جلطة في القلب تجمع ابنا بوالده وإخوته بعد قطيعة استمرت 18 عاما

[إبن عبد ربه]

أدت جلطة في القلب أصيب بها مواطن سعودي إلى إنهاء قطيعة استمرت 18 عاما بينه وبين والده.
و كان المواطن يعيش مع والده منذ 18 عاما حيث بذل والده جهودا كبيرة في تربيته بعد وفاة والدته ثم تزوج الأب بأخرى أنجبت له أحد عشر ابنا وبنتا.
و ظهرت المشكلات عندما بدأ المواطن في مصاحبة بعض رفاق السوء رغم نصائح والده بأن يتركهم دون فائدة وأدت هذه الرفقة إلى توريط الابن في قضية فقد وظيفته بسببها رغم تبرئته منها لاحقا حيث اتضح أنه ضحية لرفاقه وعندما علم الأب بالقضية تبرأ من ابنه وأعلن مقاطعته.
وحاول العديد من الأشخاص التوسط بين الأب وابنه ولكن دون فائدة وخلال تلك الفترة أصيب الأب بجلطة في القلب استدعت بقاءه في العناية المركزة بالمستشفى وأحيل بعدها للتقاعد من عمله، فيما التحق الابن بوظيفة أخرى وتزوج دون أن يشاركه فرحته والده أو إخوته الذين لا يعرف بعضهم.
وعند بلوغ الابن الأربعينات من عمره أصيب بنفس مرض والده وتعرض لجلطة في القلب وأجرى عملية قسطرة وعندما سمع أفراد عائلته بمرضه سارعوا للاتصال به والاطمئنان عليه، وأخبروا الأب بمرض ابنه فتحركت عاطفته وأبلغ أبناءه وبناته وأخبرهم بمرض أخيهم وأن عليهم الاتصال به والسؤال عن صحته وأحواله, وبعدها بفترة مرض الابن مرة أخرى وأدخل المستشفى وبعد خروجه اتصل به والده بعد 18 عاما من القطيعة وعاتبه على السنين الماضية ثم اطمأن على صحته وبعد ذلك تحدث مع حفيدته ثم زوجة ابنه.
واستمرت الاتصالات حتى بداية إجازة الصيف عندما طلبت الحفيدة من أبيها السماح لهم بزيارة جدها كي تراه وتتعرف على أعمامها وعماتها، وعندما أخبر الابن والده بذلك سمح له بزيارته.
و في اليوم الذي وصل فيه الابن وعائلته تصادف غياب جميع إخوانه الذكور ولم يكن هناك سوى الأب كي يفتح الباب، وتقول زوجة الابن " عندما رأيت من فتح الباب شهقت من المفاجأة فقد كان الشخص الذي يقف أمامنا هو زوجي ولكنه شيخ طاعن في السن، فقد كان زوجي نسخة من والده لدرجة أني لم أصدق عيني، وعندما جلسنا كنت أنقل نظري بينهما ولم أجد أي فرق حتى إن إحدى العلامات الخلقية التي كانت في قدم زوجي وجدتها في قدم والده, ولاحظت أيضا أنهما يتفقان في صفة الهدوء والميل للسكوت كثيرا والاكتفاء دائما بالإنصات".
وخلال ذلك الاجتماع العائلي استغرب الجميع من الحفيدة الصغيرة التي كانت تقوم باتصالات عديدة، فأوضحت لهم زوجة الابن أن ابنتها كانت تعاني من كثرة الأسئلة التي توجهها لها صديقاتها عن أعمامها وعماتها حيث إنهم لا يعرفون سوى أخوالها وأقارب أمها أما عائلة والدها فلا يعرفون عنها شيئا، ومما زاد من سوء الوضع لدى الطفلة الصغيرة أن أحدا لم يزر والدها خلال فترة مرضه سوى أقارب أمها، حتى وصل بها الأمر بزميلاتها الصغيرات إلى تلقيبها بالمقطوعة لذا كانت الفتاة تتصل بجميع صديقاتها لتخبرهن أنها في منزل جدها وأنها التقت بأعمامها وعماتها وأنها تلقت العديد من الهدايا من جميع أفراد العائلة يتقدمهم الأب حيث قام بالسلام على حفيدته ثم أخرج من جيبه خمسة آلاف ريال وقدمها لها كأقل شيء يستطيع تقديمه لحفيدته بهذه المناسبة.


منقول من جريدة الوطن ..





.................................................. .................................................. .....

[المعنّى]

الله يصلح شانهم

ويلم شملهم يا رب