رأيتُ الهوى في قلب كلّ متيّمِ ................. عن القدرِ المضّاءِ خيرَ مترجِمِ
فغيريَ يمضي العمرَ خاطبَ وُدِّها .............. يزورُ ويلقى دون أي تقدّمِ
ويختلسُ الأنظار في كل لحظةٍ ..................... ويرسلُ منها السهمَ تلواً لأسهمِ
فما ربح المسكينُ من طولِ عمرِهِ .................. سوى ضيعةِ الأنفاس بعد التوهُّمِ
ولكنني لما مضيْتُ لساعتي ........................... تعلمتُ منها الحبَّ أيَّ تعلمِ
وما كان مني غيرُ أني رأيتُها ..................... وما كان منها غيرُ لحظٍ ومبسِمِ
تعانقتِ الألحاظُ بيني وبينها ....................... فصار كلانا ذا فؤادٍ مكلَّمِ
فسبحانَ من يعطي القلوبَ أعنةً .................... يذِلُّ لها عزٌ غشى كلّ مغرَم
إذا كان قد جاء الهوى دون طِلبةٍ...................... فإني أراك الآنَ غيرَ مسلَّمِ
وذقْ من كؤوسِ الحبِّ شربةَ عاشقٍ ......................... هنيئًا مريئًا تاركاً كلَّ علقمِ
فبحرُ الهوى فيه الهنا والهلاكُ لو ...................... تأملتَ تلقاها يقيناً كتوأمِ
فعش في هناءِ الحبِّ ساعةَ مَفرحٍ ..................... وكن في هلاكِ الحبِّ ساعةَ مَندمِ
مخيمُ أهلِ العشقِ في كل دوحةٍ ......................... فيا حبذا أهلٌ لذاك المخيَّمِ
يعيشون في أدواحِ كلِّ تناقضٍ ....................... بغير خيارٍ، حالُهم حالُ مرْغَمِ
وسِيَّانَ في شرعِ الهوى كلُّ من له ..................... لسانُ فصيحٍ أو لسانٌ لأعجمِ
ولكنني من بينهم شامخٌ ولي ................... مكانُ عظيمٍ واعتلاءُ مكرَّمِ
جزى الله عني الحبَّ خيراً فإنني ..................... رأيتُ به عينَ القضاءِ المحتَّمِ
مع تحيات: حمد القرار