عندما أتأمل نصوص التضاريس أستغفر الله

تركي الدخيل: الدواوين التي صدرت لمحمد عواد الثبيتي في 82 "عاشقة الزمن الوردي" في 84 "تهجيت حلماً تهجيت وهماً" ثم صدر ديوانك الأهم "التضاريس" في 86, فزت بالعديد من الجوائز, والمعروف عن محمد الثبيتي أنه لا يحفل بالجوائز, سؤالي لماذا بعد 86 صمت محمد الثبيتي طويلاً؟ هل لأنك حققت في التضاريس يعني ما خشيت أن لا أن تحققه في غيره؟
محمد الثبيتي: أولاً أنا لم أصمت في 86..
تركي الدخيل: لم يصدر لك ديوان على الأقل منذ فترة طويلة..
محمد الثبيتي: فترة طويلة أنت عارف طبعاً اللي صراع حدث هذا بكل تأكيد أثر يعني أثر سلبياً على.. يعني صرت أكثر حذر والاندفاع الأول اللي كان في التضاريس بدأ بعدها يعني من الطبيعي أن يبدأ حتى شئت أم لم أشأ..
تركي الدخيل: تعتقد أنه كان فيه اندفاع في التضاريس؟
محمد الثبيتي: إيه بالطبع..
تركي الدخيل: لوكتبت لو قدر لك أن تكتب التضاريس الآن كنت أقل مثلاً.. هل أنت نادم؟
محمد الثبيتي: الواحد في 31 غير ما يكون في الخمسين مثلاً أو في الستين.. فهي كانت يعني أنا كتبتها في الثلاثينات وكانت هي الآن..
تركي الدخيل: تكون أقل جرأة مثلاً؟ أقصد التغير سيكون لجهة انخفاض الصوت قلة الجرأة مثلاً أو زيادة النضج..
محمد الثبيتي: بالضبط يعني أنا الآن تأملت في التضاريس حتى على مستوى المفردة كان عندي جرأة عجيبة, لولا أني أدرك أنها كانت لازمة كان يمكن استغفر منها الآن وأزيلها, وصارت زجي يا شقراء مثلاً, أنا ما ممكن أكتبها أو ابتداء من الشيب حتى هديل الأباريق.. تسترسل اللغة الحجرية بيضاء كالقاري.. نفرة كعروق الزجاجة.. أنا لا ما ممكن أكتبها بهالشكل إلا يكون فيه, يعني تنقصني الجرأة والشجاعة أيضاً..
تركي الدخيل: يعني مش القناعة بس الجرأة والشجاعة, ولا القناعة لم تتغير؟
محمد الثبيتي: القناعة ما أظنها تتغير.
تركي الدخيل: قبل قليل قلت عندما أتأمل نصوص التضاريس قد استغفر..
محمد الثبيتي: لا أقول لو لأني أعرف أنه كانت المرحلة تتطلب..
تركي الدخيل: ليش كانت المرحلة أستاذ محمد الثبيتي تتطلب؟
محمد الثبيتي: يمكن على المستوى الذاتي أنا كنت.. حتى خُيل لي في بعض الأوقات أني أمتلك اللغة أقدر أسوي أي شي, أكتب أي نص حتى أني فكرت أن أكتب نصوص ما لها هوية غير رقم تقول شعر وتقول يعني في..
تركي الدخيل: كيف ما لها هوية؟
محمد الثبيتي: يعني كتابة خارجة عن أي نسق أو أي.. خارج الشعر خارج.. قد تسميها قصيدة نثرية أو ما تسميها يعني كانت عندي وحتى أنه عندي يعني أكثر من محاولة وميسورة ونشرتها في وقت ما..
تركي الدخيل: والآن تتردد عن ممارسة هذا النوع..
محمد الثبيتي: يبدو انشغلنا كثيراً يعني شغلتنا المواجهات..
تركي الدخيل: مواجهة الحداثيين مع المحافظين..
محمد الثبيتي: حتى بين الحداثين أنفسهم, حتى داخل الحداثة كان فيه أكثر من وجه..
تركي الدخيل: هل أنت متألم لتلك المواجهات؟
محمد الثبيتي: لا بالعكس أنا سعيد جداً بالمواجهات, لولاها يمكن ما تصير الأمور كما هي أو كما أراها الآن.
تركي الدخيل: كيف ترى الأمور الآن؟
محمد الثبيتي: أراها جداً جميلة.
تركي الدخيل: لأي جهة؟
محمد الثبيتي: لكل الجهات يعني للمستقبل..
تركي الدخيل: لكن ترى أن المواجهات كانت ضرورية سواء بين الحداثيين أنفسهم أو بين المحافظين والحداثيين؟
محمد الثبيتي: بين المحافظين والحداثيين أصلاً هي طبيعة, يعني دائماً بين القديم والجديد لازم تحدث يعني في العصر العباسي حدثت نفس القضية ممكن تكون أعنف, مثلاً أبو تمام قال إذا أحد نقاد ذلك الزمان يعني له مقولة شهيرة: إذا كان هذا الفتى.. إذا كان ما يقول هذا الفتى شعراً فشعر العرب باطل, كل ما قاله العرب قبل كده إذا كان هذا شعر, نفس الكلام اللي كان يقوله..
تركي الدخيل: بس المواجهة بين الحداثيين والتقليدين أستاذ محمد لم تتعلق بالجانب الفني فقط بل تعدت إلى مواجهة أيدلوجية إن صحت العبارة؟
محمد الثبيتي: ما هي وسيلة التقليد؟ الوسيلة معروفة حتى كانوا يتهمون الناس بالزندقة, هذا زنديق, نفس الشي معظم اللي عرضوا الحداثة ما لهم علاقة بالأدب حتى يعني يناقشونه ويقولون هذا يصير وهذا ما يصير, لكن هذا الذي حصل.
تركي الدخيل: ألم يكن هناك مجال لحوار مفتوح بين الجانبين..
محمد الثبيتي: مستحيل كان..
تركي الدخيل: مع المستحيل أتوقف عند فاصل قصير, فاصل قصير نعود بعده لمواصلة حوارنا مع الشاعر السعودي محمد الثبيتي ابقوا معنا.