الحب الزائف ..
بقلم د\محمد التميمي


الحب ملح الحياة ووجهها الجميل كيف لا وهو مصدر ينابيع السعادة والإطمئنان في هذه الحياة الذي لاينضب
لكن ما هو هذا الحب وكيف طعمه ولونه ورائحته ؟!!
إنه الحب الفطري المنطلق من التوحيد والإيمان يبدأ بحب الله سبحانه وتعالى ومن ثم ينطلق حباً منهجياً متوشحاً بالطهر والإخلاص والتجرد حب للرسول صلى الله عليه وسلم وحب للشرع الذي جاء به ثم حب لآل بيته وصحبه والصالحين ممن إقتفى أثره ومنهجه القويم ثم يأتي حب عام كحب الأبوين والأبناء والأرحام والأصدقاء
ثم يأتي حب فطري آخر هو إمتداد لذاك الحب ومتفرع عنه ولكنه حب خاص هو الحب الذي عنيت في هذا المقال وأردت تفكيك مقوماته وتقييم مساراته
إنه الحب بين الرجل والمرأة هو حب تمثل في إلتقاء قلبين نحو بعضهما بشكل لاخيار لأحدهما في التحكم فيه هو حب بدأ بخطوة ثم أثمر تآلف وانصهار قلبي متبادل حتى لم يعد له خيار في الإنفكاك أبد الدهر هو حب بدأ عنوانه باسم الله وبقداسته سبحانه فكان لباسه ودثاره التقوى بكل مفرداتها وجزئياتها اللطيفة .هو حب معلن بل شعاره الإعلان لأنه حب يحبه الرحمن ويحث عليه فكيف لايكون سامياً ومرتقياً نحو مدارج الطهر والنقاء . ما أجمله من حب وما أجمل ثماره وتبعاته .
لعلكم أدركتم هذا الحب إنه بلا شك حب سهل الفهم لاغموض فيه ولا لبس إنه حب الزوجين لبعضهما بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .
هذا الحب لم يعد له ذاك البريق المتوهج لقد أضحى يعلن عن هذا الحب على إستحياء . ليس لأنه في ذاته غير جميل بل هو أجمل الجمال
ولكن لما شاب هذا المصطلح من تشويه وتلويث فقد أعلن الحب في كل ميادين الشهوات المقترنة بالخطيئة والخيانة ، صار هذا الحب المقدس وسيلة للخداع والإصطياد الشيطاني صارت العلاقات الفاجرة والخائنة تسمى حباً وهو لايعدو حب أعداء قد تبدوا عداوتهم بعد إنتهاء سكرة الخيانة وقد تتأجل إلى يوم البعث الأكبر . ثم هذا الإعلام الماجن بأفلامه ومسلسلاته وقصصه ورواياته قد شوه هذا الحب الجميل ولوثة بكل نفاية نجسة . هذا الشاب المتسكع الباحث عن فريسته وهو يرفع شعار الحب ليصطاد به فريسة هذا الحب هو ممن يشوه هذا الحب الجميل وهذه الفتاة اللاهثة وراء الغواية والفتنة رافعة شعار الحب الزائف هي ممن يشوه صورة هذا الحب
هؤلاء كلهم كذابون أشقياء معذبون بهذا الحب الكاذب مهما بدى من ظاهرهم فرح وسعادة لاتلبث أن تورث أسى وحسرة وندامة ووحشة نفس تتجرع امعاناة
فهم في هذا الحب الكاذب لايتعدى مفهومهم للحب إشباع شهواتهم ولذاتهم البهيمية المنحرفة بل لاأبالغ إن قلت إن البهائم أصدق منهم في حبها لأنها تندفع في حبها من واقع فطرتها البهيمية
ولكن هؤلاء الكذابون يناقضون فطرهم النقية التي فطرهم خالقهم عليها .
وهنا ولتكون الحياة أجمل لنعيد لهذا الحب الطاهر النقي بين الزوجين لنعيد له توهجه ونقائه ولنرفع شعاره عالياً بلا تردد ولا إستحياء حتى يكون هو الحب الوحيد الذي يبقى مصدر للسعادة والهناء .
ولنواجه هذا الحب الزائف بكشف زيفه وفضح أحابيله الخادعة فما هو إلا حب نفعي أناني متوحش مهما بدى من قوة زيفه حب صادق فهو حب شيطاني ينبغي أن لانسمح له بالتفشي حتى لايفسد علينا حبنا الذي هو مصدر سعادتنا في الدنيا والآخرة . والله الموفق




وأقول أن الفتاة لم تعد غبية وساذجة ولكن ربما وقعت في حب الإستطلاع
أو تخيلت أنها صارمة وقوية ولن يطالها أذى ونسيت أن أمر القلوب
ليس بيدها وأن الشيطان قد يعلقها بالهوى بل ويسلسلها ويجرها جرا حتى تقع
في المحظور وإلى من لم تتمادى ولا زالت الى الآن على بر الأمان أقول عودي الآن ما دمتي قادره
وأتركي أي عذر وأخرجي من المساحات الرمادية التي تختلط فيها الأمور
صدقيني أنه يقول لك أنه يحبك وهو يسعى لإغتيال شرفك ويحلف أنه يحترمك
وهو يراك أقذر من القذاره لا تصدقي الوهم ولا تنخدعي بمعسول الكلام
أنا هنا خالفت الموضوع وبعثت رسالتي للفتاة وأظن أننا في زمان قد تجلت فيه الحقائق
فلم يعد للأعذار مكان فأفيقي أخية ..


ودمتم ودام طرحك المميز وتألقك الرائع


موفقه بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .