وطأ حسين بقدمه على أرض جازان ثم عانق السماء بنظرات متعجبه هل بالفعل كنت فوق السحاب ..!
أخرج من جيبه جهازه ثم ابتسم للشاشه المنطفئة : آسف أيها النقال لم تكن تستحق تلك البصقات , ما أن أتم جملته حتى زمجر الرعد ليوقظ الليل من سباته ..
حسين :
يا الله يشارف الفجر على المصافحه والماء سينهمر من السماء أي صعوبة سأواجهها في الطريق!
لم يكن سائقو الأجره يعانون تلك الصعوبة التي خطرت ببال حسين فالكل يهتف "مشوار.. مشوار"
بحث حسين عن سائق يكتسي بعلامات الصلاح .
نظر يمنة ثم يسره , نعم وجد الشخص
أخي الكريم صامطه لو سمحت...
هز رأسه (السائق) ثلاث مرات
ثم مضيا .
في الطريق تتساقط الأمطار ويعلن الصبح ميلاد يوم جديد
يلصق حسين خده على النافذه وينظر إلى تلك المعاميل المخضلة
يرسل تنهيدة ((ولتفتحي ذراعيك صامطه لطالما أشتقت إليك ))
تسلل شيء ما لقلبه فجأة
أحس بدفء يحيطه ويضمه بشده
انها صامطه يا حسين ها أنت قد وصلت
ترجل من السياره أخرج الحقائب
كان المطر يهطل بحبات صغيرة دافئة انعشت وجنتيه فاغمض حسين عينيه و هو يتنفس بعمق و كأنه يرغب بالامتلاء بكل ما يحيط به
الجمال هنا يفوق الوصف
و الهواء يحمل رائحة العشب النابت بين الواح الخشب على الشرفات و فوق الاسطحة الطينية.
يمضي نحو منزلهم
تلفت انتباهه تلك المرأة الخمسينية السمراء مختمرة الأسود و تشد على كتفيها مصنف قديم "يبدو انها لا تريد للمطر أن يبلل عباءتها"
أو يبدو أن لهذا المصنف أرتباط بشخص أو يبدو كأنه غريب للغاية
-اسرع يا ابني و الا ستتأخر على موعد المدرسة.
يبتعد ابنها بخطوات قليله ثم ينظر خلفه ويلوح لها
ظل الوقت محتفظاً بهذا المنظر الذي أعاد له صور ماضية جميلة /البيت/ الأم / الأب / الأخوان/ الأصدقاء/ صامطه كلها
يمضي نحو منزلهم
ينظر إلى لوحة "عطارة أبو اسماعيل"
تذكر اقسام هذا الدكان
تذكر اعشاب الاسره
اعشاب عامه
عطورات
نبتات للرياضيين
مسك اسلامي
فواكه الوطن المجففه
.
.
.
.
ثم تذكر تلك الطاولة التي يجتمع فيها رواد الفروع.. تذكر تلك المائده الرمضانيه بعد الافتتاح كان قد كُتبت آية في لوحة على الحائط
"وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ"
والتي قرأها أحد معاونيه (ابن عابد) " ومات فيقي بالله "
كبر الجمع ثم هلل
على الرغم من صغر جمجمته
وامتلاء جوفه وقصر سيقانه إلا ان ابن عابد هذا يهابه الجميع لديه ذراع ضخمه
..
يمضي نحو منزلهم..فيستوقفه صوت درة
عجباً هل ثمة أشباح تحدثني !
ليست اشباح يا حسين هذه درة الفؤاد حبيسة صدغك
إن حديثها يتناسل من تزاوج نظراتك لمنزلها
-ما أجمل ان نتفق يا درة
- انت مقاتل لرأيك دوماً يا حسين
ابتسم .. ابتسمت
/
/
/