عصفور ووردة ..
قرأت قصة تحكي واقعا في زمان ما .. ومكان ما ..
عصفور صغير حر منطلق .. ينتقل كل يوم في بستان .. ينظر يمينا ويسارا
يقف على زهرة ويداعب وردة .. يحط على غصن وينقر ثمرة ..
في أحد البساتين رأها .. وردة شامخة بيضاء نقية..
نظر لها تمعن فيها جيدا .. وقف بعيدا يرقبها ..
وكل يوم يعود وينظر لها وهي في مكانها وبين رفيقاتها ..
تعلقها فؤاده .. قرار الحديث معها ..
اقترب همس لها : أنا أحبك
لم تعره الوردة اهتماما
عاودها أخرى أحبك أيتها النقية
نظرت له باستغراب
كيف لعصفور أن يحب وردة ؟!!
صمتت فعاود الحديث
إني أحبك فهل تحبينني ؟
نظرت إليه وهمست : إذا صار لوني أحمر أحببتك !!
صعق العصفور من ردها وطار بعيدا
بات ليلته ولايتردد في أذنه إلا حروفها
إذا صرت حمراء أحببتك
إذا صرت حمراء أحببتك
إذا صرت حمراء أحببتك
وعندما طلع الصباح قرر أمرا
طار مسرعا ليقتحم شجيرة شوك فتغرس سهامها في جسده
ويتقاطر دما من جرح قاتل
طار حينها فوق الوردة لتسقط قطرات دمه على تلك البيضاء
ثم عاد ليلقي بجسده أمامها
أيتها الوردة : صار لونك أحمر فهل أحببتني ؟
صعقت الوردة ولم تجد ردا
فقد عرفت كم أحبها العصفور !
لكن بعد فوات الأوان !
...........
كثير من قلوبنا تلك الوردة وكثير ذاك العصفور
نحب بصدق .. نخلص نضحي بأرواحنا لمن نحب
لكنهم لايعرفون مقدار حبنا إلا ساعة الفقد
أحبتي
هل أخطأ العصفور في اختيار الوردة ؟
هل أخطأ في التضحية لمن لايستحق ؟
لم لا نشعر بمن نحب إلا حال فقدهم ؟؟..
لم لانحس بأرواحهم إلا وقت الفراغ ؟
هم معنا وحولنا وقلوبهم تسكننا ونبحث عن غيرهم
فقط إذا خسرناهم عرفنا مقدار حبهم
دمتم بود مع من تحبون
|
 |
رد مع اقتباس
