1426هـ